جرائم شهر العسل| "خد حبة الغلة بعد الفرح".. لماذا تخلص عريس المنوفية من حياته؟
كتب- محمود الشوربجي:
بنفس الحبة التي انتحرت بها "بسنت خالد" فتاة الغربية، منذ أيام، أقدم شاب بمدينة سرس الليان بالمنوفية على التخلص من حياته بتناول "حبة الغلة" القاتلة، بسبب الخلافات العائلية، وذلك عقب زواجه بشهرين.
وفي حلقة جديدة من "جرائم شهر العسل" وكذلك الجرائم التي تقع خلال الأشهر الأولى من الزواج، التي يتناولها "مصراوي" من واقع التحريات الرسمية والمصادر المختلفة، نرصد تفاصيل قصة مقتل انتحار عريس بتناول "حبة الغلة" بسبب تعرضه لبعض المشاكل العائلية، وفشل كافة محاولات إنقاذ حياته بعد مروره بحالة نفسية سيئة بعد الزواج مباشرة.
الزوج يدعى "أحمد. ع" أقام حفل زفاف خلال أكتوبر الماضي، وسط فرحة عارمة بين أهله وأصدقائه، حتى أن علاقته بأسرة زوجته كانت على ما يرام "مفيش مشاكل كانت موجودة قبل الجواز".
قضى الشاب وزوجته أسبوع الزفاف سويًا ثم عاد إلى عمله بعد نحو 10 أيام، ومع بداية حياته الجديدة هو وزوجته مع أسرته، بدأت بعض الخلافات تعرف طريقها إلى حياة العريس.
لم يحاول الشاب الوقوع في خلاف مع عائلته بسبب زوجته، فتحول الأمر إلى خلاف بين العروسين، "مش عايز يزعل حد من أسرته وبرودا مش عايز يزعل مراته عشان كان لسه متجوز بقاله 60 يوم".
الضغوطات التي تعرض لها الشاب في بداية زواجه لم يستطع مجابهتها، واستسلم سريعًا مي يبتعد نهائيًا عن أية خلافات سواء مع أهله أو زوجته، حتى بدأ يفكر الشاب في طريقة لإنهاء حياته في سكون تام.
ربما تكرار وقائع الانتحار خلال الفترة الماضية بتناول الحبة السامة "حبة الغلال" دفعت الشاب إلى تكرار نفس التجربة القاتلة، وبالفعل أحضر شاب عدد من حبات الغلال، وما أن انفرد بنفسه حتى تناول إحداهم وأنهت حياته في الحال.
حاول جميع الأهالي إنقاذ حيات الشاب لكنه رحل وفارق الحياة سريعاً، وتم تشييع جنازته وسط حالة من الصدمة والحزن الذي انتشرت بين أهله وأصدقائه وحتى من علم بوفاته بعد أسابيع من زواجه.
بعد فشل محاولات الإنقاذ ووفاة الشاب، انتقل رجال المباحث إلى مكان الحادث وتبين أن الشاب المنتحر أصيب بأزمة نفسية بسبب الكثير من الخلافات الأسرية بينه وبين زوجته، لذا أنهى حياته على الفور، وبعد نقله إلى المستشفى لم ينجح كل الأطباء في إنقاذ حياته، وأكدوا أنه فارق الحياة على الفور.
وتلقى اللواء سالم الدميني مدير أمن المنوفية، إخطارًا من مأمور قسم شرطة سرس الليان، برحيل شاب يدعى "أ. و" بسبب تناوله قرص حفظ القمح "حبة الغلة".
وتم تحرير محضر بالواقعة، وتم إخطار جهات التحقيق لمباشرة كل التحقيقات الخاصة بهذه القضية، وأمرت النيابة باستخراج تصريح الدفن على الفور للمتوفي.
وكانت النائبة ميرفت عبد العظيم عضو مجلس النواب، قالت إنها تقدمت بطلب إحاطة في البرلمان لحظر تداول حبة الغلة الفتاكة والتي تعتبر أخطر من المخدرات.
وأضافت "عبد العظيم"، خلال مداخلة تليفزيونية لها، أن حبة الغلة أداة قتل فتاكة وثمنها لا يتجاوز جنيه واحد، مشيرة إلى أنه قرص وزنه لا يتجاوز جرامات، لكنه وسيلة للموت السريع.
وينشر "مصراوي" أبرز المعلومات عن حباية الغلة (القاتل السريع) في ما يلي، بحسب خبراء وزارة الزراعة:
- تستخدم حبة الغلة "أقراص" كمبيد حشري من أجل حفظ الغلال المختلفة من التسوس.
- تباع في منافذ بيع المبيدات الحشرية ويبلغ ثمن القرص 1 جنيه .
- مبيد حشري يستخدم على نطاق واسع لحفظ معظم أنواع الغلال والحبوب من التسوس وهو يدخل مصر بصورة رسمية كمبيد حشري مصرح به.
- يتم الاعتماد عليه في مصر؛ نظرًا لانخفاض سعرها، في حين أن البديل لها هو حفظ الأقماح بالتبخير مما يتكلف مبالغ كبيرة .
- حظرت عشرات الدول العربية استخدامها، بعد تسببها في زيادة نسبة وفيات الأطفال.
- تسجل وزارة الزراعة حبة الغلة كمبيد حشري، وتدخل مصر بشكل رسمي، ولا توجد أي محاذير على تداولها، وتدوِّن عليها عبارة "عالية السمية".
- يوجد منها 18 منتجًا بأسماء تجارية مختلفة، إلا أن تركيبها واحد، واستخدامها واحد في حفظ الغلال والحبوب.
- حبة الغلة تكمن في إطلاقها غاز الفوسفين شديد السمية؛ وهو غاز لا يوجد علاج أو ترياق مضاد له، و500 مجم من هذا المركب كفيلة بقتل إنسان.
- القرص الواحد منها ينتج 1 جم من غاز الفوسفين أو فوسفيد النيتروجين .
- حبوب الغلة تتفاعل فور دخولها معدة المريض مع المياه وعصارة المعدة وتنتج بالجسم غاز الفوسفين شديد السمية ولا توجد أعراض سريرية واضحة لهذا الغاز.
- يتسبب الغاز في توقف أجهزة الجسم تباعاً؛ لذلك يتم التعامل فوراً مع الأعراض الظاهرة مباشرةً، ولذلك يُسمي الأطباء حبوب الغلة وغاز الفوسفين بالقاتل الصامت.
- من الأخطاء الشائعة في التعامل مع التسمم بحبة الغلة هو إعطاء المريض المياه؛ لأنه يساعد على سرعة التفاعل وإطلاق الغاز السام..
- خلال عام 2020 كانت هناك عدة مطالبات بمجلس النواب بحظر بيعها.
فيديو قد يعجبك: