من قتل عروس "الشغانبة" بعد أسبوعين من خطبتها وألقى جثتها في المصرف؟
كتب- سامح غيث ومحمود الشوربجي:
بعد أسبوعين من احتفال الطالبة "فاطمة. أ" بخطبتها على أحد جيرانها بقرية الشغانبة- التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية- تحولت أجواء البهجة والفرح إلى النقيض تمامًا، بعدما تغيبت العروس عن منزلها في ظروف غامضة، ولم تعد إلى المنزل حتى عُثر على جثتها، أثناء تجريف أحد المصارف الذي يبعد عن قريتها بـ"4 كيلو مترات".
" فاطمة. أ" طالبة في الصف الأول الثانوي، تغيبت عن منزلها منذ الخميس 20 يوليو الماضي، وفي عصر 13 نوفمبر الماضي، قادت الصدفة سائق حفار إلى العثور على جثتها، ورفضت أسرتها استلام الجثة دون إجراء تحليل "DNA"، لصعوبة التعرف عليها، واستمر الجثمان 65 يوماً داخل ثلاجة حفظ الموتى بمشرحة مستشفى الأحرار في الشرقية، حتى أثبتت التحاليل أن الجثمان للفتاة، وشيعت لمثواها الأخير مساء الخميس الماضي.
من اختطف الطالبة فاطمة وقتلها وألقى بجثتها في المصرف؟ .. بات هذا السؤال لغزا أمام أجهزة الأمن التي فتحت تحقيقا في الواقعة من جديد وتحفظت على أسطوانة مدمجة لحفل خطوبة الضحية، واستجوبت أسرتها والمقربين منها.
وعن تفاصيل اختفاء الفتاة، يقول والدها " أيوب. ع": قبل ستة أشهر توجهت ابنتي إلى مدينة بلبيس لتسجيل اسمها في سنتر للدروس، وحينما تأخرت اتصل أخوها "محمد" بها، لكنه وجد هاتفها مغلقًا، سألنا عنها أقاربنا وجميع المستشفيات دون جدوى.
بحزن شديد، واصل والد الضحية حديثه: "منعرفش إن كانت فاطمة وصلت بلبيس ولا لأ، لأن التليفون اتقفل وطلبنا من المباحث تتبع خط تليفونها لمعرفة المكالمات اللي أجرتها يوم الاختفاء بس للأسف ده محصلش".
"لو مسبتيش خطيبك هخفيكي من الدنيا".. مضمون مكالمة هاتفية تلقتها الضحية من إحدى زميلاتها، قبيل اختفائها، بحسب "محمود" عم الفتاة الذي أوضح أنهم علموا من زوجة عم الضحية وزميلة لها أن ابنتهم تلقت تهديدا من إحدى جاراتها بقتلها إذا لم تترك خطيبها.
وتابع أبلغنا ضباط مركز شرطة بلبيس بذلك، ولم يفعلوا شيئا، وحاولنا مقابلة مدير أمن الشرقية، إلا أن مدير مكتبه رفض، وطالبنا بكتابة شكوى، "إحنا عشان غلابه محدش اهتم بينا.. حسبي الله ونعم الوكيل".
"مشينا في كل الطرق علشان نوصل للحقيقة"، يقولها محمود، مؤكدا: منذ اختفاء فاطمة، ونحن لم نذق طعم الراحة، تركنا أعمالنا، وتفرغنا للبحث عنها في كل مكان، ذهبنا لأكثر من دجال "عراف" في محاولة للتوصل إلى أي شيء عنها، وأحد الدجالين ادعى معرفته بمكانها، وقال إنها في شقة معينة في مدينة العاشر من رمضان، وبالفعل ذهبنا إلى هناك وفتشنا 62 شقة سكنية بعد موافقة النيابة، ولم نعثر على شىء.
"شوية عظم في بطانية" يصف رضا عبدالمنعم، أحد أقارب الضحية حال الفتاة وقت العثور على جثمانها، موضحا: في 13 نوفمبر الماضي، قادت الصدفة سائق حفار إلى العثور على جثة فاطمة، لكننا انتظرنا إجراء تحليل "DNA" كي نتسلمها، لصعوبة التعرف عليها.
قبل 10 أيام من دفن الجثة، خرج تقرير الطب الشرعي في الزقازيق، وأكد أن الضحية لم تتعرض لأي عملية اغتصاب أو محاولة أخذ أعضائها، وأفاد بأنه تعثر في تحديد سبب الوفاة.
بعد العثور على جثة فاطمة بالقرب من عزبة الزينة التابعة لمركز منيا القمح، نقلت التحقيقات في القضية إلى مباحث منيا القمح، وذلك بعد فترة من تولي مباحث قسم شرطة بلبيس القضية.
يقول والد الضحية: بعد انتقال القضية إلى منيا القمح طمأنني أحد الضباط ووعدني قائلا: "إن شاء الله هوقف اللي قتل فاطمة قدام حبل المشنقة"، وأخذ أصل أسطوانات حفل خطوبة ابنتي، و"حتى الآن ونحن ننتظر ما ستتوصل إليه مباحث منيا القمح، ونناشد كافة الأجهزة الأمنية في مساعدتنا للتوصل إلى قاتل فاطمة".
وبالتواصل مع الرائد أحمد حسن، رئيس مباحث منيا القمح، أكد لـ"مصراوي" اهتمامهم بالقضية، وقال إنه سيكمل ما بدأه ضباط مباحث مركز بلبيس، لاكتشاف ملابسات الواقعة في أقرب وقت. ورفض الإدلاء بأية تفصيلات، حفاظا على سرية التحقيقات.
فيديو قد يعجبك: