لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

والد ضحية معدية أبو غالب: قالت لي حلاوة نجاحي أطلع شغل عشان أجيب لبس العيد لإخواتي

03:54 م الإثنين 21 أكتوبر 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - رمضان يونس:

أمام محكمة شمال الجيزة الابتدائية في إمبابة؛ ينتظر "هشام" ونجلا عمه "هاني" وحمدي" بفارغ الصبر، قرار القصاص العادل من 5 متهمين تسببوا خطأ في قتل بناتهن "وفاء وأميرة ورضوى" اللاتي لقين مصرعهن غرقا و13 من زملائهن في مياه الرياح البحيري إثر انقلاب ميكروباص يقل نحو 25 فتاة من أعلى "معدية أبو غالب" في منشأة القناطر بالجيزة.

"هشام" الذي كسى الوهن ملامحه برحيل ابنته الوحيدة "رضوى" على نحو مأساوي في مياه الرياح البحيري بمنطقة أبو غالب، يتذكر آخر ما قالته له قبل الحادث بنحو أسبوعين: " قالت لي يا بابا أنا نفسي في 3 حاجات، أعمل عمرة وألبس النقاب وأموت شهيدة"، يكمل الأب حديثه وتسابقه الدموع " اتمنت الشهادة ونالتها".

يقطع حديث "هشام" الشاحب بالدموع كلام "أم أميرة" وهي في حسرة على رحيل ضناها: "بنتي ماتت في 3 يوم شغل ليها وكانت بتطلع مع إخواتها والمرة دي طلعت مع زميلاتها في قرية سنتريس عشان تطلع تساعد معانا .. بني أصغر واحدة في العمال وشوفتها وهي متعلقة في الميكروباص وهما بيطلعوها من المياه"؛ ليجمع الموت بنات العم حال ذهابهن "رحلة شقا" إلى منشأة القناطر بالجيزة.

ضحية معدية ابو غالب (3)

مساء الإثنين 20 مايو الجاري؛ وقبل أن تغط "رضوى" الطفلة التي لم تشارف عامها الثاني عشر، طلبت من والدتها أن توافق على العمل مع صديقاتها في موسم جني العنب، لم ترفض الأم طلب ابنتها الوحيدة:" قالت لامها يا ماما طلعيني بكرة بس للشغل ودي اعتبريها حلاوة نجاحي في الإعدادية".

في عجالة أحضرت "رضوى" وجبة غدائها وذهبت لابنة عمها "وفاء" لتحفظها له في الثلاجة مع طعامها لحين الصباح الباكر" راحت واديت سندوتشاتها للوفاء بنت عمها عشان تشيلهم معاها في الشنطة"، يواصل الأب حديثه:" صحيت لقيتها بتصلي الفجر حاضر".

كان لقاء الوداع بين "هشام" ومحبوبته "رضوى" قبل بزوغ الشمس أمام باب المنزل "باستني وقالت لي روح يابابا ربنا يرزقك ويراضيك .. وأنا معرفش أن ده اخرة مرة هشوف فيها بنتي وكان قلبي حاسس ان في حاجة هتحصل" قبل أن يخرجا كل منهما إلى عملهما الأول في يعمل باليومية الزراعة بينما الابنة في مجال جني وتغليف العنب:" جهزت أكلها وأنا رحت على شغلي".

"رضوى" (طالبة الصف الأول الإعدادي) بعدما اجتازت امتحانات نهاية العام الماضي؛ فضلت الخروج للعمل مع شقيقيها "محمد وأحمد" ليساعدوا والدهم الذي يعمل في مجال الزراعة -عامل- لتخفيف عبء المعيشة: "قالت لي يابابا هدية نجاحي إني أطلع أشتغل وأجبلكم لبس العيد لإخواتي الصغيرين .. وأنا مسامحاكم" يكمل الأب في حديثه.

في التاسعة صباحًا بينما "هشام" يباشر عمله في الأرض، هاتفه ابن عمه يخبره أن بناتهن "رضوى وجني وأميرة ووفاء" تعرضن لحادث أثناء ذهابهن للعمل "قالي يا هشام تعالي دلوقتي عشان في عربية غرقت بالبنات في الترعة والظاهر روضي فيها"، لم يتردد وأخبر زوجته التي سبقته على محطة أبو غالب وهناك كانت الطامة الكبرى للأبوين: "روحنا لقينا الميكروباص كله غرق ومفيش غير 5 اللي نجوا.. وبنتي تانى واحدة طلعت من النيل".

ضحية معدية ابو غالب (2)

أمام المحكمة تجمعت أوجاع أهالي سنتريس الذين فقدوا بناتهن في رحلة "شقا" مع مآسي "هشام"؛ يطلبون جميعا القصاص العادل من المتسببين في قتل بناتهن بالإهمال:"عايزين قلبونا تبرد على عيالنا".

قررت محكمة جنح إمبابة بمحكمة شمال الجيزة، اليوم الإثنين، تأجيل محاكمة 5 متهمين في غرق 16 فتاة وسيدة إثر انقلاب ميكروباص كان يقل "عمال" من أعلى معدية "أبو غالب" بمنشأة القناطر شمالي الجيزة، إلى جلسة 4 نوفمبر للنطق بالحكم.

وأحال المستشار تامر صفي الدين المحامي العام الأول لنيابة شمال الجيزة، كلا من "محمد خ." سائق الميكروباص، و"مصطفى م" المسئول عن المعدية، و"معاذ أ." عامل المعدية، و"ربيع س" مسئول عن المعدية، و"محمد ع." رئيس الوحدة المحلية بمنشأة القناطر إلى محكمة الجنح، في الدعوى التي حملت رقم 14222 لسنة 2024، بتهمتي القتل الخطأ والإصابة الخطأ، كونهما تسببا في وفاة 16 فتاة.

وكشفت تحقيقات النيابة العامة عن مفاجأة بشأن حادث غرق ميكروباص يقل 26 فتاة في نهر النيل من أعلى "معدية أبوغالب" إذ تبين أن المعدية تحمل اسم "المنيا 6" منتهية الترخيص منذ 10 أشهر تحديدا في أغسطس 2023.

فيديو قد يعجبك: