"خدي مفتاح قبر جوزك"..كيف قتلت "عبير" زوجها بمساعدة عشيقها وابنها؟
كتب - محمد شعبان:
الواحدة و26 دقيقة صباح الأربعاء 6 مايو الجاري، وصل "وليد" منزل خاله "صابر"، مكث بداخله 19 دقيقة. بعد 7 دقائق من مغادرة ابن الأخت، خرج تروسيكل تستقله زوجة "صابر" قيادة نجلها، مُحملا بجسم مجهول مغطى بملاءة حمراء تخلصا منه بكوم قمامة بجوار ترعة بطريق "أبو رواش". لم يدر بخلد أحد أن ذلك المشهد جزء من جريمة قتل بشعة دبرتها الزوجة بإتقان بمشاركة نجلها وابن شقيقة زوجها.
زيجة عمرها 17 سنة، رُزق خلالها الزوجان بـ4 أطفال (3 بنين - بنت)، لكن إهمال "عبير" في الاعتناء بمظهرها ومنزلها وأبنائها دفع "صابر" إلى تطليقها.
انتظرت السيدة مرور أشهر العدة، حتى تزوجت من رجل ثانٍ تكمل معه حياتها ويتولى توفير طلباتها. 12 شهرا انفصلت بعدها "عبير" عن زوجها الذي لم يجد فيها مواصفات "شريكة حياته".
منذ 6 سنوات تقريبا، عادت "عبير" إلى "أبو العيال" بدعوى لم الشمل مجددا، وتوفير البيئة المناسبة لتربية أولادهما، فأكبرهم "ربيع 16 سنة" وأصغرهم أتم عامه الثاني.
"صابر أخونا فين يا عبير؟".. الخميس قبل الماضي، بحث أشقاء صاحب الـ45 سنة عنه في كل مكان بداية من منزله المكون من 3 طوابق بقرية ناهيا التابعة لمركز كرداسة شمال محافظة الجيزة إلا أن زوجته أخبرتهم "خرج شغله 8 الصبح ومرجعش لحد دلوقتي".
لم يتردد أشقاء العامل البسيط في تحرير محضر بتغيب شقيقهم بعدما باءت محاولات العثور عليه بالفشل. حضرت الشرطة محل سكن الشخص المبلغ باختفاءه لجمع المعلومات وسماع أقوال أفراد أسرته.
منذ اللحظة الأولى التي وطأت أقدام رجال المباحث منزل "صابر" ساورتهم شكوكا حول تصرفات الزوجة، لاسيما حديث الجيران والمقربين بوجود خلافات متكررة بينهم كانت سببا في انفصالهم منذ 6 سنوات، ليوجه مفتش قطاع شمال أكتوبر العقيد محمد عرفان بتكثيف التحريات حول علاقة الزوجية ووجود خلافات بينه وأخرين ترقى لإيذاءه.
خلال تجوله بالمنطقة، لاحظ الرائد معتصم رزق رئيس مباحث كرداسة، وجود كاميرا مراقبة مُثبتة على إحدى البنايات تطل زاويتها على منزل "صابر" فطلب من معاونه الرائد خالد المرشدي تفريغ محتواها أملا في إيجاد طرف خيط لحل لوغاريتم اختفاء "الراجل الطيب" كما عُرف بين جيرانه.
كاميرات المراقبة كشفت تفاصيل ما جرى فجر الأربعاء -اليوم السابق لاختفاء صابر- لتتجه أصابع الاتهام إلى الزوجة ونجلها، اللذان غادرا المنزل عبر تروسيكل حتى مقلب قمامة بجوار ترعة، وسرعان ما عادت الزوجة دون أن يشعر بها أحد.
يوم السبت الماضي، اقتادت قوة من قسم شرطة كرداسة الزوجة إلى ديوان القسم لاستجوابها. بدت السيدة متماسكة مناشدة رجال الشرطة بسرعة العثور على زوجها "وصلتوا لحاجة عن صابر يا بيه؟".
48 ساعة لم تتبدل كلمات الزوجة لينهى المقدم مجدي موسى وكيل فرقة شمال أكتوبر الجزء الأول من تلك المناقشة بمواجهة "عبير" بالتحريات ومحتوى كاميرات المراقبة، لتتغير تعبيرات وجهها وتفقد تماسكها التي كانت عليه، وتدلي باعترافات تفصيلية لجريمتها.
علاقة عاطفية تطورت إلى آثمة جمعت "عبير" ونجل شقيقة زوجها ويدعى "وليد"، 38 سنة، الذي خرج منذ 9 شهور من السجن في قضية سرقة بالإكراه وشروع في قتل سائق مقطورة محملة بالحديد، كانت تشكو سوء معاملة زوجها لها حتى اتفق الاثنان على التخلص منه وبيع المنزل وبدء حياة جديدة سويا.
دست الزوجة 8 أقراص مخدرة في كوب "تمر هندي" أعدته لزوجها، وعاجله ابن شقيقته بطعنة نافذة أسفل الصدر، ثم قاما بوضع الجثة في مرتبة قديمة -بعد إحضار جديدة قبل 3 أيام- ولفها بإحكام، ووضعوا الجثة في تروسيكل قيادة نجلها، وتخلصا من الجثة بكوم قمامة على جانب إحدى الترع.
الثانية و10 دقائق فجرا، حضر "وليد" -ابن شقيقة الضحية- بسيارة يستخدمها في نقل الدواجن، ونقل الجثة إلى مقابر أبو رواش حيث جرى دفنها بالاتفاق مع عامل المقابر.
وألقت مأمورية القبض على ابن الضحية ونجل شقيقته بعد ثبوت تورطهما في الجريمة، ليؤكد "وليد" حصوله على مبلغ 25 ألف من العقل المدبر "عبير"، منح 5 آلاف لعامل المقابر "كسرنا قبر جديد ودفنا الجثة.. وركبنا قفل" لتلتقط الزوجة طرف الحديث "تاني يوم الصبح وليد اداني مفاتيح القبر وأنا شلتها".
الرابعة عصر الثلاثاء الماضي، استخرج رجال الأمن جثة المجني عليه من مقابر أبو رواش، وجرى نقلها إلى مشرحة زينهم لتشريحها بواسطة مصلحة الطب الشرعي.
بالعودة إلى قرية ناهيا، سادت حالة من الحزن أرجاء البلدة ليؤكد أحدهم "عم صابر راجل طيب بيحب الخير للناس.. ميستهلش اللي حصله" ويضيف ثان "كان بيلم فلوس للفقراء.. ربنا اختاره في شهر كريم".
فيديو قد يعجبك: