لماذا عادت أسعار البترول للارتفاع بعد هبوطها الحاد أمس؟
كتبت- شيماء حفظي:
عادت أسعار النفط للارتفاع اليوم الخميس، مع تجدد الجدل حول إمكانية زيادة الإنتاج العالمي من الخام لتعويض النفط الروسي في السوق، بعد العقوبات على موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا.
ووفقا لبيانات سي إن بي سي، ارتفع سعر خام البترول برنت خلال تعاملات اليوم بنسبة 4.9% مقارنة بنهاية تعاملات أمس ليصل إلى 116.59 دولار للبرميل بحلول الساعة الثانية و45 دقيقة عصرًا بتوقيت القاهرة.
وجاء ارتفاع النفط، بعدما شهدت هبوطا حادا خلال تعاملات أمس الأربعاء، نتيجة تذبذب في تصريحات إماراتية، بشأن احتمالية الضغط من أجل زيادة إنتاج منظمة "أوبك" لتعويض نقص الإمدادات الروسية بسبب العقوبات الأمريكية، إلى جانب ارتفاع الآمال بشأن توقف الحرب الروسية والأوكرانية قريبا.
وتمد روسيا العالم بنحو 12% من احتياجات البترول، بينما تمد 17% من الغاز الطبيعي، نسبة كبيرة منه تذهب إلى أوروبا، وتعد روسيا ثاني أكبر مُصدر للنفط في العالم.
وأعلنت الولايات المتحدة حظر الواردات من البترول الروسي منذ يومين، بينما ترى دول أوروبية أن هناك صعوبة في اتخاذ أوروبا قرارا مماثلا في ظل اعتمادها بشكل رئيسي على إمدادات النفط الروسي.
هبوط حاد أمس
شهدت أسعار خام البترول برنت هبوطا حادا خلال تعاملات أمس الأربعاء بنسبة 13.2%، بحسب بيانات شبكة سي إن بي سي، ليغلق التعاملات عند نحو 111 دولارا للبرميل وذلك بعد سلسلة من الارتفاعات وصلت معها الأسعار إلى أعلى مستويات في نحو 14 عاما.
وجاء هذا الهبوط الحاد بعد تصريحات سفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة، إن بلاده تفضل زيادة إنتاج النفط العالمي، لتعويض نقص إمدادات روسيا، في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الثلاثاء الماضي، حظر استيراد كافة منتجات النفط الروسية، ضمن عقوبات اقتصادية ضد موسكو على خلفية الحرب.
وأوضح العتيبة، في تصريحات لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، إن الإمارات ستشجع الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" على النظر في مستويات إنتاج أعلى.
وأكد: "لطالما كانت الإمارات موردا موثوقا ومسؤولا للطاقة للأسواق العالمية لأكثر من 50 عاما، وتؤمن بأن الاستقرار في أسواق الطاقة أمر بالغ الأهمية للاقتصاد العالمي".
وبهذه التصريحات، رفعت الأسواق آمالها بالمزيد من اتجاه الدول إلى الدعوة لزيادة الانتاج، وانخفض سعر خام برنت، مع انفراج سريرة المستثمرين بتفاؤل حول زيادة المعروض في السوق، لكن ذلك التفاؤل لم يستمر كثيرًا.
وجاء ذلك بالتزامن مع وقف إطلاق النار في بعض المناطق في أوكرانيا لأغراض إنسانية وهو ما أحيا الآمال أيضا إلى الوصول لاتفاق قريب من أجل إنهاء الحرب.
رسالة عكسية
عادت أسعار البترول إلى الارتفاع من جديد خلال تعاملات اليوم بعد رسالة عكسية بعثها وزير الطاقة الإماراتي عبر تغريدة بحسابه على تويتر، قال فيها إن الإمارات ملتزمة باتفاق "أوبك+" بشأن زيادة الإنتاج.
وبعد ساعات من التغريدة، نقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية تصريحات الوزير سهيل المزروعي، والتي قال فيها إن :"الإمارات تؤمن بالقيمة التي تقدمها (أوبك+) لسوق النفط العالمي".
وتابع: "لا يوجد أي اتفاق لزيادة الإنتاج بشكل منفرد خارج اتفاق (أوبك+) في ظل دعم الإمارات المتواصل لجهود التحالف النفطي والتزامها بهذا الاتفاق".
وبعد هذه التصريحات عادت مرة أخرى المخاوف من نقص الإمدادات نتيجة العقوبات على روسيا، وهو ما رفع أسعار النفط اليوم.
أصل الجدل وموقف أوبك
تأتي أهمية تصريحات مسؤولي الإمارات بشأن إمكانية زيادة الإنتاج، لأن دولا قليلة من منتجي النفط فقط يمكنها زيادة الإنتاج بسبب احتياطاتهم.
ووفقا لفرانس 24، فإن السعودية والإمارات ومن بعدهما الكويت والعراق، هي الدول الأربع الوحيدة في منظمة أوبك القادرة على ضخ المزيد من النفط، وتمتلك هذه الدول طاقة احتياطية تقدر بما بين 2.5 مليون و3 ملايين برميل يوميا.
ولا يرى مسؤولي أوبك أن ارتفاع النفط حاليا سببه معضلة إنتاج، ويرجعون السبب إلى التوترات الجيوسياسية في العالم منذ الحروب الروسية ضد أوكرانيا، ولا يرون أي داعٍ للتدخل في حجم الإنتاج، بعدما وافقت المنظمة على زيادة شهرية معتادة بواقع 400 ألف طن يوميا في أبريل.
ويشير تحليل لبنك أوف أميركا فإنه في حال توقف معظم صادرات النفط الروسي، يعني هذا أن الإنتاج اليومي للنفط سيشهد عجزًا بنحو 5 ملايين برميل يوميًا أو أكثر.
فيديو قد يعجبك: