كيف تستفيد مصر اقتصاديًا من "تجربة الفشل" في كأس العالم؟

كتبت- ياسمين سليم:

"يجب ألا يعالج المصريون خروجهم من كأس العالم على أنه فشل، ولكن يجب أن ينظروا إليه كتجربة يتعلمون منها"، هذا ما ينصح به الخبير الاقتصادي العالمي وكبير المستشارين الاقتصاديين في مجموعة أليانز الألمانية، محمد العريان، عقب خروج منتخب مصر في المونديال.

ويقول العريان، المصري الأصل، في مقال مطول على موقع "project-syndicate" إن خروج مصر من المونديال يضم دروسًا عدة من الممكن أن تساعد ليس مصر فقط ولكن الاقتصادات الناشئة لتحقيق إمكاناتها الكبيرة، وليس فقط في كرة القدم.

وخرجت مصر من منافسات الدور الأول لكأس العالم، بعدما تلقت 3 هزائم من الأوروجواي وروسيا والسعودية، على التوالي.

الدرس الأول الذي يجب أن تتعلمه مصر هو كيف يمكن أن تدير التوقعات، بحسب العريان.

ويقول "خلال الفترة السابقة لكأس العالم، انهالت إشادات مستحقة لنجم نادي ليفربول، محمد صلاح، الذي كان أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي خلال الموسم الماضي، وأصبح معشوقًا لملايين المصريين".

وعلى الرغم من أن مصر لم تتأهل إلى كأس العالم منذ عام 1990، بالإضافة إلى إصابة صلاح في الكتف، لكن الأمر انتهى بتوقعات تفوق بكثير ما يمكن للمنتخب المصري تحقيقة بواقعية في البطولة.

وبحسب العريان ورغم كل ذلك ظل المصريون متفائلين جدا، وانتهى بهم الأمر إلى خيبة أمل.

أما الدرس الثاني الذي يقول عنه العريان هو "الاستفادة من نقاط القوة لدعم التنويع".

ويشرح العريان هذا بأن خطة مصر ظلت تعتمد على صلاح بشكل كبير - رغم إصابته - لكنه لم يتمكن من اللعب بكامل طاقته، ولم يظهر المصريين أية أسلحة أخرى، حيث كان المنتخب بطيئًا في التطور.

ويقول العريان إن الدرس الثالث هو إنهاء المهمة على أكمل وجه، ففي مباراة السعودية التي خسرتها مصر 1- 2 وتذيلت المجموعة، تلقت هدفين في نهاية كل شوط من المباراة.

ويضيف العريان: "لا ينبغي الاستسلام حتى صافرة النهاية، هذا لا يحدث فقط في كرة القدم ولكن في مجال الاقتصاد وصنع السياسات أو أي مجال آخر".

الدرس الأخير، كما يوضح العريان هو أن المشاركة الدولية من الممكن أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز رؤوس الأموال والموارد البشرية، فاللاعبين مثل محمد صلاح، أُتيحت لهم الفرصة للعب في منافسات قوية وهو ما عمّق ووسّع مهاراتهم، مع فهم استراتيجي أوسع للعبة، وهذا يضعهم في وضع أفضل لتحسين أداء الفريق الوطني في المسابقات الإقليمية والعالمية.

أظهر تأهل مصر لكأس العالم أنها قادرة على التنافس على أعلى مستوى دولي، وبدلًا من معالجة خسارتها على أنه فشل، يجب أن ينظر المصريون على أنها تجربة للتعلم يمكن أن تساعدها في تحقيق ما تريد في جبهات مختلفة، بحسب العريان.