لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"خد بالك من ابني"| حكاية سمير.. تدخل للدفاع عن فتاة فقتل بطعنة في القلب

09:51 ص الإثنين 09 ديسمبر 2019

المجني عليه

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- سامح غيث ومحمود السعيد:

لم يتحمل "سمير م." رؤية شاب يتحرش بفتاة في أحد شوارع منطقة عزبة النخل، فتدخل دون تردد، عنف الشاب وطالبه بالكف عن ذلك، فنشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة انتهت بمقتل المدافع عن الفتاة.

المجني عليه "سمير م." يبلغ من العمر 30 سنة، يعمل في صناعة الستائر بمنطقة الأزهر، ويمتلك فرش ملابس بمنطقة سكنه في عزبة النخل.

قبل 3 سنوات تزوج المجني عليه من فتاه تصغره بخمس سنوات، رزقا بطفل يبلغ من العمر الآن سنة ونصف، تسير حياته على وتيرة واحدة لا تتبدل ولا تتغير، في الصباح يذهب لعمله في صناعة الستائر بمنطقة الأزهر، وفي الظهيرة يعود لمنزله، يقضي بعض الوقت مع زوجته وطفلهما، قبل أن يتجه لفرش الملابس في المساء.

في منتصف الساعة العاشرة مساء الاثنين الماضي، يقف سمير كعادته أمام فرش ملابس يمتلكه بشارع الفريد بمنطقة عزبة النخل؛ ينادي زبائنه، يعرض عليهم بضائعه، لاحظ شابًا يتحرش بفتاة، فتدخل سمير، وعنف الشاب ووبخه ومنعه من الاقتراب منها، تطور الحديث بينهما لمشادات واشتبكا بالأيدي، انتهت بانصراف الشاب متوعدًا ومهددًا المدافع عن الفتاة.

لم يبالِ سمير بتهديدات الشاب، ومارس عمله كأن شيئًا لم يكن.

دقائق معدودات، عاد الشاب صحبة شقيقه الأكبر، مسلحين ببندقية خرطوش ومطواة، تربصا لسمير، حتى أتيحت لهما فرصة الانتقام، هاجماه، الأول يطلق أعيرة نارية لإرهاب المارة، بينما الثاني انقض على سمير وطعنه في صدره، وفرا هاربين.

ثوانٍ معدودات ساد الصمت المكان، غير مصدقين ما آلت إليه الأمور، تعالت بعدها الصرخات "إلحقوني سمير بيموت"، أسرع بعدها الأهالي بنقله إلى مستشفى الزيتون التخصصي، لمحاولة إسعافه، لكنه فارق الحياة متأثرًا بإصابته بجرح نافذ في الصدر.

"خد بالك من فارس ابني"، كانت تلك آخر كلمات نطق بها المجني عليه، موصيًا صديقه ألا يتخلى عن طفله الذي لم يكمل العامين.

عقب الحادث تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات غضب تطالب بتحقيق العدالة للشاب الذي مات دفاعًا عن فتاة.

بعد ساعاتٍ من الواقعة نجحت أجهزة الأمن، من خلال فحص كاميرات المراقبة بالمنطقة محل الواقعة، في تحديد هوية المتهمين.

وبتكثيف التحريات أمكن التوصل إلى مكان اختباء المتهم الأول، بمسكن أحد أشقائه بمنطقة مساكن فنارة ـ مركز فايد/ الإسماعيلية، وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه بمأمورية.

وبمواجهته بالتحريات أيدها واعترف بارتكاب الواقعة، بالاشتراك مع شقيقه المتهم الثاني، وأقر بتخلصه من السلاح الأبيض المستخدم في ارتكاب الواقعة بإلقائه بمنطقة الزراعات بمدينة فايد الإسماعيلية.

وتم بإرشاده ضبط المتهم الثاني بمكان اختبائه بقطعة أرض فضاء كائنة بمنطقة سكنهما بالخصوص/ قليوبية وبحوزته سلاح ناري بندقية خرطوش عيار 12 مم.

وبمواجهة المتهم بما جاء بأقوال المتهم الأول أيدها، وأقر بحيازته للسلاح الناري بقصد الدفاع واستخدامه في المشاجرات، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق.

بعرض المتهمين على النيابة أمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.

بعد مرور أسبوع، ما زالت أصداء الحادث تسيطر على المنطقة، الحزن يكسو الوجوه.. والد المجني عليه يجلس أمام المنزل يتوسط مجموعة من أصدقاء سمير، الذين طالبوا بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين.

فيديو قد يعجبك: