عام لرونالدو مع يوفنتوس.. علامة تجارية مزدهرة ومكاسب مرهونة بدوري الأبطال
كتبت- ياسمين سليم:
قبل عام من اليوم دوت أصداء صفقة انتقال اللاعب البرتغالي، كريستيانو رونالدو إلى نادي يوفنتوس الإيطالي، عالية في البورصة الإيطالية. ورغم مرور عام لا يزال صوت الصفقة مسموعًا، ليس فقط في السوق الإيطالي ولكن امتد أثرها إلى البيانات الاقتصادية المتعلقة بالنادي.
في 10 يوليو الماضي أعلن نادي ريال مدريد الإسباني موافقته على انتقال نجمه الأشهر، رونالدو، لصفوف نادي يوفنتوس في صفقة بقيمة 100 مليون يورو ستذهب كاملة لريال مدريد، فضلًا عن راتب سنوي للاعب بقيمة 30 مليون يورو.
وفي أول يوم لإعلان الصفقة قفز سهم النادي الإيطالي بالبورصة، ليحقق ارتفاعًا قدره 41% على أساس شهري.
وتشير بيانات البورصة الإيطالية اليوم الأربعاء إلى أن سهم النادي حقق ارتفاعًا بلغ 77.3%، في حال مقارنة سعره بنفس اليوم من العام الماضي.
ويتداول سهم يوفنتوس في البورصة الإيطالية اليوم عند 1.51 يورو فيما كان يتداول في نفس اليوم العام الماضي عند 0.86 يورو.
وقفزت قيمة الأسهم الإجمالية للنادي من 886.3 مليون يورو إلى 1.541 مليار يورو خلال عام واحد، أي بزيادة نحو 82.6%.
تأثير رونالدو لم يقتصر على البورصة، لكنه امتد ليشمل العلامة التجارية للنادي والتي ارتفعت قيمتها خلال الموسم الماضي المنتهي حديثًا بنسبة 21.6%، وبقيمة بلغت 108 ملايين يورو في العام.
ويقول تقرير حديث لشركة "Brand Finance"، المعنية بالأبحاث الاقتصادية، إن قيمة العلامة التجارية للنادي وصلت إلى 606 ملايين يورو.
وارتفعت قيمة النادي الإجمالية لتبلغ 2.332 مليار يورو خلال الموسم الماضي بزيادة نسبتها 10.2% مقارنة بموسم 2017-2018.
ورغم أن الصفقة على مستوى أسهم النادي وعلامته التجارية حققت نجاحًا كبيرًا، إلا أن هذه النجاحات لا تعكسها نتائج أعمال يوفنتوس كشركة.
ولم يجد النادي صورة أفضل من كريستيانو رونالدو وهو يؤدي قفزته الشهيرة عقب إحرازه الأهداف، ليزين بها تقريرًا ماليًا أعلن عنه في فبراير الماضي، عن نتائج أعمال الفترة من يوليو إلى ديسمبر الماضيين.
ويشير التقرير المالي، إلى أن أرباح النادي تراجعت بنسبة 35.8% لتصل إلى 7.5 مليون يورو، في الفترة من يوليو حتى ديسمبر 2018، مقابل 43.3 مليون يورو، في الفترة المناظرة في العام السابق.
ويقول التقرير، إن السبب الرئيسي لتراجع الأرباح، هو ارتفاع تكاليف أجور اللاعبين والجهاز الفني بقيمة 38.2 مليون يورو، لتصل إلى 143.1 مليون يورو مقابل 104.9 مليون يورو خلال النصف الأول من عام 2017.
وقد يكون هذا السبب منطقيًا، إذا ما نظرنا إلى راتب رونالدو الذي يبلغ 30 مليون يورو سنويًا.
ورغم تراجع الأرباح إلا أن دخل النادي ارتفع بنسبة 13.6% خلال النصف الأول من العام المالي الماضي مقارنة بنفس الفترة العام المالي الأسبق.
وبلغ إجمالي دخل النادي خلال هذه الفترة 330.2 مليون يورو مقابل 290.6 مليون يورو في نفس الفترة عام 2017.
وكانت أكبر زيادة في دخل النادي من حقوق الدعاية والإعلانات، والتي بلغت 61.4 مليون يورو مقابل 43.3 مليون يورو، وسيكون هذا المبلغ خلال السنوات المقبلة على موعد مع زيادة كبيرة.
ففي ديسمبر الماضي أعلن النادي توصله لاتفاق مع شركة أديداس، إحدى الشركات الراعية له عن إتمام أكبر عقد رعاية له في التاريخ بقيمة 408 ملايين يورو في 8 سنوات.
ووصفت صحيفة "لاجازيتا ديللو سبورت" الإيطالية، هذا العقد وقتها بأنه قد يكون "تأثير رونالدو".
وبحسب التقرير المالي لليوفي فإن دخل النادي من حقوق البث التلفزيوني ارتفع خلال النصف الأول من العام المالي إلى 124.6 مليون يورو مقابل 109.4 مليون يورو في نفس الفترة عام 2017.
وظهر تأثير رونالدو، جليًا في مبيعات المنتجات والأدوات التي يبيعها المتجر الرسمي لنادي يوفنتوس.
وتشير الأرقام إلى أن دخل يوفنتوس من هذه المبيعات بلغ 26.5 مليون يورو خلال النصف الأول من العام المالي الماضي، أي بارتفاع نسبته 80.2% مقارنة بنفس الفترة من العام المالي الأسبق.
وربما ساهم انضمام رونالدو إلى يوفنتوس في صيف العام الماضي إلى هذه الزيادة الكبيرة، في حال نظرنا إلى الإقبال الكبير على شراء قميص اللاعب البرتغالي مع ظهوره لأول مرة في متجر النادي.
ووفقا لقناة "سبورت ميديا سيت" فإن يوفنتوس باع 520 ألف قميص لرونالدو في 24 ساعة، بعد الإعلان عن وصوله للنادي الإيطالي.
ويقول النادي في تقريره الصادر في فبراير إن "نتائج أعماله خلال النصف الثاني من العام المالي، ستتوقف على نتائج فريق الكرة وتحديدًا في بطولة دوري أبطال أوروبا"، لكن الفريق خرج من دور ربع النهائي أمام نادي أياكس الهولندي في أبريل الماضي.
وقد لا يعكس مجيء رونالدو إلى يوفنتوس ما كان يتمناه عشاق "البيانكونيري" على المستوى الكروي خصوصًا مع خروج الفريق من دوري أبطال أوروبا وحصولهم على بطولتين وهي الدوري الإيطالي وكأس السوبر.
لكن أثر رونالدو يظهر جليًا على مستوى المالي والاقتصادي، كونه ساهم بشكل واضح في زيادة دخل النادي وازدهار علامته التجارية.
فيديو قد يعجبك: