لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"لقيت أخويا جثة".. تفاصيل ليلة دامية في الحي الشعبي

12:42 م الأحد 05 أغسطس 2018

أرشيفية

كتب -محمد شعبان:

على غرار الأفلام السينمائية، شاب لم يكمل العقد الثاني من العمر، رافق أصدقاء السوء، وأدمن المخدرات فبات أسيرا لها ليبحث عن كيفية للحصول على المال حتى لو وصل الأمر لسرقة شقيقه، لكن النهاية جاءت درامية.

منزل بسيط داخل منطقة مساكن فيصل كان ملاذ "حسام.م"، 23 سنة، عامل نظافة في فندق شهير بمنطقة جاردن سيتي، وشقيقه "أحمد"، 19 سنة الذي لا يمكث في عمله طويلا، وسرعان ما يحصل على لقب "عاطل" في ظل إثارته للمشكلات بشكل مستمر.

اعتاد قاطنو المنطقة -المكتظة بالعقارات المتراصة-على أصوات الشجار بين الشقيقين بسبب خلافات مالية، وعادة ما تنتهي عادة بتدخل الجيران لإخماد نار الفتنة بينهما وضمان عدم تطور الأمور إلى تشابك بالأيدي قد تودي بحياة أحدهما على يد شقيقه.

بعد يوم عمل شاق، عاد "حسام" للمنزل لأخذ قسط من الراحة، ليكتشف اختفاء مبلغ 2000 جنيه من غرفته، بادر بسؤال شقيقه الأصغر ليرد عليه "ماعرفش حاجة.. شوف انت نسيتهم فين"، ليستشيط الأول غضبا خاصة مع تكرار الأمر.

أصوات الشجار لفتت انتباه الجميع تلك الليلة، لم تكن كسابقيها، تبعتها صرخات وآهات ثم صمت قاتل.

مساء أول أمس الجمعة، كانت الأمور طبيعية داخل أروقة قسم شرطة بولاق الدكرور، يفحص المقدم محمد الجوهري، رئيس المباحث، أوراق بعض القضايا، يتلقى إخطارا بوصول شاب في حالة بكاء هستيرية يطلب مقابلته لأمر هام.

"إلحقوني، لقيت أخويا تحت البيت مضروب في صدره.. جريت بيه على المستشفى بس أمر الله نفذ" جاءت هذه الكلمات على لسان "حسام" لكن ثمة شك راود الضابط، تفحص معها حالة مقدم البلاغ التي بدت عليه علامات الارتباك، مكتفيا بطلبه المغادرة لإنهاء إجراءات دفن شقيقه.

منذ تلقيه البلاغ، وجه اللواء رضا العمدة، مدير مباحث الجيزة، بتشكيل فريق بحث بقيادة نائبه اللواء محمد عبد التواب، والعميد طارق حمزة، مفتش مباحث غرب الجيزة، والمقدم هشام بهجت وكيل الفرقة؛ للوقوف على حقيقة الواقعة لاسيما أن جثة الضحية بها آثار طعنة نافذة بالصدر.

بالعودة إلى مساكن فيصل -مسرح الجريمة-كان الرائد طارق مدحت، معاون مباحث بولاق الدكرور، يجمع المعلومات من شهود العيان، ويفحص كاميرات مراقبة المحلات الواقعة بمحيط منزل الشقيقين، ليتوصل إلى دلائل تؤكد شكوك المقدم محمد الجوهري، أبرزها تعاطي المجني عليه للمخدرات، واعتياده سرقة ثمرة عمل شقيقه الأكبر.

قبيل مغادرة رجال المباحث المنطقة، استوقفهم أحد الجيران "حسام غصب عنه، أخوه كان كل شوية يسرق الفلوس اللي بيحوشها..الله يخرب بيت المخدرات" لتحل شهادة الجار طلاسم الواقعة.

حاول "حسام" مراوغة رجال المباحث، نافيا صحة التحريات، لكن مواجهته بشهادة جاره كتبت نهاية مسلسل كذبه، ليدلي بعدها باعترافات تفصيلية لما دار في تلك الليلة المشؤومة.

لحظات صمت حاول خلالها المتهم استجماع قواه التي خارت، مؤكدا أنه لم ينتوي قتل شقيقه "احنا بنتخانق ديما.. بس المرة دي نصيبه"، مشيرا إلى أن مشادة كلامية حادة وقعت بينه والضحية فور اكتشافه سرقة المبلغ المالي، استل على إثرها سكينا من المطبخ، وسدد له طعنة في الصدر، سقط على إثرها جثة هامدة.

يوضح الجاني أنه فكر في طريقة لإبعاد الشبهة الجنائية عن نفسه، وقرر نقل شقيقه إلى مستشفى قصر العيني، متظاهرا بمحاولته إسعافه، لافتا بأنه اختلق العثور عليه بالشارع خشية ضبطه.

واصطحبت قوة بقيادة النقيب أيمن سكوري، معاون المباحث، المتهم إلى مسرحة الجريمة لإجراء المعاينة التصويرية في حضور فريق من النيابة العامة، قبل عودته إلى محبسه في انتظار إحالته للمحاكمة الجنائية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان