رغم إنشاء "الروبيكي".. لماذا تراجعت صادرات الجلود منذ بداية العام؟
كتبت- إيمان منصور:
تراجعت صادرات مصر من قطاع الجلود بنحو 6% خلال أول 5 أشهر من العام الجاري عن نفس الفترة من العام الماضي، مسجلة 48.5 مليون دولار فقط، بحسب ماقاله محمود سرج رئيس المجلس التصديري للجلود، في تصريحات لمصراوي.
وأرجع مصدرو الجلود الذين تحدثوا لمصراوي، انخفاض صادرات القطاع منذ بداية العام إلى عدة أسباب أبرزها، عملية نقل مدابغ الجلود من منطقة سور مجرى العيون إلى مدينة الروبيكي الجديدة للجلود، والتي أدت إلى توقف الإنتاج بكل مدبغة من شهرين إلى ثلاثة أشهر.
وقال رئيس المجلس التصديري للجلود، إن إنتاج الجلد المدبوغ بمصر تراجع بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، "لأن المدابغ كثيفة الإنتاج تعطلت عن العمل خلال فترة نقلها إلى الروبيكي مما أثر على كميات الجلود المنتجة في السوق المحلي".
واتفق معه عبد الرحمن الجباس، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، الذي قال، إن المدابغ المملوكة له توقفت عن الإنتاج لعدة أشهر بسبب عملية النقل إلى الروبيكي وإعادة تشغيلها.
أما المشكلة الأخرى التي أدت إلى تراجع صادرات القطاع خلال الأشهر الماضية، فهي تراجع مستوى جودة الجلود التي يتم تصديرها بسبب انتشار الأمراض بين الحيوانات الفترة الماضية، بحسب ما قاله سرج.
"المستوردين كانوا متعودين على جودة معينة في درجات الجلود المصرية، لكن إصابة الحيوانات بأمراض زي الحمى القلاعية وغيرها أدت إلى تراجع مستوى الدرجات، مما قلل الإقبال عليها في الأسواق الخارجية"، وفقًا لما قاله سرج.
وقال سرج: "لو كانت الكمية اللي اتصدرت خلال الفترة الماضية بنفس فرز جودتها السابقة، كان هيكون في زيادة في الصادرات بنحو 15%".
ويتفق الجباس وسرج، على أن ارتفاع سعر المياه المستخدمة في دباغة الجلود، كان سببًا أيضًا في تراجع الإنتاج خلال الفترة الماضية، نتيجة ارتفاع التكلفة، خاصة أن دباغة الجلود من الصناعات كثيفة استخدام المياه.
"بنشتري متر المياه بـ 4.5 جنيه وبندفع عليهم 98% من قيمة الفاتورة للصرف الصحي، ودباغة طن الجلد بيحتاج لـ 80 طن مياه، ليتم تصديره، وده طبعا بيكلفنا كتير وبيقلل من هامش الربح بشكل كبير وبالتالي بنكون غير قادرين على المنافسة في الأسواق الخارجية"، بحسب الجباس.
ورفعت الحكومة أسعار مياه الشرب والصرف الصحي اعتبارًا من فاتورة شهر مايو الماضي، ضمن خطة لإعادة تسعير السلع والخدامت الحكومية لتقليل عجز الموازنة العامة، تشمل الوقود والكهرباء.
وقال سرج، "نسعى للتغلب على مشكلة ارتفاع سعر المياه عن طريق الاتفاق مع الجزارين على تخفيض سعر طن الجلد، خاصة أن الأسعار الحالية تعد أكبر من قيمتها الحقيقة في ظل تراجع مستوى جودتها".
وأضاف "بدأنا بالفعل الاتفاق مع الجزارين على تخفيض سعر الجلد من 600 جنيها إلى 500 أو 450 جنيها".
كما أن استحواذ المستثمرين بالمنطقة الحرة بمدينة قويسنا على أغلبية كميات الجلد المصري، كان عائقا أمام المدابغ بالسوق المحلي في الحصول على كميات من الجلود، خاصة في ظل التعثرات المحلية التي يمر بها الصناع بالسوق المحلي، وإتاحة العديد من المميزات في التصدير للمناطق الحرة، بحسب ما يقوله منتجون محليون.
