فخار وزجاج وأزياء بدوية.. رحلة "إبداع من مصر" في معرض الحرف اليدوية

كتبت- دينا خالد:

تصوير- علاء القصاص

ما أن تعبر بوابة المعرض الثاني للحرف اليدوية بأرض المعارض، حتى تشعر أنك في رحلة عبر محافظات مصر، حيث يجمع صناع من أغلب المحافظات المصرية لعرض منتجاتهم اليدوية ضمن معرض "إبداع من مصر" الذي بدأ الأربعاء الماضي ويستمر حتى 24 نوفمبر الجاري.

من قرية يونس بمحافظة الفيوم، جاء محمد الجميل، ليعرض مصنوعات من الخزف والفخار الملون أمام جمهور المعرض.

يقول الجميل، الذي التقاه مصراوي إنها المشاركة الثانية له في المعرض بعد نجاحه العام الماضي.

ودفع تراجع عدد السياح إلى قرية يونس، التي تُعرف بأنها واحدة من أبرز مناطق بيع الخزف والفخار في مصر، محمد الجميل إلى البحث عن المشتري المصري من خلال مشاركته في معارض الحرف اليدوية.

يشتكي الجميل من ارتفاع أسعار الخامات التي يصنع بها الخزف حيث وصل سعر شكارة الجليز- الطلاء الذي يستخدم في صناعة الفخار- من 600 جنيه إلى 1850 جنيها مما أدى إلى ارتفاع أسعار المنتجات.

ونتيجة لارتفاع أسعار الخامات رفع الجميل أسعار منتجاته، ويقول "وصل سعر الطبق الخزف متوسط الحجم إلى 650 جنيها بعدما كان يبلغ ثمنه 300 جنيها".

من أسوان جاءت سناء محمد، إلى معرض الحرف اليدوية، لنفس أسباب الجميل، بعدما تراجعت حركة السياحة في أسوان، وتوفر المشاركة في المعارض مصدر رزق لها.

تعرض سناء منتجات من الخوص فضلا عن أعمال يدوية مطرزة بطريقة جذابة وهي مرتدية الزي النوبي، وتقول "لم أعرف شيء في حياتي سوى الأعمال اليدوية بالجريد أوالتطريز، وهي مصدر رزقي الوحيد، لذا أذهب من الشرق للغرب للبحث عن رزقي".

تطلب سناء من الحكومة رعاية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتوفير دخلا ثابتا لهم، بعدما ارتفعت أسعار المواد الخام.

وتقول سناء إن أسعار الخرز، الذي تستخدمه في التطريز، ارتفع سعر الكيلو منه إلى 130 جنيها بعدما كان 50 جنيها، كما ارتفع متر القماش من 7 جنيهات إلى 13 جنيها مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وعدم تقبل المشتري المصري لها.

وجاءت سهيلة عبد الله، من محافظة شمال سيناء، لتبيع الزي الفلكلوري البدوي، وتقول إن مشاركتها في المعرض العام الماضي حققت لها أرباحا دفعتها للمشاركة مرة ثانية هذا العام، لكن هذه المشاركة لم تكن ستكتمل بسبب ارتفاع رسوم الاشتراك في المعرض هذا العام.

تقول سهيلة "الرسوم زادت بأكثر من الضعف، ولولا منحة من بنك الإسكندرية، كدعم للأعمال اليدوية لم أكن سأشترك".

ومن القاهرة يجلس حسن هدهد، وسط مجموعة من المنتجات الزجاجية الملونة، عارضا منتجاته، حيث قضى نحو 38 عاما في صناعة الزجاج حتى أصبح معروفا في أنحاء مصر بأكملها.

ويقول هدهد لمصراوي، إن مصنوعات الزجاج المصري معروف بجودته عالميا حيث يتميز بالحرفية والإتقان.

ويصدر هدد منتجاته إلى فرنسا وكندا وألمانيا وغيرهم من الدول الأروبية مضيفا "إحنا معروفين في أروبا أكتر من مصر".

ويرى هدهد أن ارتفاع أسعار الزجاج أدى إلى رفع تكلفة الإنتاج ومن ثم رفع سعر المنتج، وهو ما أدى إلى تراجع الإقبال من المصريين على الزجاج المصنوع يدويا.