ما هي منظمة "أوبك" للبترول التي انسحبت منها قطر؟
القاهرة- مصراوي:
أعلن وزير الطاقة القطري، سعد الكعبي، اليوم الاثنين، انسحاب بلاده من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اعتبارا من يناير المقبل.
وقال وزير الطاقة القطري، إن بلاده أبلغت منظمة أوبك صباح اليوم قرارها بالانسحاب، مرجعًا هذا القرار إلى رغبة قطر في التركيز على قطاع الغاز باعتباره هو القطاع الأهم بالنسبة لها، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية.
وتعتبر قطر هي أكبر مورد للغاز الطبيعي في العالم.
وبحسب وزير الطاقة القطري فإن القرار لم يكن سهلا إذ أن قطر عضو في أوبك منذ 57 عامًا.
ويأتي انسحاب قطر قبيل اجتماع لأوبك وحلفاء من بينهم روسيا في 6 و7 من ديسمبر الجاري لبحث خفض إنتاج المنظمة.
ما هي منظمة أوبك؟
هي منظمة تضم بعض البلدان المُصدرة للنفط في العالم ويبلغ عدد أعضائها 15 عضوًا بما فيهم قطر.
وتأسست المنظمة في عام 1960 بالعاصمة العراقية بغداد ومن خلال 5 دول هي العراق وإيران والكويت والسعودية وفنزويلا.
ثم ارتفع عدد الأعضاء بانضمام قطر ثم إندونيسيا وليبيا والإمارات العربية المتحدة والجزائر ونيجيريا والجابون والإكوادور وأنجولا وغينيا الاستوائية والكونغو.
ويعد انسحاب قطر من المنظمة ليس الأول بالنسبة للدول الأعضاء ففي عام 1992 قررت الإكوادور الانسحاب ثم عادت وانضمت للمنظمة في عام 2007، كما انسحبت إندونيسيا في عام 2009 ثم عادت للمنظمة في يناير 2016 قبل تعلق عضويتها مرة أخرى في نوفمبر من نفس العام.
وانسحبت الجابون في عام 1995 وعادت وانضمت مرة أخرى في عام 2016، وفقًا لموقع المنظمة الرسمي.
وتتحكم منظمة أوبك في إنتاج دولها من النفط اليومي، وهو ما يعني أنها تتحكم في أسعار النفط العالمية، كونها تضم أعضاءً يمثلون أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم.
وفي نوفمبر الماضي أظهر مسح لوكالة رويترز أن دول المنظمة ضخوا 33.11 مليون برميل يوميًا خلال هذا الشهر.
وبحسب إحصائيات للمنظمة نهاية العام الماضي فإن نحو 81.89% من احتياطات العالم من النفط موجودة في دول منظمة أوبك، وتستحوذ دول المنظمة في الشرق الأوسط على 65.36% من هذه الاحتياطات.
وتمكنت أوبك في العامين الأخيرين من التوافق مع الدول النفطية الكبرى من خارجها مثل روسيا على تنسيق سياسات الإنتاج بهدف السيطرة على الفائض من المعروض النفطي في الأسواق ووقف تراجع الأسعار.
وفي أواخر 2016 اتفقت هذه الدول على خفض الإنتاج بمقدار1.8 مليون برميل يوميا لتقليل الفائض الذي كان قد دفع بأسعار النفط إلى التراجع بشدة لتصل إلى أقل من 30 دولارًا للبرميل في 2016.
وخلال عام 2017 و2018 اتخذت الأسعار اتجاهًا صعوديًا حتى كسرت حاجز 80 دولارًا للبرميل، قبل أن تعود إلى التراجع خلال الشهر الماضي لتفقد الأسعار نحو 22% من قيمتها خلال شهر.
ومع تحكم المنظمة في إنتاج النفط اليومي وتأثيره على الأسعار، يدور صراع حاليًا بينها وبين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والذي يتهم المنظمة بأنها السبب في ارتفاع أسعار النفط عالميًا وأنها تتسبب في زيادة غير حقيقية في سعر النفط.
ماذا يعني انسحاب قطر من المنظمة؟
تحتل قطر المركز 11 بين دول أوبك حيث تمثل أقل من 2% من إجمالي إنتاج المنظمة.
وبحسب وكالة رويترز فإن إنتاج قطر النفطي لا يتجاوز 600 ألف برميل يوميًا.
وتقول وكالة بلومبرج إن مغادرة قطر قد لا يكون له أثر ملحوظ على المناقشات التي ستجرى هذا الأسبوع بشأن خفض إنتاج أوبك من النفط وحلفائها.
وتضيف الوكالة "لكنه سابقة مثيرة للقلق لمجموعة تفخر بنفسها بأنها تضع المصالح الاقتصادية المشتركة فوق السياسة الخارجية، مثل الحرب الإيرانية العراقية أو غزو صدام حسين للكويت".
ويقول أمريتا شين، كبير المحللين في مؤسسة إنيرجي أسبكتس للاستشارات لبلومبرج إن "انسحاب قطر من أوبك لا يزيد عن كونه خطوة رمزية بالنسبة لقطر، حيث إن إنتاجها من النفط ثابت دون أي آفاق لزيادته".
فيديو قد يعجبك: