5 تهديدات تواجه العلاقات الروسية التركية بعد التصعيد الحاد.. فمن الخاسر؟
تقرير - مصطفى عيد:
أعلن ديمتري ميدفيديف رئيس الوزراء الروسي أن إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية قد يؤدي إلى إلغاء بعض المشروعات المشتركة المهمة بين البلدين في آخر الخطوات التصعيدية التي تقوم بها روسيا بعد الحادثة والتي لا يعرف ستصل إلى أي مدى حتى الآن رغم اتفاق الولايات المتحدة وتركيا على التهدئة مع روسيا.
ورغم أن ميدفيديف لم يفصح عن نوعية هذه المشروعات أو ماهيتها إلا أنه أشار خلال تصريحات له اليوم الأربعاء إلى أن الشركات التركية قد تخسر حصتها في السوق الرسمية.
وترتكز أهم نقاط العلاقات الاقتصادية المعرضة للانهيار بين الدولتين الجارتين بسبب الصراع الساخن في الشرق الأوسط وعلى رأسه القضية السورية، على 5 محاور أساسية وهي محور الغاز والمشروعات المشتركة في هذا المجال، ومحور التبادل التجاري، ومحور محطة الطاقة النووية التركية، ومحور السياحة الروسية إلى تركيا، ومحور الاستثمارات المتبادلة.
الغاز و"السيل التركي"
ففي المحور الأول تعتبر روسيا المورد الرئيسي لتركيا للغاز الطبيعي المستورد حيث تعمد الأخيرة على روسيا في نحو نصف وارداتها من الغاز الطبيعي وهو ما قد يضر بتركيا كثيرًا في حالة اتخاذ روسيا وقف إمدادات الغاز لها بالإضافة إلى وقف المشروعات المشتركة في هذا المجال، كما تعتمد تركيا على روسيا في نحو 12 بالمئة من الواردات النفطية أيضًا.
ويقوم البلدان بمشروع مد "السيل التركي" للغاز الطبيعي بأربعة خطوط، أحدها بحجم 15.75 مليار متر مربع، سيمتد من روسيا إلى تركيا مباشرة عبر البحر الأسود، وهو ما سيوفر في أسعار الغاز الروسي المورد إلى تركيا، والخطوط الأخرى بحجم 50 مليار متر من تركيا إلى اليونان لتوصيل الغاز الروسي لأوروبا والذي ستستفيد تركيا منه أيضًا إلى لعب دور الموزع وتوفير فرص العمل وجذب الأموال إليها.
التبادل التجاري
ومن ناحية المحور الثاني وصل حجم التبادل التجاري بين الدولتين وفق آخر الإحصاءات إلى نحو 33 مليار دولار تصل الصادرات الروسية إلى نحو 80 بالمئة من هذه القيمة وهو ما قد يعود بالضرر الأكثر على روسيا عند تأثر العلاقات التجارية في ظل حالة العزلة التي تعاني منها بسبب عقوبات غربية عليها.
وتعد تركيا سابع شريك تجاري لروسيا وثاني أكبر أسواق التصدير بعد ألمانيا، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توقع عقب لقاءه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شهر سبتمبر الماضي توقع أن يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2023.
المحطة النووية التركية
أما بالنسبة للمحور الثالث فقد اتفقت الدولتان على بناء أول محطة نووية في تركيا في مدينة مارسين باستثمارات 22 مليار دولار لتوليد الكهرباء، حيث ستشارك شركة روساتوم الروسية في إنشاء المحطة والتي تم وضع حجر أساس إنشاءها في أبريل الماضي، ومن المنتظر أن تدخل الخدمة - في حالة استمرار المشروع - في عام 2019 بطاقة إنتاجية 4800 ميجا وات.
وقال وزير الطاقة التركي في تصريحات سابقة إنه بفضل هذه المحطة ستصبح تركيا الدولة الثانية على مستوى العالم خلف الصين، والأولى على مستوى أوروبا، في إنتاج الطاقة الكهربائية، فيما هدد الرئيس التركي مؤخرًا مع توتر العلاقات بين بلاده وروسيا بالاستعانة بدول أخرى لبناء المحطة، والاستغناء عن الغاز التركي.
السياحة
وفي المحور الرابع تعد روسيا من أهم الدول التي تعتمد تركيا على عدد سياحها الذين وصل عددهم خلال عام 2014 إلى نحو 4.5 مليون سائح من أصل 36.8 مليون سائح زاروا تركيا خلال العام بنسبة 12.2 بالمئة لتكون روسيا في المرتبة الثانية بعد السياح الألمان بحسب إحصاءات وزارة السياحة التركية.
وبدلًا من أن تعمل تركيا على استغلال الأزمة السياحية في مصر بعد قرار روسيا وبريطانيا منع الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ وإجلاء السياح هناك عقب سقوط إحدى طائرات الركاب الروسية في سيناء، قد يؤثر حادث إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية على الحدود التركية الروسية على قطاع السياحة في تركيا بشكل لن يخفى تأثيره خاصة مع انفجارات ظهرت مؤخرًا في تركيا وظهور مشكلات في الوضع الأمني.
الاستثمارات
ويظهر المحور الخامس في الاستثمارات المشتركة حيث وصل حجم الاستثمارات الروسية المباشرة في تركيا خلال أول 9 أشهر من 2015 إلى 755 مليون دولار لتحتل المرتبة الرابعة في حجم الاستثمارات الأجنبية خلال هذه الفترة بعد إسبانيا، والولايات المتحدة، وهولندا.
فيديو قد يعجبك: