صنعت مشنقتها داخل غرفتها.. الفصل الأخير في حياة "قاصر الحوامدية"
كتب - محمد شعبان:
فتاة لم تبلغ السن القانونية بعد، تفصلها 356 يومًا عن إتمام الثامنة عشرة سنة من عمرها، تعاني سوء معاملة والدها لها ومحاولته السيطرة عليها بمراقبة تصرفاتها والتضييق عليها في أفعالها ورفضه شبه الدائم لتواجدها خارج المنزل بغض الطرف عن الأسباب.
أزمة نفسية ألمت بالفتاة، وجدت نفسها أسيرة جدران المنزل الأربعة، حتى أنه سحب هاتفها المحمول بزعم كونه بوابة إفساد العقل والأخلاق معا، فتضوقت ذرعا من أفعال أبيها.
ظهر أمس الثلاثاء كانت تجلس الفتاة بمفردها في أحد أركان غرفتها الضيقة، تراودها أفكارا أقرب للجنون، وسوس لها الشيطان بأن الموت هو الخلاص من ويلات تصرفات أبيها، أحضرت حبلا وثبتته في جنش مروحة السقف ثم وضعت كرسيين ليشكلا "سلم" لتكتب الفصل الأخير في حياتها شنقا.
داخل ديوان قسم شرطة الحوامدية المطل على الطريق الزراعي كان العميد عادل أبو سريع مأمور القسم يتفقد الخدمات والحالة الأمنية، والاطمئنان على سير العمل وحسن معاملة المواطنين، ليعود إلى مكتبه لإنهاء بعض الأعمال الإدارية في سيناريو يومي متكرر تبدلت أحداثه لدى تلقيه إشارة من المستشفى العام بوصول فتاة جثة هامدة بها آثار خنق بالرقبة.
انطلقت قوة من القسم بقيادة المقدم محمد أبو القاسم رئيس المباحث، واطلع على تقرير مفتش الصحة الذي أفاد بأن إسفكسيا الخنق وراء الوفاة، وعدم وجود آثار لإصابات بالجسم باستثناء حز واحمرار حول رقبتها.
تحريات الرائد عبد العزيز فرحات والنقيب فاروق عبد القادر معاونا مباحث الحوامدية توصلت إلى أن المتوفاة تبلغ من العمر 17 سنة، لديها شقيقة أكبر منها، وأن والدها كان يمعاملها بشكل سئ، ويمنعها من مغادرة المنزل، لتمر بضائقة نفسية دفعتها للانتحار شنقا داخل غرفتها.
بسؤال أسرة الفتاة أيدوا صحة التحريات ووصفوا المشهد "دخلنا أوضتها لقيناها معلقة نفسها في المروحة" وجرى التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة للتصريح بالدفن.
فيديو قد يعجبك: