سر "مفاتيح كهرباء" كشفت لغز سرقة شقة تاجر بالعياط خلال إجازة عيد الأضحى

كتب - محمد شعبان:
رغم هروبه لمدة عامين بعيدًا عن منطقة سكنه بمركز العياط جنوب محافظة الجيزة، ظل "محمد الصعيدي" على تواصل مع بعض الأهالي لمعرفة مستجدات الأمور، وبالتحديد فئة الطبقة المتوسطة لاختيار ضحيته، ومن ثم سرقته.

قبل عيد الأضحى بيومين، توجه تاجر إلى أحد البنوك، وقام بسحب مبلغ 40 ألف جنيه، احتفظ بها داخل منزله؛ لضمان عدم تأثر تجارته خلال الإجازة الرسمية للبنوك، إضافة إلى أنه سيتوجه ليلة العيد إلى محافظة الفيوم لقضاء العيد مع والدته.

وسط مظاهر الفرح والسعادة في حضور الأهل والأصدقاء، تلقى التاجر اتصالاً هاتفياً من أحد الجيران طالبه بضرورة حضوره إلى العياط سريعًا "بيتك بيولع".. وقعت الكلمتان عليه كالصاعقة "ربنا يستر على الفلوس والدهب".

هرع الرجل الأربعيني لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن كل ما كان يحلم به طوال الطريق من الفيوم إلى العياط تحول إلى سراب، المنزل تحول إلى قطعة فحم، اللون الأسود يكسو الجدران بينما ينفذ رجال الحماية المدنية عملية التبريد لمنع تجدد النيران.

وصل فريق من المباحث بقيادة المقدم مروان الحسيني، رئيس مباحث العياط؛ لمعاينة موقع الحريق، وبسؤاله لمالك المنزل أرجع سبب الحريق إلى حدوث ماس كهربائي، ولم يتهم أحد بالتسبب فيه.

خلال تفقده أرجاء المنزل، لاحظ رئيس مباحث العياط أن الحريق التهم كافة محتوياته باستناء مفاتيح الكهرباء التي لم تصب بأذى، مما يؤكد أن الحريق ليس ناتج عن ماس كهربائي، ووجود شبهة جنائية، خاصة أنه حال ترك مالك المنزل لبعض الأجهزة أو المصابيح مضاءة لوقع الحريق في نفس اليوم، وليس عقب مرور 72 ساعة.

بالعرض على اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أمر بتشكيل فريق بحث بقيادة العميد ناجي كامل، رئيس مباحث الجنوب، والمقدم علي عبد الرحمن، وكيل الفرقة؛ لكشف ملابسات الحادث، وضبط الجناة.

3 ساعات احتاجها رجال المباحث لتحديد هوية مرتكب الواقعة، الذي تبين أنه "م. ا." (26 سنة)، هارب من قضيتين (حرق مركز شرطة العياط) و(حيازة سلاح) والصادر ضده فيها حكم بالسجن المؤبد، بالاشتراك مع سائق توك توك يدعى "م. ع."، 17 سنة، وشهرته "بشار"، حسب معلومات المصادر السرية وأقوال الجيران.

أعد المقدم مروان الحسيني خطة بحث محكمة لضبط المتهم الأول، خاصة أنه ترك منزله بالمركز منذ عامين، وتبين أنه يختبئ داخل مزرعة بإحدى القرى، وبمداهمتها، تم ضبطه وبحوزته 40 ألف جنيه، و2 غويشة ذهب وخاتم حصيلة المسروقات.

أرشد المتهم عن شريكه، وتم ضبطه بأحد الأكمنة المعدة له، وأقر بارتكابه الواقعة بتخطيط من الأول، حيث أخبره بأن مالك ذلك المنزل سيكون خارج البلدة خلال أيام العيد، مشيرًا إلى أنهما عقب استيلائهما على المسروقات، أشعلا النيران في المنزل؛ لإيهام الجميع بأن الأمر مجرد حريق، وإخفاء معالم فعلتهما.