لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"أي حد مكاني هيعمل كده".. حكاية ضابط تحول إلى حديث "السوشيال ميديا" بسبب طفلة

06:53 م الأحد 29 مارس 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

كعادته كل مساء، وصل النقيب محمد وحيد معاون مباحث الدقي، مقر عمله بديوان القسم القريب من نهر النيل، يوم عمل جديد في انتظاره مفعم بالبلاغات وأعمال البحث إلا أن ثمة تغييرًا طرأ على السيناريو اليومي للضابط الشاب أضحى معه حديث منصات "السوشيال ميديا" خلال الساعات الأخيرة.

منذ يومين، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لسيدة تزعم خلو شوارع محافظة الجيزة من الأكمنة والخدمات الأمنية خلال موعد تطبيق حظر التجوال، وذلك في جولة بسيارتها الخاصة، الأمر الذي كان محل رصد ومتابعة من الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية.

فريق بحث رفيع المستوى من أمن الجيزة كشف كيدية الفيديو، وأن السيدة كانت تتجول بسيارتها في الشوارع الجانبية بعيدًا عن الدوريات الشرطية والأكمنة؛ بهدف إثارة الرأي العام.

لم يكتف اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، بذلك، ووجه اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة بزيادة عدد الأكمنة خاصة الأماكن الواصلة بين المناطق ومن بينها شارع جامعة الدول العربية بحي المهندسين الراقي الواصل بين منطقتي الدقي والعجوزة.

بالعودة إلى قسم شرطة الدقي، يراجع العميد عمرو طلعت رئيس مباحث قطاع الشمال، خطة الانتشار بحضور المقدم هاني الحسيني رئيس المباحث ومعاونيه، وأبلغهم خلال الاجتماع المغلق: "زودنا كمين في شارع جامعة الدول العربية".

"إنت هتشرف على الكمين النهاردة بشكل مؤقت".. بهذه الكلمات تلقى النقيب محمد وحيد توجيهات من قيادته أيقن معها أنه سيقضي ليلته قائدًا للكمين في أول أيامه.

انضباط وحزم وشدة اتصف بها المشاركون في الكمين حديث العهد، اصفط رجال الشرطة أمام الحواجز الحديدية إضافة إلى عربات مصفحة وسيارة إطفاء؛ لتطبيق قرار الحظر الصادر من مجلس الوزراء للحد من انتشار فيروس "كورونا".

مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى التاسعة والنصف مساء، صمت يسود الأجواء، مع اختفاء أصوات عجلات السيارات وخطوات المارة حتى لاحظ معاون مباحث الدقي اقتراب رجل يحمل طفلة رفقة سيدة تسير إلى جواره، أسرع لاكتشاف سبب سيرهما في هذا التوقيت.

"بنتي سخنة جدًا وبترتعش مستشفى بولاق حولوها على مستشفى تبارك" قطع الأب مسافة ليست بالقصيرة من منطقة بولاق الدكرور قاصدًا مستشفى تبارك لعلاج طفلته -التي لا تتعد الثلاث سنوات- بعد رفض مسؤولي "بولاق" استقبالها.

لم يتردد النقيب محمد وحيد في تقديم يد العون لتلك الأسرة، حالة الطفلة حرجة للغاية، أحضر سيارته الخاصة؛ لتوصيلهم، وانتظر حتى انتهاء توقيع الكشف الطبي على الطفلة وصرف الدواء لها واصطحب الأبوين وطفلتيهما إلى مسكنهما؛ ليتوجه رب الأسرة بالشكر للضابط: "مش عارف أشكرك إزاي؟..ربنا يبارك لك ويحفظكم".

بسمة علت وجوه المشاركين في الكمين، بل امتد الأمر لمدير الأمن الذي أشاد بحسن معاملة الضابط للأسرة، مؤكدًا على أن "الشرطة في خدمة الشعب".

انتصف ليل القاهرة، يتلقى معاون مباحث الدقي اتصالاً من والدته: "إنت كنت واقف في كمين النهاردة؟"، ليرد بالإيجاب متسائلاً عن السبب لتخبره بتداول منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي مرفق به صورته مرتديًا كمامة طبية أثناء وقوفه بكمين جامعة الدول العربية حال مساعدته لأسرة طفلة مريضة.

فرحة عارمة انتابت الضابط "الجدع" كما ينادي عليه زملاؤه، خاصة أنه فوجئ بتصويره من دون علمه في أثناء مساعدته لأسرة الطفلة مؤكدًا في تصريحات له: "أي حد مكاني هيعمل كده وأكتر.. ده اللي اتربينا عليه في بيوتنا وداخل كلية الشرطة".

وعن بعض التعليقات السلبية التي تلقاها الضابط عن كون الأمر مفتعلاً علق قائلا: "أنا مش بقف في كماين.. الصدفة البحتة خلتني أكون موجود اليوم ده.. ولو أعرف إنهم صوروني مكنتش هرضى.. اللي عملته ده بيني وبين ربنا".

فيديو قد يعجبك: