"مش حمل زيادة جديدة".. كيف ترى 3 أسر موجة الغلاء المنتظرة في يوليو؟
كتبت- دينا خالد:
بعدما دفعت أم هاشم ثمن أسطوانة البوتاجاز نحو 60 جنيها أخبرها البائع أن السعر "لسه هيزيد كمان الفترة الجاية".
تقول أم هاشم، التي تتولى تربية ابنيها بعد وفاة زوجها "كل أما أروح اشتري حاجة أسمع أن الأسعار هترتفع بنسبة كبيرة على شهر يوليو الجاي".
ومن المتوقع أن ترفع الحكومة أسعار بعض السلع والخدمات مع بداية العام المالي الجديد مثل البنزين والسولار والكهرباء، كما تخطط لرفع سعر تذكرة المترو ولكنها لم تحدد موعدًا حتى الآن، لاستكمال خطتها للإصلاح الاقتصادي.
لا تعلم أم هاشم متى ستأتي الزيادة الجديدة بالضبط لكنها تقول لمصراوي "زيادة أيه، ده أحنا بطلنا نأكل فراخ ولحمة وفاكهة من ساعة تعويم الجنيه".
وفي نوفمبر 2016 قررت مصر تعويم الجنيه، كبداية لخطة إصلاح اقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، وتسبب هذا القرار في رفع أسعار السلع والخدمات، نظرا لارتفاع سعر الدولار.
كما قفزت معدلات التضخم بنسب كبيرة حتى تخطت في يوليو الماضي نسبة 34.2%، بعدما رفعت الحكومة أسعار البنزين والكهرباء والمياه.
اضطرت أم هاشم للعمل بعد وفاة زوجها بـ 6 أشهر، "كنت عايشة بإللي جوزي سابه ومساعدات الناس، بس الدنيا كانت غلاء فاضطريت أنزل أدور على شغل، لحد لما اشتغلت عاملة نظافة في حضانة بـ 350 جنيه".
مع ارتفاع الأسعار أكثر منذ التعويم اضطرت أم هاشم للبحث عن عمل إضافي فلم تجد سوى "مسح السلالم وغسيل السجاجيد" ليكون إجمالي دخلها الشهري الحالي نحو 1500 جنيه، بحسب قولها.
ورغم زيادة دخل أم هاشم، بعدما وجدت عملا إضافيا إلا أنها لم تعد تستطيع اللاحق بقطار ارتفاع الأسعار، تقول "كيلو اللبن إللي كان بـ 7 جنيه بقى بـ 12 جنيه، ورغيف الفينو بقى بنص جنيه وكيلو اللحمة بقى 150 جنيه، وأقل فاتورة كهرباء بـ 60 جنيه".
تسكن أم هاشم، في شقة إيجار قديم بنحو 75 جنيها في الشهر "لكن مصاريف الأولاد في المدرسة ما بتنتهيش، ابني الكبير بس عايز 5 جنيه مصروفه اليومي".
لا تريد أم هاشم أية زيادة جديدة في الأسعار "هنروح فين لو زودوا الأسعار تاني".
زيادة الأسعار المرتقبة لا تقلق فقط أم هاشم، ولكن مصطفى زكريا، أب لـ 3 أبناء، تقلقه هو الآخر حتى أنه يفكر في عمل إضافي أو إقامة مشروع استثماري ليعينه على نفقات أسرته التي تتضاعف.
يعمل زكريا مأذون شرعي، ويقدر إجمالي دخله الشهري بنحو 7 آلاف جنيه شهريًا، وقبل التعويم كان ينفق منهم على أبنائه ويدخر جزءا منهم.
لكن بعد التعويم وارتفاع الأسعار، قال زكريا إن عدد المتزوجين تراجع وهو أدى إلى انخفاض دخله، فقرر أن يبحث عن مصدر إضافي للعمل.
