لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هآرتس: وقف برنامج "عدنان إبراهيم" يُهدد صورة بن سلمان الإصلاحية

03:18 م الثلاثاء 22 مايو 2018

الأمير محمد بن سلمان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

سلّطت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الضوء على إيقاف السلطات السعودية برنامج المُفكر الإسلامي الفلسطيني، عدنان إبراهيم، ومنعه من الظهور في أي قناة محليّة، وقالت إنها خطوة تُهدد صورة ولي العهد السعودي باعتباره إصلاحيًا يدعو إلى الليبرالية.

وفي حين لا تُعد هذه المرة الأولى التي تُصدر فيها المملكة تعليمات مُماثلة، تُشير هآرتس، في تقريرها المنشور عبر موقعها الإلكتروني، إلى أن هذه التعليمات كانت توجّه في السابق ضد أولئك الذين تعتبرهم السعودية متطرفين، كجزء من حملة مواجهة التطرّف الديني التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

أما هذه المرة، فيبدو أن بن سلمان -الذي يحظى بالمديح في وسائل الإعلام الغربية لتوجّهاته الليبرالية- وجد صعوبة في مواجهة الضغوط أمام فقهاء الشريعة الذين طالبوا بإزالة "الدنس"، فكانت النتيجة أن صبوّا جام غضبهم على عدنان إبراهيم الذي بدأ في إطلاق تفسيرات خطيرة من وجهة نظرهم، وفق هآرتس.

وأثارت أحاديث إبراهيم جدلًا واسعًا بسبب بعض الجرأة في الطرح ورؤيته حول بعض المفاهيم الإسلامية، وبينها تفسيره أن الحجاب ليس فريضة دينية بل عادة، وأن قوانين الميراث في الإسلام تضطهد للنساء، وكذلك موافقته على نظرية تشارلز داروين التطورية حول تطور الإنسان من الحيوانات.

لم تمر تفسيرات إبراهيم هذه مرور الكِرام في أوساط مجلس هيئة الافتاء العليا، أعلى السلطات الدينية في المملكة، الأمر الذي دفعها لإصدار فتوى تقول إن ابراهيم يشوّه أقوال كبار المفسرين ويضلل المؤمنين وحتى من شأنه أن يتسبب بفتنة داخلية.

والمُفارقة، بحسب هآرتس، أن إبراهيم الذي دأب مؤخرًا على التغزّل في إجراءات بن سلمان الأخيرة والتأكيد أنه أحدث ثورة غير مسبوقة في العالم، تلقّى الصفعة من قِبل ولي العهد نفسه.

وجاء ذلك القرار رغم إقرار إبراهيم بأنه كان مُخطئًا في نظرته السياسية في السابق، مُعلنًا بشكل صريح تراجعه عن دعم الثورات، وتأييد السعودية في كل قراراتها السياسية.

وكان من المفترض أن يظهر عدنان إبراهيم على شاشة "روتانا خليجية" بشكل يومي، في برنامج "صحوة 3"، مع الإعلامي أحمد العرفج. وفي تغريدة أعقبت القرار، كتب الصحفي السعودي طراد الأسمري، مُعد البرنامج: "سمعًا وطاعة"، في إشارة إلى قرار منع إبراهيم من الظهور في قنوات سعودية.

وبالحديث عن شخصية إبراهيم، (52 عامًا)، تقول هآرتس إنه يختلف جدًا عن الواعظ التلفزيوني الكلاسيكي، الذي اعتادت وسائل الإعلام الغربية وكذلك الإسرائيلية، تصويره لإظهار التطرف في العالم الإسلامي.

وذكرت أنه وُلِد في مخيم النصيرات للاجئين في غزة، ودرس في مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قبل انتقاله إلى يوغسلافيا قبل تفككها، حيث درس هناك الطب.

في فيينا، حيث يقطن إبراهيم، أنشأ مركز اللقاء بين الثقافات بعد أن طرد من وظيفته كواعظ في المسجد الذي عمل فيه 9 سنوات؛ لأنه دعا المسلمين للتخلي عن الأوهام التي يراكمونها، وفق أقوال منتقديه.

وفي وقت لاحق، توجّه للعمل في قنوات التلفاز ونجح في جذب ملايين المشاهدين. الأمر الذي ولّد مُعارضة شديدة في أوساط فقهاء الشريعة المحافظين، الذين اتهموه بالتقارب مع الشيعة، وهي تهمة تقترب من الاتهام بالكفر والمس بالإيمان.

ولفتت هآرتس إلى أن قرار منع ظهوره على القنوات السعودية اقترن بحملة مُمنهجة على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تدشين حساب على تويتر باسم "اوقفوا برنامج عدنان ابراهيم"، الذي طلب فيه المُتابعون محاسبة المسؤولين الذين سمحوا له بالظهور الإعلامي.

في المقابل، لم يقف المؤيّدون للداعية الفلسطيني مكتوفي الأيدي، وأخذوا يدافعون عنه مُعتبرين أنه "قدّم معروفًا للأمة الجاهلة التي تحب جهلها وعازمة على تكفير أي شخص لمجرد أنه يبحث عن الحقيقة"، بحسب زعمهم.

واختتمت الصحيفة بالقول: "علينا انتظار الخطوات المُقبلة لولي العهد السعودي، الذي يواصل تقليص تأثير فقهاء الشريعة في مملكته، لنفهم ما إذا كان الأمر يتعلّق بتوجّه عام أو أنه لا يتعدّى كونه خطوة رمزية هامشية".

فيديو قد يعجبك: