وزير السياحة المصري: السياحة المصرية مريضة لكنها لن تموت
دويتشه فيله:
على هامش معرض برلين الدولي للسياحة، الذي يستضيف أكثر من 10 آلاف مشارك من 189 دولة، التقت DW عربية وزير السياحة المصري هشام زعزوع، الذي تحدث عن واقع السياحة المصرية في ظل الأوضاع السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد.
DW عربية: السيد الوزير، بداية كيف تقيمون وضع القطاع السياحي في مصر في ظل الأوضاع السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد في الوقت الراهن؟
هشام زعزوع: للأسف على المدى القصير أعتقد أننا سوف نعاني، خاصة وأن 12 دولة حالياً في أوروبا الغربية، التي تمثل دولاً هامة جداً مثل ألمانيا، قررت الإعلان عن تحذيرات سفر إلى شرم الشيخ، وبالتالي أعتقد على المستوى القصير سوف نعاني سياحياً أكثر مما عانيناه من قبل. ولكنني أتصور، بل أنا واثق أنه على المستوى البعيد، أي بعد عدة شهور، ستتغير الأمور إلى الأحسن.
بعد توالي الاعتداءات على السياح، التي كان آخرها منتصف الشهر الماضي في طابا بشبه جزيرة سيناء، قامت العديد من الدول وعلى رأسها ألمانيا بسحب سياحها من المنطقة وحذرت من السفر إلى مصر؟ ما هو تقييمكم لرد الفعل الألماني؟
زعزوع: الحقيقة هي لم تسحب سياحها من كل مصر. بل التحذير كان يقتصر فقط على السفر إلى شرم الشيخ ومنطقة سيناء. التحذير كان يهم بالدرجة الأولى التوجه إلى شرم الشيخ. ولكن في السابق كان هناك تحذير من السفر إلى معظم المناطق السياحية المصرية. إلا أن هذا لم يعد قائماً، فهذه المرة التحذير موجه لشرم الشيخ، التي توجد في جنوب سيناء.
وبالنسبة لرد الفعل الألماني، فأقول إن ألمانيا اتخذت الخطوة الأولى للأسف الشديد بسرعة كبيرة جداً، فكانت النتيجة هي أن اتبعت 11 دولة أخرى في أوروبا الغربية نفس النهج وقامت أيضاً بتحذير مواطنيها من السفر، ولهذا فنحن نعاني بالطبع من هذا التوجه. وخاصة في منطقة شرم الشيخ. لكننا نأمل أن يتغير الوضع في المستقبل القريب.
برأيكم، هل كان رد فعل ألمانيا والدول الغربية الأخرى خطوة مبالغ فيها بعض الشيء، إذا صح التعبير؟
زعزوع: أنا متفهم لهذه الخطوة، لأننا كلنا في النهاية، بما فيها مصر، حريصون على سلامة الزائر. الحكومة الألمانية لديها بالتأكيد العديد من الأسباب التي تجعلها تتخذ مثل هذه الخطوة. ولكنني كنت أفضل أن تتأخر في اتخاذ مثل هكذا خطوة، حتى ولو لـ24 ساعة، حتى يتسنى لنا أن نتبادل الرأي في هذا الشأن. نحن نعمل حالياً على رفع مستوى الأمن في المناطق السياحية بصفة عامة وشرم الشيخ بصفة خاصة. وسنستمر في هذا الاتجاه في الأيام والأسابيع المقبلة.
على ذكر الإجراءات، ما هي الإجراءات التي تقومون بها كوزارة لإعادة استقطاب السياح وإنعاش القطاع السياحي؟
زعزوع: أولاً كما قلنا، نعمل على توفير المزيد من الأمن، بالإضافة إلى الاتصال بالحكومات وخبراء الأمن في هذه الدول التي منعت السفر إلى بلدنا، حتى يأتوا إلى مصر ويطلعوا على خططنا في هذا الشأن وإذا كانت هناك أشياء إضافية يمكننا القيام بها حتى نستطيع القول بثقة بأننا قمنا بأداء واجبنا. أما في ما يتعلق بالأحداث الإرهابية، فذلك يقع في جميع أنحاء العالم، ولا يمكن لأي دولة في العالم أن تدعي أنه ليس هناك مخاطر في هذا الصدد.
ولكن لا يمكن إنكار أن هشاشة الوضع الأمني أثرت بشكل سلبي على قطاع السياحة برمته وعلى العاملين في هذا القطاع بشكل خاص. ما هي الإجراءات التي تقومون بها أو المساعدات التي تقدمونها للمتضررين في هذا القطاع؟
زعزوع: نحاول بالدرجة الأولى أن نخفف الأعباء عن هذا القطاع، سواء على المدى القصير أو المتوسط. فعلى سبيل المثال، نقوم بتسهيلات فيما يتعلق بارتباطات الشركات السياحية والفنادق مع الدولة فيما يخص الضرائب أو التأمينات الاجتماعية، أوحتى فواتير الكهرباء، إذ نحاول تخفيف هذا الأعباء المادية أو تأجيل سدادها. أما في ما يخص هشاشة الوضع الأمني، فأنا لا أعتقد أن الوضع الأمني هش، بل الوضع الأمني كان جيداً، إلا أنه يحتاج إلى المزيد من الإجراءات لسد أي ثغرة ممكنة في هذا الخصوص. وهو ما يتم في الوقت الحالي.
ولكن ماذا عن مستقبل السياحة المصرية، ما هي تطلعاتكم؟
زعزوع: السياحة لم تمت في مصر. نقول إن السياحة في مصر تمرض ولكنها لا تموت. ونقول أنها ستعود بقوة خلال الفترة المقبلة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: