لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"هجبلك عصير بشفاطة".. لماذا تخلصت عصابة "حمادة وهالة" من "مكة" في الطالبية؟

10:55 ص الخميس 30 ديسمبر 2021

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- رمضان يونس:

لم تقترف "مكة" إثمًا أو جريمة سوى أنها صرخت عندما حاول "حمادة" وزوجته "هالة"، سرقة قرطها الذهبي، فدفعت حياتها ثمنًا لجشع اثنين لم يعرفا للإنسانية عنوانًا، إذ قتلاها بمخدر وتخلصا من جثمانها أعلى سطح المنزل خشية الفضيحة.

"مكة كريم" البالغة من العمر عامين و8 أشهر، سجن والدها قبل ولادتها بعد اتهامه في قضية جنائية، فكان رصيد محبتها لدى الجميع كبير للغاية، لكن جاريها سطرا نهاية مأساوية للطفلة حملت في تفاصيلها مكر وغدر وانتقام.

صباح السبت الماضي اجتمع الزوجين كان ثالثهما الشيطان، رسما خطة ماكرة لخطف ابنة جارتها "مكة"، لسرقة حلقها الذهبي؛ بعدما ضاقت بهما كل السبل عقب انفصالهما عن عملهما من مستشفى الهرم قبل أشهر.

رصد "حمادة" خطوات "أمل" -والدة الطفلة- عقب توجهها إلى الصيدلية، وما أن رأى "مكة" تلهو أمام منزلها، قام باصطحابها لزوجته "هالة" بحجة أنها ستلهو مع طفلته الصغيرة داخل الشقة، لكن في الحقيقة كانا يخططان لتنفيذ الجريمة "البنت راحت معاه عشان كان جاب لها عصير شفاطة".

لحظات معدودة اختفت فيها الصغيرة عن أنظار جدتها" نادية" من أمام باب منزلها "سلمها لمراته عشان تقتلها"، بينما حاولت علا -ابنه عم الطفلة- سؤال "حمادة" عن اختفاء الطفلة كونها كانت تلعب مع طفلته، لكنه أجابها "البنت نزلت من الشقة ومشيت ورا أمها في الشارع"، لكنها كانت تقوم حينها بسرقة الطفلة وحينما حاولت الصراخ قامت بخنقها خشية الفضيحة.

وسط شارع تعلوه أبراج يقطنها أناس مختلفون بمنطقة التعاون فيصل؛ كانت "أمل" تبحث بلهفة على طفلتها بين أزقة الحواري ولكن دون أي جدوى "كان بيدور معانا هو ومراته بعد ما قتلوها" -تقول علا لـ "مصراوي"-.

ينظر "حمادة" على أسرة الطفلة بتمعن ويهاتف زوجته كل لحظة ثم يعود ويردد "ربنا يعوضكم فيها"؛ الواقع ازداد غموضًا بعدما أجمع أصحاب المحلات -بعد فحص الكاميرات المتراصة على ناصيتي الحارة- أن الطفلة لم تخرج من العقار "سألت مراته قالتلي البنت مش هنا"، تضيف علا لمصراوي.

استمرت عمليات البحث حتى التاسعة مساءً السبت، وكانت الطامة الكبرى حينما عُثرت "علا" على الطفلة "مكة" مسجاة أعلى سطح المنزل قاطعة النفس، "لقيت مكة.. لقيت مكة"، لكنها لم تعلم أنها قد قتلت "وجهها عليه آثار خنق ورقبتها لونها أزرق".

اختفي حماده وزوجته لحظة صدمة الأسرة بمقتل الطفلة ومحاولة إسعافها في المستشفى، رغم تأكدهم من مفارقتها الحياة على يد الزوجين قبل أن يقوما بإخفاء جثمانها لإبعاد الشبهة عنهما "كانوا مدبرين كل حاجة وباعوه عفش الشقة".

العاشرة مساءً اصطحب فريق من النيابة العامة ترافقه قوة أمنية من مباحث قسم الطالبية، المتهمين لتمثيل الجريمة، بعدما ألقي القبض عليهما بعد 72 ساعة فقط من الواقعة.

حسرة تنتاب "أمل"، كلما احتضنت صورة ابنتها "مكة"، التي قُتلت غدراً، فملامحها لم تُنسي من ذاكرتها، الدموع لم تفارق جفنيها كلما نظرت إلى صورة ابنتها بجدران غرفتها "مش مصدقة إني مش هشوف بنتي تاني".

داخل المنزل تفترش الجدة "نادية" على الأرض تستقبل عزاء حفيدتها "مكة"، وسط حالة من الحزن الشديد على فقدان الطفلة "نطالب بالقصاص العادل.. يتعدموا في ميدان عام.. إيه اللي عملته مكة علشان يعملوا فيها كده".

وكانت الواقعة بدأت ببلاغ بشأن وقوع الجريمة حيث تلقى العميد محمد نبيل مأمور قسم الطالبية، بلاغًا من الأهالي يفيد العثور على جثة طفلة أعلى سطح منزل بعد ساعات من اختفائها.

تم تشكيل قوة أمنية محكمة ترأسها الرائد محمد نجيب رئيس المباحث لكشف طلاسم الجريمة، وأفادت تحريات رجال البحث الجنائي اختفاء "حمادة وزوجته"، وهما المشتبه بهما ارتكاب الجريمة.

وكانت إحدى كاميرات المراقبة التقطت صورًا إلى حماده وهو يستدرج الطفلة لمنزله، وعقب تتبع خط سيره تمكنت قوة أمنية من ضبطه وزوجته، واعترفا بارتكابهما الواقعة.

وبعرضهم أمام جهات التحقيق أمرت بحبسهما 4 ليالي على ذمة التحقيق.

فيديو قد يعجبك: