إعلان

مصراوي في برج الأطباء.. لماذا قتل "المريض" الدكتور ثروت؟

02:09 م السبت 16 سبتمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- طارق سمير وسامح غيث:

كان الدكتور ثروت جورجي، طبيب الأنف والأذن، يلملم أوراقه وأدواته الطبية في حقيبته، ليل السبت الماضي، استعدادًا لمغادرة عيادته الخاصة بمنطقة الساحل، بعد انتهاء موعد عمله؛ وقبيل انصرافه فوجئ بالممرضة تخبره أن حالةً مستعصيةً تنتظر بالخارج، وبدون تفكير وافق على دخول المريض، ولم يكن يتخيل أن تلك الحالة ستنهي حياته في ثوان.

وقتل شابٌ يدعى "حسن. ز (30 سنة) طبيب الأنف والأذن والحنجرة البالغ من العمر 82 سنة، الأحد الماضي، داخل عيادته، بعدما سدد له عدة طعنات من سلاح أبيض، وعندما حاولت الممرضة "سوزان. ك" (40 سنة) التصدي له أصابها، كما أصاب أحد الأشخاص أثناء هربه، إلا أن الأهالي تمكنوا من ضبطه وتسليمه لرجال الأمن.

"مصراوي" انتقل إلى محل الواقعة بشارع الأدوية المتفرع من شارع الترعة الغربي بمنطقة الساحل، للتعرف على أسباب الجريمة والاستماع لروايات شهود العيان حول مطاردتهم القاتل حتى القبض عليه.

وفيما أكد عددٌ من الأهالي أنهم سمعوا الجاني يقول أثناء المعاينة التصويرية أنه نفذ جريمته بدافع الانتقام لوالدته الذي تسبب الدكتور في إحداث مضاعفات لها أدت لوفاتها، توصلت تحريات مباحث قسم شرطة الساحل إلى أن الشاب قصد عيادة الطبيب بغرض السرقة، وخلال معافرة المجني عليه أشهر سلاحه الأبيض وقتله وأصاب الممرضة وعددًا من الأهالي خلال محاولة ضبطه.

بدأت الواقعة قبيل العاشرة مساء الأحد الماضي، حيث قطعت الهدوءَ الذى يسود المنطقة أصواتُ استغاثات من برج الأطباء بشارع الأدوية "الحقواني الدكتور جورج ادبح"، فسارع الأهالي لاستطلاع الأمر، وفوجئوا بشاب يمسك سلاحًا أبيض يحاول الفرار، بعدما سدد طعنات نافذة للمجني عليه بأماكن متفرقة بجسده وطعن الممرضة في الجهة اليسرى.

وكما يحكي "عبده.م" (44 سنة) مالك أحد المحلات التجارية المجاورة لمحل الواقعة، فإن الأهالي انشغلوا بمطاردة المتهم، أثناء محاولته الفرار، دون علمهم أن الدكتور فارق الحياة.

وأشار الشاهد إلى أن الجاني أحدث إصابات بعدد من أهالي المنطقة خلال محاولة الإمساك به التي استمرت لـ 10 دقائق، وكان يصرخ "اللي هييجي ورايا هموت أمه"، وعقب ذلك بثوانِ معدودة تصادف مرور أميني شرطة من قوة قسم الساحل، مستقلين دراجة بخارية، ترجل أحدهما وأشهر سلاحه الميري في وجه المتهم لإيقافه، إلا أن الأخير لم يبالِ وأمسك يد أمين الشرطة محاولًا الاستيلاء على السلاح.

ووسط هلع الحاضرين، أسرع أمين الشرطة الآخر وجلب "كرسيًا خشبيا" من أحد المقاهي، وضرب المتهم على رأسه حتى اختل توازنه وسقط أرضًا، ورغم ذلك لن يتمكن الأهالي من السيطرة عليه، إذ ظل يُركل كل من يحاول الاقتراب منه بقدمه، حتى تمكن الأمينان من تكتيفه، وتجمع الأهالي الغاضبون ووثقوا المجرم بالحبال، و"طلعوا غضبهم فيه" (كما يقول الشاهد)، مؤكدا أنهم اعتدوا عليه بالضرب المبرح.

بعد مرور نصف ساعة من ارتكاب واقعة القتل، (وهي المدة التي طاردوا فيها المتهم حتى ضبطه)، عاود الأهالي للاطمئنان على الطبيب، فوجدوه جثة هامدة على الأرض، وفشلت محاولات إسعافه من قبل الدكتور أحمد إبراهيم، طبيب الاسنان، الذى حاول سد الجروح بـ"شاش" لإيقاف النزيف، إلا أنه فارق الحياة.

وروى بعض الشهود أنهم سمعوا المتهم يقول أثناء تصويره جريمته أنه قتل الطبيب بعد تسببه في وفاة والدته، عقب إجرائه عملية جراحية لها بعيادته بمسقط رأسه بمحافظة المنوفية، وإثر ذلك أغلق مقر عمله وسافر للقاهرة، دون العودة لقريته من جديد، الأمر الذي جعله يتربص له حتى وصل إلى عنوان عيادته بالقاهرة، وذهب للكشف، مثل أي مريض، حتى تمكن من تنفيذ جريمته.

وكان قسم شرطة الساحل تلقى بلاغًا من شرطة النجدة بتجمع المواطنين إثر استغاثة إحدى السيدات داخل أحد العقارات بشارع الترعة الغربي في دائرة القسم، وضبط أحد الأشخاص ممسكًا بسلاح أبيض "مطواة" ملوثة بالدماء، حال هروبه من العقار. وكشفت مناظرة نيابة شمال القاهرة الكلية، برئاسة المستشار مازن يحيي المحامي العام الأول، لجثة الطبيب أن الوفاة حدثت نتيجة إصابة المجني عليه بـ8 طعنات في الصدر والرقبة والبطن واليد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان