"الخضروات أسخن من اللازم".. لماذا قفزت معدلات التضخم خلال فبراير؟

05:42 م الأحد 10 مارس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مصطفى عيد:

قفز معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية خلال شهر فبراير الماضي إلى نحو 13.9% لإجمالي الجمهورية، و14.4% للمدن، مقابل 12.2% لإجمالي الجمهورية، و12.7% للمدن خلال يناير، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اليوم الأحد.

ويأتي ذلك بعد أن ارتفع معدل التضخم الشهري إلى 1.8% لإجمالي الجمهورية خلال فبراير، مقابل 0.8% خلال يناير، تأثرا بارتفاع أسعار الخضروات والدواجن بشكل رئيسي.

وفي دلالة على دور الخضروات في ارتفاع معدلات التضخم خلال فبراير، أصدر بنك الاستثمار شعاع تقريرا اليوم بعنوان: "مرة أخرى تقدم الخضروات أسخن من اللازم: ارتفاع التضخم في فبراير إلى 14.4%".

وقال شعاع في تقريره، إن التضخم ارتفع خلال فبراير تقريبا لنفس الأسباب التي أدت إلى ارتفاعه في الشهر السابق، والمتعلقة بالأغذية، حيث ارتفعت أسعار الخضروات كما كان الحال في يناير، لكنه كان مصحوبا بارتفاع أسعار الدواجن واللحوم هذه المرة.

وقال بنك الاستثمار فاروس إن معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية جاء فوق التوقعات عند 12.2%، وذلك بعد أن ارتفع المعدل الشهري للتضخم إلى 1.8% مقابل 0.4% كانت متوقعة لفبراير من البنك.

واتفق محمد أبو باشا محلل الاقتصاد الكلي ببنك الاستثمار هيرميس، مع فاروس، في أن معدل التضخم السنوي في فبراير جاء أعلى من التوقعات، (عند 12.8%)، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الغذاء.

وقال أبو باشا لمصراوي: "الزيادة كانت أكبر من المتوقع خاصة الخضروات المسؤولة تقريباً عن نصف الزيادة في بند الطعام".

وبحسب فاروس، فإن ارتفاع معدل التضخم الشهري جاء انعكاسا لارتفاع أسعار الخضروات بنسبة 8% في فبراير، بعد ارتفاع أسعار الطماطم والخيار والبطاطس والكوسة.

كما زادت أسعار الدواجن بنسبة 9.8% خلال فبراير مقارنة بشهر يناير الماضي، وأيضا منتجات الألبان بنسبة 1%.

وذكر فاروس أن قسم الطعام والشراب كان المساهم الأكبر في معدل التضخم السنوي أيضا، حيث مثلت نسبة مساهمته فيه 8.41%، بينما لم تتجاوز نسبة أي قسم من الأقسام الأخرى نسبة الـ 2%.

وأشارت بيانات جهاز الإحصاء، إلى أن أسعار مجموعة الخضروات ارتفعت على أساس سنوي بنسبة 39.4% خلال فبراير الماضي، مما أدى إلى زيادة إجمالي بند الأغذية والمشروبات بنسبة 15.3% على أساس سنوي.

ولم يرتفع التضخم العام في فبراير وحده، ولكن صاحب ذلك أيضا زيادة في معدل التضخم الأساسي، بحسب بيانات البنك المركزي اليوم الأحد، حيث واصل المعدل السنوي للتضخم الأساسي ارتفاعه للشهر الثالث وسجل 9.2% مقابل 8.6% في يناير.

ويأتي ذلك بعد أن ارتفع المعدل الشهري للتضخم الأساسي إلى 1% خلال فبراير مقابل 0.4% في يناير.

وتوقع فاروس أن يتراوح معدل التضخم السنوي بين 13 و14% خلال الفترة من مارس الجاري وحتى نهاية سبتمبر المقبل.

وقال فاروس إن تأثير سنة الأساس سيساهم في استقرار أرقام التضخم السنوي خلال الفترة من يونيو إلى أغسطس المقبل المتوقع خلالها ارتفاع معدلات التضخم الشهرية مع خفض دعم الوقود.

وسجل التضخم السنوي قفزات كبيرة خلال عام 2017 تأثرًا بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها الحكومة خلال العامين الماضيين ومن ضمنها تعويم الجنيه ورفع أسعار الطاقة عدة مرات، حيث بلغ التضخم ذروته في يوليو 2017 عند 34.2%، وهو أعلى معدل في نحو 3 عقود.

ولكن التضخم السنوي بدأ في التراجع بشكل ملحوظ بدءا من نوفمبر 2017 وحتى مايو، قبل أن يعود للصعود مرة أخرى في يونيو الماضي مع رفع أسعار الوقود.

ويهدف البنك المركزي أن يصل بمعدل التضخم السنوي إلى 9% (بزيادة أو انخفاض 3%) في المتوسط، خلال الربع الأخير من عام 2020.