باع زكريا سيارته منذ 6 أشهر بنحو 84 ألف جنيه وفكر أن يبني عمارة سكنية على قطعة أرض ورثها عن أبيه بثمنها، لكنه وجد تكلفة البناء تزيد بنحو 4 أضعاف عن ثمن السيارة.
"أنا بعت العربية، لأنها أصبحت قديمة وبصرف كتير على صيانتها بجانب غلاء البنزين، ومقدرتش اشتري واحدة تانية بسبب ارتفاع أسعار السيارات، ومقدرتش أعمل حاجة بتمنها"، بحسب قوله.
منذ قرار تعويم الجنيه، قررت الحكومة رفع أسعار البنزين مرتين واحدة في نوفمبر 2016 والأخرى في يونيو 2017، ومن المقرر أن تستمر الحكومة في رفع الأسعار ضمن خطتها لرفع الدعم عن الطاقة بنهاية 2019.
وتخطط الحكومة لخفض مخصصات دعم المواد البترولية بنسبة 26% إلى نحو 89 مليار جنيه، ودعم الكهرباء 47% إلى نحو 16 مليار جنيه، في موازنة العام المالي المقبل الذي سيبدأ في يوليو المقبل.
ومن المتوقع أن يتسبب هذا الخفض في رفع أسعار البنزين والكهرباء وهو ما سيتبعه ارتفاع في أغلب السلع.
يفكر زكريا حاليا في فتح سوبر ماركت أو محل لتغليف الحبوب، لمواجهة أي ارتفاعات متوقعة في الأسعار.
ورغم أن حسين محمد، سمسار عقاري، دخله الشهري ما بين 15 إلى 25 ألف جنيه شهريا، إلا أنه يخشى من حدوث أي زيادة أخرى لأن الأسعار الحالية بعد التعويم، لم تترك له أي فائض من دخله بل العكس أثرت على احتياجاته.
يقول محمد "بحاول ولادي ما يحسوش بالالتزامات والحسابات إللي بعملها كل شهر علشان دخلي يكفي احتياجاتهم، لكن لو الأسعار زادت تاني هضطر أقلل من مستوى معيشتهم وده هيحزنني جدا".
منذ تعويم الجنيه أصبح محمد مطالب شهريا بدفع نحو 9 آلاف جنيه من راتبه، كأقساط لشقتين وعربية وجمعيات، فضلا عن مصروفات ابنته التي تدرس في الثانوية العامة والأخرى المُقبلة على الزواج.
يقول محمد "بنتي بتأخد دروس خصوصية بـ 1500 جنيه في الشهر بره البيت، ومن وقت التعويم مبقتش أقدر أديها درس في البيت".
كما يمنح محمد زوجته يوميا 200 جنيه، كمصروف لشراء متطلبات المنزل من فطار وغداء وعشاء، لكن هذا المبلغ لم يعد كافيا لزوجته "بدأت تشتكي من عدم كفايته مع ارتفاع الأسعار"، وفقا لقوله.
وينفق محمد نحو 2000 جنيه شهريا لشراء عبوتين سجائر يوميا سعر الواحدة بـ 35 جنيها، لكنه مع ارتفاع الأسعار أصبح يدخن نوعا أقل جودة بسعر 27 جنيها.
لا يجد محمد أي فرصة لعمل إضافي ويقول "بخلص شغل كل يوم الساعة 10 بالليل، لأن طبيعة عملي بيتحدد راتبها بناء على المجهود والتارجت، علشان كده فشلت في زيادة دخلي".
لكن حسين يفكر حاليا في الاستغناء عن بعض مصروفات أسرته وبحسب قوله "بفكر ألغي المصيف السنة دي لأننا السنة إللي فاتت صرفنا 20 ألف جنيه في الساحل الشمالي، وده هيبقى مبلغ مرهق جدا في وسط كل الغلاء ده".
اقرأ أيضا:
أبناء الطبقة الوسطى يترقبون "غلاء يوليو".. المراوغة من أجل العيش
بينها البنزين والكهرباء والسجائر.. أسعار 4 سلع مرشحة للزيادة في يوليو
فيديو قد يعجبك: