بعد وفاة والدهما.. كريم يقتل شقيقه الأكبر: "ضيع فلوسنا على المخدرات"
كتب- طارق سمير وسامح غيث:
نشبت مشادة كلامية بين تاجري فاكهة بمنطقة المرج، تطورت إلى شجار انتهى بمقتل أحدهما خنقا على يد الآخر، وذلك عقب عشرة أيام من وفاة والدهما.
"مضيع فلوسنا على المخدرات".. بتلك الكلمات برر المتهم "كريم. ع"، ارتكابه واقعة قتل شقيقه خالد، في اعترافاته أمام ضباط مباحث قسم شرطة المرج، وأشار المتهم إلى أنه لم يقصد قتل المجني عليه، وكان يرغب في تأديبه، لكنه فوجئ بوفاته.
قبل نحو سنتين ترك الشقيقان قريتهما بمركز أبوتشت بمحافظة قنا، توجها إلى محافظة القاهرة، بحثًا عن فرصة عمل، وبعد فترة من انتقالهما تعرفا على أحد تجار الفاكهة بحي المرج، وساعدهما الأخير في توفير عربة لبيع الفاكهة بالمنطقة، واستمر الشقيقان في العمل على مدار اليوم حتى تمكنا من توفير أموال واشتريا عربة خاصة بهما. يقول "محمد. ا" بائع فاكهة بالمنطقة.
تحسنت أحوال الشقيقين ماديًا، واستأجرا مسكن جديد في عقار حديث بمنطقة سيجال بحي المرج، وعلى بعد قرابة 200 متر، أخذا مكانًا لعرض بضاعتهما.
ظلت حياتهما على وتيرة واحدة لا تتغير، يعملان سويًا على العربة، المجني عليه يعمل صباحًا والمتهم يعمل مساءً.
قبل 10 أيام هاتفهما أحد الأقارب بمحافظة قنا، وأبلغهما وفاة والدهما "تعالوا أبوكم مات"، يقول صاحب العقار الذي يقيمان فيه "محمود. ع".
سارعا بالتوجه لحضور مراسم الدفن وتلقِي العزاء، وعادا بعد ثلاثة أيام، وانتظما في عملهما مرة أخرى.
عقارب الساعة تشير إلى الثامنة من صباح السبت الماضي، عاد "كريم" إلى المنزل كعادته كل صباح، وأيقظ شقيقه الأكبر للتوجه إلى العمل على عربة الفاكهة، لكن تغير السيناريو اليومي بعدما نشبت مشادة كلامية بينهما بسبب إنفاق الأخير "خالد" أموالهما على شراء المخدرات، تطورت المشادات إلى شجار بالأيدي، انتهت بخنق الأول شقيقه بيده، حتى فقد القدرة على المقاومة، وسقط أرضا.
حاول المتهم إفاقة شقيقه، لكن دون جدوى، فهاتف صديقه "ماضي" فكهاني، وطالبه بالحضور إلى المسكن "إلحقني خالد مات من شرب المخدرات".
يقول صاحب محل مواجه لعقار سكن الأخوين، حسين. ح"، إنه في تمام التاسعة، فوجئ الأهالي، بصديق المتهم يدخل المسكن مسرعًا، قبل أن يعودا حاملين المجني عليه، وباستفسارهم عن سبب حمله، أخبره المتهم بأن شقيقه تعاطى جرعة مخدرات زائدة، وسيذهب إلى المستشفى لمحاولة إفاقته.
بمجرد وصولهم المستشفى، أبلغ أحد الأطباء، المتهم أن شقيقه توفى، ورفض إعطاءه الجثة والانتظار حتى إبلاغ قسم المرج، وبالانتقال وسؤال المتهم قرر بأنه حال تواجده بأحد المقاهي بمنطقة سكنه ورد إليه اتصال هاتفي من شقيقه المتوفى، وأخبره بتعرضه لحالة إعياء، ولدى وصوله عثر عليه فاقداً الوعي فاستعان بصديقه وقاما بنقله للمستشفى إلا أنه توفى عقب وصوله، مضيفا أن شقيقه من متعاطي المواد المخدرة وقدم شريطي دواء من عقاري "كالم نايت، وكلوزابكس"، وأفاد بقيامه بتعاطي تلك الأقراص الدوائية ما نتج عنه وفاته.
باستكمال الفحص وبإجراء المناظرة للجثة، تبين وجود آثار عنف حول الرقبة، وانتدبت النيابة العامة مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبي على جثة المتوفى، فأفاد بوجود سحجات بمنطقة الرقبة، وأن الوفاة نتيجة تعاطي أقراص مخدرة، ولا يمكن الجزم بوجود شبهة جنائية بالوفاة من عدمه.
وبإجراء التحريات وجمع المعلومات، ومن خلال فحص الكاميرات بالمنطقة محل الواقعة، لم يستدل على صحة ما جاء بأقوال شقيق المجني عليه، وتبين تواجده صحبة المتوفى بمسكنهما في وقت معاصر لحدوث الواقعة، وبمواجهته بالتحريات وتضييق الخناق عليه عدل عن أقواله، وأقر بأنه نظراً لكون شقيقه المتوفى من متعاطي المواد المخدرة وسابقة قيامه بالاستيلاء على مبالغ مالية خاصة بتجارتهما لشراء وتعاطي المواد المخدرة، حدثت بينهما مشادة كلامية حال معاتبته له لإنفاقه ببذخ على شراء الأقراص المخدرة تطورت إلى مشاجرة قام على إثرها بخنق شقيقه حتى موته دون قصد منه.
فيديو قد يعجبك: