الغلاء يطول "المريلة الكحلي".. والعتبة ملاذ الأهالي من نار الأسعار

كتبت- دينا خالد:

قبل أيام توجهت سعاد أحمد، أم لطفلين، إلى منطقة العتبة بوسط القاهرة لتشتري ملابس المدارس لأبنائها، هربا من ارتفاع الأسعار في المحلات والمولات الكبيرة.

تقف سعاد أمام البائع "تفاصل" معه، معترضة على سعر الملابس المرتفع، وأخيرا يحسم البائع الأمر "خلاص خديه بـ 60 جنيه، أنا بايعهولك بجملته والله".

تقول سعاد التي التقاها مصراوي، في محل لبيع ملابس المدارس الحكومية بالعتبة، "لم أشترِ هذا الموسم إلا قميصاً واحداً و حذاء لابني، بسبب ارتفاع الأسعار، وسأعتمد على ملابس الأعوام الماضية".

واضطرت سعاد أن تشتري لابنتها طقما كاملا من الملابس وحذاء وشنطة، حيث أنها ستدخل المدرسة لأول مرة هذا العام.

"مشتريات ابنتي لوحدها كلفتني 250 جنيها، وهذا أقل القليل"، كما تقول سعاد.

لجأت سعاد للعتبة لأن "الأسعار معقولة مقارنة بالأماكن الأخرى، لكني وجدت الأسعار مرتفعة أيضا".

ومع ارتفاع أسعار ملابس المدارس الحكومية، اضطرت وفاء محمد، ربة منزل، لشراء الملابس الأساسية فقط لابنها، ولم تشترِ شنطة أو حذاء جديدا، لأن الأسعار لا تسمح بذلك.

وتقول وفاء إنها دفعت 190 جنيها مقابل الحصول على قميصين وبنطلون وبعد فصال كبير استطاعت تخفيض 20 جنيها من السعر.

ولكن بالنسبة لوفاء تظل العتبة مكانا أرخص بكثير من المولات أو المحلات المشهورة التي تبيع ملابس المدارس الحكومية.

ويقول سيد صلاح، بائع ملابس المدارس بالعتبة، إن أسعار الملابس ارتفعت حوالي 30 جنيها للقطعة الواحدة عن العام الماضي.

وبحسب صلاح، فإن أسعار الملابس للمرحلة الابتدائية هذا العام تتراوح ما بين 50 إلى 70 جنيها "للمريلة"، أما المرحلة الإعدادية والثانوية فتبدأ من 180 إلى 210 جنيهات للبدلة.

ويضيف صلاح أن القمصان تبدأ أسعارها من 50 إلى 110 جنيهات، حسب الخامات.

ويرجع سيد صلاح هذا الارتفاع في الأسعار إلى زيادة سعر الدولار الذي أصبح الشماعة التي يُعلق عليها الغلاء.

وساهم ارتفاع الأسعار في تقليل أرباحه ويقول "بعد غلاء الأسعار أصبح مكسبنا من 3 إلى 5 جنيهات في القطعة الواحدة".

رغم ارتفاع الأسعار إلا أن الإقبال على الشراء لا يزال كما هو، وفقا لجمال السيد، بائع أحذية.

في مثل هذا الوقت من العام الماضي كان السيد ينادي على ثمن الحذاء بـ 35 جنيها والآن أصبح ثمنه 75 جنيها، يقول السيد "الناس لسه بتشتري لأنها مش هتمشي حافية يعني".