جريمة في منور البيت.. المتهمة قاصر والضحية طفلة: "اتعلمتها من الفيديوهات"
كتب- صابر المحلاوي:
كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة صباح الخميس الماضي، عندما قطع صراخ أحد الأهالي سكونا كان يطبق على شارع الباشا المتفرع من الجمعية الزراعية بمنطقة أوسيم، "إلحقوا في بنت مشنوقة في منور البيت"، في تلك اللحظة كانت سيدة أربعينية تبحث عن ابنتها التي غابت عن أنظارها لدقائق أثناء ذهابها لشراء "عصير" من محل مجاور لمنزلها.
صارت الأم في الأماكن المجاورة تبحث عن ابنتها وتسأل المتواجدين في المنطقة "محدش شاف بنتي"، حتى قابلها أحد الأهالي وهو يردد "فيه بنت لقوها مشنوقة روحي شوفيها".
لم تتردد الأم لحظة عندما سمعت الجار يرشدها عن الطفلة المشنوقة بإحدى العقارات، حتى هرعت إلى المكان، لكنها وقفت بلا حول بسبب مشاهدة ابنتها مُعلقة من رقبتها بسلك كهرباء مربوط بصندوق حديدي.
هاتف أحد الأهالي قوات الشرطة لإبلاغهم بالجريمة، على الفور جاءت الشرطة التي انتشرت بالشارع، وفرضت كردونا أمنيا بمسرح الجريمة، ومنع حركة الدخول والخروج من العقار محل الواقعة.
المعاينة جاء فيها أن الجثة لطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات تدعى "ريتاج" وشهرتها "هايدي" داخل منور عقار مجاور للعقار سكنها، مُعلقة من رقبتها بسلك كهرباء مربوط بصندوق حديدي، ووجود حز حول الرقبة، وما قررته والدتها أن ابنتها كانت بصحبتها حال عودتهما للمنزل ثم اختفت عن أنظارها وعلمت من الأهالي بالواقعة.
خطة بحث أعدها اللواء مدحت فارس نائب مدير مباحث الجيزة، تركزت على تكثيف التحريات وتنشيط مصادر المعلومات السرية وفحص كاميرات المراقبة وسرعة الانتشار بمحيط الواقعة ومتابعة خطوط السير.
قبل غروب شمس اليوم الأول، بدت الصورة واضحة بفضل كاميرات المراقبة التي رصدت عودة الطفلة من محل بقالة بعد شرائها "عصيرا" في طريقها للمنزل، إذ قابلتها طفلة تلهو بالشارع واصطحبتها إلى العقار محل الواقعة، وخرجت بعدها بمفردها.
تتبع الضباط خط سير المشبته بها، وتبين أنها تدعى "حنين" تبلغ من العمر 13 سنة، تقيم في الشارع الذي يلي محل الواقعة، ليوجه مدير مباحث الجيزة بتكثيف التحريات.
الطفلة "حنين" تقيم رفقة عمتها بعد انفصال والديها، وتبين أنها اعتادت مشاهدة أفلام عبر "يوتيوب" غالبيتها تحمل طابع العنف من بينها "الشنق".
اكتملت الصورة، وتجمعت خيوط القضية أمام رجال المباحث الذين التقطوا الأنفاس. باستجواب الطفلة أدلت باعترافات تفصيلية لجريمتها التي استمرت لدقائق.
تفاصيل الجريمة روتها الطفلة ذات الـ13 ربيعا، وقالت إنها أحضرت المتهمة ضحيتها وأوقفتها على قدميها، ووضعت رأسها داخل الطوق، ثم سحبت قدمها فسقطت في وضع الشنق وتركتها قائلة "روحت البيت عادي وغيرت الترنج بتاعي".
بسؤالها عن سبب اصطحابها للمجني عليها، فجرت مفاجأة بأنها من قامت بقتلها مرددة: كنت عايزة أعمل زي اللي شوفته علي يوتيوب خطفتها من جنب مامتها ودخلت بيها العمارة وخنقتها بإيدي وبعدين علقتها في مشنقة عملتها بسلك كهربا واتعلمت طريقة عقدة المشنقة من الإنترنت".
وبمراجعة كاميرات المراقبة كشفت صحة أقوال الطفلة أنها شاهدت المجني عليها رفقة والدتها تقوم بشراء عصير لها من محل فقامت بسحبها من يديها مستغلة انشغال الأم وابتعدت بها خطوات، وعندما تأكدت من عدم مراقبة أحد لها أسرعت مغادرة بالطفلة، ودخلت أول عقار قابلها يبعد عن محل العصير قرابة 250متر.
أثناء سيرهما عثرت المتهمة على سلك (المستخدم في شنق المجني عليها) وما إن دلفتا إلى المنور وضعت يدها على فم المجني عليه لبكائها، ثم أعدت السلك على هيئة مشنقة، وربطت أحد طرفيه بالقفص الحديدي الخاص بموتور المياه، وعلقت رقبتها بعقدة المشنقة وتركت جسدها ليتدلى منها وفرت هاربة.
وأوضحت التحريات أن الطفلة المتهمة كانت معتادة مشاهدة مقاطع يوتيوب فكانت تمسك الهاتف ونظرا لعدم تمكنها من الكتابة في خانة البحث تقوم بالبحث الصوتي حيث تخبر الهاتف بصوتها عن "كيف أقتل طفلا، وكيف أخطف طفلا" وما شاهدته من فيديوهات نفذته مع المجني عليها.
فيديو قد يعجبك: