ملحمة الـ15 ساعة.. كيف واجه 150 رجل إطفاء حريق "هنجر أكتوبر"؟ (صور)
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
-
عرض 12 صورة
كتب - محمد شعبان:
الثالثة عصر الأحد الماضي، دوي سارينة إنذار تبدلت معه الأجواء داخل مقر الإدارة العامة للحماية المدنية بمنطقة بين السرايات في محافظة الجيزة. بلاغ تلقها مسؤول غرفة العمليات بنشوب حريق في "هنجر" بالمنطقة الصناعية بمدينة 6 أكتوبر.
في غضون 3 دقائق، وصلت 8 سيارات إطفاء تباعا إلى موقع البلاغ. لم يحتاج قائدو السيارات لدليل يرشدهم إلى وجهتهم، سحابة سوداء، أدخنة كثيفة، ألسنة لهب على ارتفاع أمتار كانت كافية ليدرك رجال الإطفاء أنهم بصدد مهمة ليست باليسيرة.
منذ الوهلة الأولى لوصوله، حرص اللواء هشام صادق مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة على تفقد موقع الحريق من الجهات الأربع ليقف على طبيعة الموقف وتحديد مصدر النيران داخل "هنجر" على مساحة 20 ألف متر، يضم شركتي "ج.م." لتجميع السيارات و"ف" لإنتاج الشيبسي.
أولى مهمات فرق الإنقاذ البري جاءت بالتأكد من خلو الهنجر من العمال والموظفين ليؤكد غالبيتهم "مافيش حد جوا.. كلنا جرينا أول ما النار ولعت" وقدموا مقاطع فيديو ترصد اللحظات الأولى ومحاولتهم السيطرة على الحريق لكنها باءت بالفشل.
على الجانب الآخر للهنجر، وقف أفراد أسرة أمين مخازن يعمل بشركة "ف"، في انتظار العثور عليه قبل أن يحرروا محضرا بفقده.
مجموعات عمل صغيرة حاول من خلالها رجال الدفاع المدني مدعومين بـ8 سيارات إطفاء تقليل حجم الخسائر. واسترجع اللواء "صادق" ملابسات حريق مشابه في شركة "لونا" منذ عامين، لكن ذاك الواقع أمامه أكثر صعوبة ليطلع مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية على تطورات الموقف.
في تناغم وتنسيق كامل بين أجهزة وزارة الداخلية، وصلت تعزيزات من الإدارة العامة ومحافظتي الفيوم والقليوبية ليصل الإجمالي 30 سيارة إطفاء وخزانات مياه استراتيجية.
بالانتقال إلى ديوان عام مديرية أمن الجيزة، يتابع مساعد وزير الداخلية لأمن القطاع اللواء طارق مرزوق تطورات الحريق لحظة لحظة موجها مساعده لقطاع أكتوبر اللواء رأفت حمدان بتذليل كافة العقبات أمام رجال الإطفاء.
كردون أمني فرضته قوات الشرطة بقيادة اللواء هشام الطماوي تنسيقا مع إدارة المرور لتسهيل مهمة قوات الدفاع المدني، وحرصا على سلامة المواطنين.
على مساحة 4 آلاف متر جاء ملخص تلك الرواية، اندلع الحريق بادئ الأمر في الجزء الخاص بشركة "ف" وتحديدا في أجوالة من الذرة المعدة للتصنيع وامتدت النيران إلى "مواتير".
"يا فندم في مشكلة كبيرة لازم نلحقها قبل ما تحصل كارثة".. كلمات جاءت على لسان أحد رجال الإطفاء مشيرا إلى وجود خزانات سولار على بعد أمتار من النيران فضلا عن سيارات حديثة متوقفة داخل مقر شركة "ج.م." المتاخمة للحريق.
ثواني معدودة احتاجها اللواء "صادق" لوضع خطة عاجلة للسيطرة على "جحيم الهنجر"، موجها العقيد محي الدين محمد رئيس إطفاء أكتوبر بإعادة تمركز عدد من سيارات الإطفاء للحيولة دون وصول النيران إلى خزانات الوقود تزامنا مع إبعاد نحو 40 سيارة "على الزيرو".
بحلول المساء، هدأت الأوضاع وانحصر الحريق في مساحة 4 آلاف متر الخاصة بشركة إنتاج الشيبسي الشهيرة، لكن أجولة الذرة حالت دون السيطرة على الموقف بسبب تجدد اشتعالها بين حين وآخر لما تنتجه من زيوت.
مع شروق شمس اليوم التالي "الاثنين" أحكم رجال الحماية المدنية سيطرتهم، ليوجه قائد القوات بانصراف التعزيزات الإضافية كُل إلى موقعه، وأيضا سيارات مركز الجيزة مع توصيل رسالة إشادة مدير الأمن لهم "كنتم أبطال".
وأبقى اللواء هشام صادق على خزان مياه استراتيجي سعة 35 طنا و3 سيارات إطفاء بقيادة العقيد عمرو حسين؛ لتباشر عملية التبريد والتي استمرت حتى الغروب خشية تجدد النيران.
انصرف الجميع باستثناء أسرة أمين المخازن المفقود، افترشوا الأرض ما بين شاخصا ببصره إلى الهنجر انتظارا لأي جديد يطرأ، ورافعا أكف الضراعة أملا في نجاته حتى عثر رجال الإطفاء على جثته متفحمة، وتم تسليمها إلى المشرحة.
لجنة من المعمل الجنائي ترافقها النيابة العامة وصلت موقع الحريق للمعاينة والوقوف على ملابسات وأسباب الحريق، وتحديد حجم الخسائر التي كادت تصل إلى الفاجعة حال وصول النيران إلى خزانات السولار و40 سيارة ماركة "جي إم سي".
تحريات إدارة البحث الجنائي لضباط قطاع أكتوبر تحت إشراف اللواء محمود السبيلي توصلت إلى أن الهنجر يضم ورش لتجميع المواتير ومخازن وجزء خاص بتجميع السيارات ورابع لشركة "ف" التي بدأ مسؤولوها نشاطهم دون الالتزام باشتراطات الأمن الصناعي ومعايير الحماية المجنية، والاكتفاء بـ"ترخيص بالإخطار".
فيديو قد يعجبك: