"خوفت جوزي يطلقني".. حكاية أم قتلت رضيعتها وألقت جثتها في البلاعة بالوراق

07:55 م الخميس 07 أبريل 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

سيدة ثلاثنية رزقها الله بثلاثة أطفال (بنتان - ولد) ومن قبلهم زوج لم يبخل عليها بالغالي والنفيس، غادر أرض المحروسة للعمل بإحدى الدول الخليجية لتأمين مستقبل أسرته وضمان مستوى معيشي جيد لهم لكن استقرار عصفت به امرأة غلبت الشيطان في حنكتها ودهائها بارتكاب جريمة مركبة ظنًا أن الأمر سيمر دون محاسبة لكن يقظة رجال المباحث كتبت نهاية مغايرة.

منذ 11 شهرًا، زفت ربة منزل خبرًا سارًا لبعلها المقيم خارج البلاد "مبروك.. أنا حامل في ولد". طار الرجل فرحًا متناسيا مشقة مواصلة العمل ليل نهار في غربته وبات جل حلمه رؤية ولي العهد الجديد.

منذ شهرين، وضعت صاحبة الـ38 سنة مولودها لكن المفاجأة أنها طفلة بخلاف ما أخبرت زوجها وأسرته لتصبح في مأزق لا تحسد عليه بين مطرقة الزوج وسندان أهله.

مع استقبال الأمة الإسلامية شهر رمضان، عمد الغالبية للاستعداد للضيف الكريم لكن السيدة الثلاثينية كانت تعد العدة لسيناريو صادم تقشعر له الأبدان.

على بعد أمتار من كورنيش النيل، تجمع قيادات قسم شرطة الوراق بقيادة العميد محمد سلامة ليتشاركوا وجبة إفطار أول أيام رمضان وسط أمنيات بأن ينعمون بيوم هادئ إلا أن حضور مفاجئ لربة منزل مستغيثة "إلحقوني ابني اتخطف" بدد كل شئ.

جلست السيدة بعيون غالبتها الدموع تندب حظها لتروي مأساتها لرجال الشرطة مشيرة إلى أنها كانت في طريقها لتناول وجبة الإفطار مع والدتها بمنطقة الوراق، وفوجئت بشخصين ملثمين خطفا رضيعها الذي لم يتم عامه الثاني بعد بالطابق الثاني ولاذا بالفرار.

الشاكية اتهمت أقارب زوجها بالتورط في الواقعة بسبب خلافات نسب "عايزين يحرقوا قلبهم على ضناهم جت في ابني.. عايزة ابني يا باشا" ليطمئنها الضباط بأنهم لن يدخروا الجهد لإعادة فلذة كبدها إلى أحضانها.

اجتماع عاجل عقده العميد هاني شعراوي رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، مع ضباطه بحث خلاله معطيات القضية مع مناقشة بنود خطة البحث التي تركزت على تتبع خط سير المبلغة وسؤال شهود عيان لرصد آخر مشاهدات لها وتحديد هوية المشكو في حقهما.

رغم بكاء الأم المتواصل، ثمة شكوك راودت رئيس قطاع الشمال، وجه ضباطه بفحص علاقاتها الأسرية جيدا دون استبعاد أي فرضية قد تكشف عنها التحريات.

مفاجأة تلو أخرى تحولت معها شكوك المباح يقينًا. تبين كذب رواية الأم أكثرها صدمة أنها لم تنجب طفلا بالأساس بل وضعت طفلة في حين أخبرت زوجها بالخارج وأسرته "مبروك جالك ولد"، على خلاف الحقيقة.

ثاني المفاجآت كشفتها جهود البحث والتحري للمقدم هاني مندور رئيس مباحث الوراق، بعدم صحة خطف الرضيعة الأمر الذي أكدته كاميرات المراقبة والمشاهدات التي رصدها الرائد حسان الدجوي والنقيب أحمد ماهر معاوني مباحث الوراق بالتنسيق مع قطاع الأمن العام برئاسة اللواء علاء سليم.

وضع رجال المباحث الأدلة والتحريات أمام اللواء مدحت فارس مدير مباحث الجيزة، الذي وجه بتطوير مناقشة الأم ومواجهتها بما سبق.

بحنكة واحترافية شديدة، ناقش "شعراوي" الأم مستندًا لأدلة ساطعة إلا أنها حاولت المماطلة والمراوغة في البداية "حد يقتل ضناه يا باشا" قبل أن تدلي باعترافات تفصيلية لجريمتها "هقول على كل حاجة".

وضعت السيدة طفلة -بخلاف ما أخبرت به زوجها- فخططت لتبديله بذكر او حتى شراء مولود لكن محاولاتها باءت بالفشل.

مع قرب موعد ختان الرضيعة ونزول زوجها إجازة قررت التخلص منها، فخنقتها وتخلصت منها ببالوعة صرف صحي بمدلخ أحد العقارات ثم توجهت إلى قسم الشرطة لتختلق رواية الخطف لإبعاد الشبهة الجنائية عنها مؤكدة: "خوفت جوزي يطلقني".

لم تكد تنتهي المتهمة من اعترافاتها حتى اصطحبتها مأمورية بقيادة النقيب محمد غنيم معاون مباحث الوراق إلى سرايا النيابة العامة التي أمرت بحبسها واقتيادها إلى مسرح الجريمة لإجراء المعاينة التمثيلية في حضور الأجهزة المختصة لينتهي بها المطاف خلف قضبان زنزانة القسم تنتظر إحالتها للمحاكمة الجنائية.