وتوقع كل من سرج والجباس أن يعود معدل الإنتاج إلى وضعه الطبيعي خلال الأشهر المقبلة، وذلك بعد أن تم تشغيل نحو 60% من المدابغ ذات الإنتاج الكبير في مدينة الروبيكي الجديدة، متوقعين أن يتم الانتهاء من تشغيل كافة المدابغ بنهاية العام الجاري.
وبحسب سرج، فإن المدابغ التي انتقلت إلى الروبيكي وتم تشغيلها زادت قدرتها الإنتاجية وصادراتها بنسبة كبيرة، قائلا إن "المدبغة إللي كانت بتصدر بـ 10 ملايين دولار في 5 شهور دلوقتي بعد ما اتنقلت الروبيكي بقت بتصدر بـ 17 مليون دولار، نتيجة التشغيل بأساليب حديثة واستخدام التكونولوجيا المتطورة في التصنيع داخل المدينة".
وكان ياسر المغربي رئيس مجلس إدارة شركة القاهرة للاستثمار والتطوير العمراني والصناعي، المسؤولة عن إدارة مشروع الروبيكي للجلود، قال لمصراوي في تصريحات الأسبوع الماضي، إنه "سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى الخاصة بنقل مدابغ مجرى العيون خلال الأشهر القليلة المقلبة، على أن يتم النقل بالكامل والتشغيل بنهاية العام الجاري".
وبحسب المغربي فإنه تم نقل وتشغيل 60 مدبغة حتى الآن، تمثل نحو 60% من إجمالي المدابغ المقرر نقلها من منطقة سور مجرى العيون، "ولكن هذا العدد يمثل أكثر من 90% من إنتاج إجمالي المدابغ في مجرى العيون، حيث أن المدابغ مقسمة إلى كبيرة وصغيرة ومتناهية الصغر".
ويهدف مشروع "مدينة الروبيكي" إلى نقل مدابغ الجلود الموجودة بمنطقة مجرى العيون إلى مدينة الروبيكي المتخصصة وإعادة توطينها وفقا لأحدث النظم والمخططات العالمية، بما يسمح بإيجاد صناعة متكاملة للجلود وليس الدباغة فقط، وتصدير منتج تام الصنع، بحسب ما تقوله وزارة التجارة والصناعة.
وقال سرج، "نبحث حاليا آليات جديدة لزيادة صادرات القطاع خلال المرحلة المقبلة، مع استكمال تشغيل كافة المدابغ، وذلك عن طريق فتح أسواق جديدة مثل السوق الأوروبي والروسي، بالإضافة إلى إرسال بعثات تجارية بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة".
"كما نسعى أيضا خلال الفترة المقبلة إلى زيادة صادرات المصنوعات الجلدية مثل الشنط والأحذية، خاصة أن حجم صادراتها لا يتعدى 5% بالمئة من إجمالي صادرات القطاع"، بحسب ما قاله سرج.
وتراجعت صادرات القطاع خلال عام 2017 إلى حوالى 110 ملايين دولار بنسبة انخفاض 14% عن عام 2016 التي حققت خلاله 110 ملايين دولار، بحسب تقرير لهيئة الرقابة على الصادرات والواردات.
وتعد أسواق إيطاليا والبرتغال والصين والهند وفيتنام أبرز الأسواق المستوردة للجلود المصرية، بحسب سرج.
وفي مطلع الشهر الجاري اجتمع المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة مع أعضاء المجلس التصديري وغرفتي تجارة ودباغة الجلود، لبحث تطوير صناعة ودباغة الجلود وزيادة معدلات التصدير خلال المرحلة المقبلة.
وقال الوزير خلال لقاءه، إنه سيتم الاستعانة بالخبرات الدولية في تطوير تصميمات المنتجات الجلدية المصرية بالإضافة إلى إتاحة برامج لتدريب شباب المصممين المصريين، بحسب بيان من الوزارة.
إقرأ أيضا:
مسؤول بالروبيكي: إعادة طرح أراضٍ مرفقة للمستثمرين بالمدينة الشهر المقبل
فيديو قد يعجبك: