لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

15 دقيقة رعبا.. كيف أنقذت الحماية المدنية سكان فيصل من كارثة فجرا؟

02:36 م الجمعة 24 يناير 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، طقس بارد يصل لحد الصقيع مع انخفاض درجات الحرارة أجبرت الغالبية على المكوث في منازلهم للاحتماء بملابس ثقيلة أو بطاطين ثقيلة بينما فضل آخرون الجلوس بجوار المدفأة بينما يرابض رجال الحماية المدنية داخل مقر إدارتهم -عشية الاحتفال بعيد الشرطة الـ68- في حالة تأهب واستعداد لسرعة التحرك حال وجود أي طارئ، الأمر الذي تحقق بعودة "حرائق الفجر".

الثانية صباح الجمعة، دوت سارينة الإنذار بالإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة -الواقعة بمنطقة بين السرايات- بعد تلقي مشرف غرفة العمليات إشارة من شرطة النجدة بنشوب حريق هائل في جراج خاص مُقام على قطعة أرض بمنطقة الطوابق بحي فيصل.

في أقل من 60 ثانية تحركت 4 سيارات إطفاء تحت إشراف مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة ونائبه وبقيادة رئيس قسم الإطفاء قاصدة موقع الحريق.

طوال الطريق من مقر الإدارة إلى منطقة فيصل، يتابع قائد أطقم الإطفاء تطورات الموقف تنسيقا مع قسم شرطة الهرم بقيادة العقيد محمد نبيل، للوقوف على ما يدور بأرض الواقع.

لم يحتاج قائد السرب "أطقم الإطفاء" إلى دليل للوصول لموقع الحادث، ارتفاع ألسنة النيران وتصاعد أدخنة كثيفة غطت سماء المنطقة كانتا بمثابة "المرشد" بينما اصطف الأهالي على جانبي الطريق؛ لتسهيل مهمة رجال الدفاع المدني.

تعليمات صارمة وسريعة أصدرها مدير الحماية المدنية بالجيزة لرجاله أولها سرعة إخلاء الجراج من السيارات التي لم تمتد إليها النار بعد -نحو 10 سيارات- ثم تقسيم القوات إلى مجموعتين، تتولى الأولى مصدر النيران، والثانية لمنع امتدادها إلى العقارات الملاصقة.

رويدا رويدا هدأت الأوضاع بشارع سالم العربي المتفرع من الصفا والمروة، بدأت قوات الحماية المدنية تحكم قبضتها على مقاليد الأمور، وطمأنة قاطني المنطقة بأن كل شيء على ما يرام ولن يصب أحدا بضرر لاسيما بعد حالة الخوف الشديدة التي أصابتهم من اللحظات الأولى للحريق حيث اشتعال النيران في 3 سيارات ملاكي ليصف شاهد عيان المشهد لأحد الضباط قائلا "المنظر مرعب".

15 دقيقة احتاجها رجال الإطفاء للسيطرة على الحريق، لتبدأ عملية التبريد لمنع تجدد اشتعال النيران لاسيما نشاط الرياح. وأسفر الحريق عن تفحم 5 سيارات (3 جزئي - 2 كلي) دون خسائر في الأرواح أو إصابات في صفوف القوات أو الأهالي.

تنفس الجميع الصعداء، وصلات الإشادة والثناء انهالت على رجال الإطفاء تقديرا لجهودهم وسرعة استجابتهم للبلاغ، وحرصوا على مصافحة رجال الدفاع المدني كافة مؤكدين "أنقذتهم المنطقة من كارثة".

بالانتقال إلى ديوان عام المديرية، كان اللواء طارق مرزوق مساعد وزير الداخلية لأمن القطاع، يتابع ملابسات الحريق، موجها بانتداب لجنة من العمل الجنائي للمعاينة، والتي رجحت نشوبه نتيجة إلقاء أحد الأشخاص عقب سيجارة سقط على "كبود" سيارة في الوقت الذي تحدث بعض الأهالي عن إمكانية تطاير اللهب الناتج عن إشعال خفير خصوصي النار للتدفئة.

بالعودة إلى موقع الحريق، خيبة أمل وحسرة شديدتين سيطرتا على المتضررين من أصحاب السيارات، وعمد الأهالي إلى مواساتهم "ربنا يعوض عليكم.. المهم إنكم بخير" وسط دعوات لجمع مبالغ مالية لهم عقب صلاة الجمعة كنوع من المشاركة وظل الموقف الأكثر غموضا هو هروب مالك الجراج خشية مساءلته قانونيا، لكن الأهالي حرروا محضرا بقسم شرطة الهرم.

فيديو قد يعجبك: