قصة انتحار مسنة.. هزمتها "جرثومة المعدة" فهربت قفزًا من الرابع

كتب- طارق سمير وسامح غيث:

بعد أن يئست من الشفاء من مرض "جرثومة المعدة"، لم تجد "عاطفة.م" التي تجازت الـ 60 من عمرها، وسيلة للتخلص من آلامها وسوء حالتها النفسية، إلا بالتخلص من حياتها، قفزًا من نافذة مسكنهم بمنطقة كفر العلو بحلوان.

"مصراوي" توجه لمسكن الضحية، الذي يقع في منطقة كورنيش كفر العلو، للاستماع لروايات أقارب المنتحرة وجيرانها.

في الطابق الرابع من عقار جديد بشارع "قرني" كانت تسكن الضحية رفقة زوجها، المسكن مُغلق؛ فالزوجة أصبحت جثة والزوج انتقل لمسقط رأسه بإحدى قرى الصعيد لدفنها وتلقي العزاء.

قبل نحو عامين ونصف العام تزوج "إبراهيم. س" البالغ من العمر 75 سنة "عاطفة. م"، بعد وفاة زوجته الأولى، يقول أحد المقربين من الزوج: كانت حياتهما هادئة يسودها الحب، وبعدما انتقلا للعيش في منطقة كفر العلو انقطعت أخبارهما.

"رجل وامرأة طاعنان في السن، يهبطان سلالم العقار، يتكئان على بعضهما، يسيران ببطء ملحوظ" هكذا كان حال الزوجين طيلة فترة إقامتهما في العقار الذي شهد الواقعة، يقول أحد الجيران" كل يوم ينزلوا الصبح ساندين بعض، يشتروا حاجتهم، ويطلعوا البيت ومشفهمش غير تاني يوم الصبح".

قبل أسبوعين من الواقعة، لاحظ الجيران دلوف الزوج وحيداً دون زوجته، فانتابهم القلق عليها، ما دفع صاحب العقار لزيارتهما والاطمئنان على أحوالهما.

أصيبت الزوجة بمرض جرثومة المعدة، ومن حينها انخفضت قدرتها على الحركة والتنقل بشكل كبير، عانت كثيراً من الآلام والزيارات المتكررة للأطباء، وأصبحت تعيش على الأدوية، لكن دون جدوى، يوضح سعيد مالك العقار: بدأت صحة الزوجة بالتراجع، وقلت حركتها في المنزل، ويئست من الشفاء فانعزلت بنفسها بالنوم أو الجلوس بمفردها طوال الوقت، دائمة التعصب والبكاء، يضيف مالك العقار: "حاول الزوج إسعادها وإخراجها من تلك الحالة كثيرا لكنه فشل في ذلك".

الأحد الماضي (يوم الواقعة) كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة مساءً، قطع صوت صراخ وارتطام مفزع، الهدوء الذي يسود الشارع، بسبب برودة الجو، هرول الأهالي لاستبيان الأمر فإذا بالزوجة غارقة في دمائها بـ "منور البيت" يوضح مالك العقار لمصراوي، لافتاً إلى أنهم سارعوا بنقلها إلى مستشفى النصر الذي يبعد عن مسرح الواقعة بنحو كيلو متر، إلا أنها فارقت الحياة قبيل وصولهم.

خلال دقائق معدودة، حضرت قوة من قسم شرطة حلوان، التي استمعت لشهود العيان حول الواقعة، وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة.

وانتقلت النيابة لمسرح الجريمة لإجراء المعاينة وتبين وفاة الضحية إثر سقوطها من علٍ، وحدوث كسور وتهشم بالجمجمة ونزيف داخلي أدى للوفاة، وثبت عدم وجود شبهة جنائية في الحادث، مما عزز فريضة الانتحار لدى رجال المباحث بعد الاستماع لأهلية المجني عليها وشهود العيان.

وصرحت النيابة بتشريح ودفن الجثة، بعدما انتهت من الاستماع للشهود وطلبت التحريات التكميلية حول الواقعة.