17 ساعة لانتشال جثة شاب من حفرة "آثار" بالجيزة

كتب - محمد شعبان:

يستمر قطار التنقيب عن الآثار دون توقف، مسجلا في كل محطة ضحايا جدد تحت الأنقاض، وآخرون خلف القضبان بسبب حلم الثراء السريع، وآخر هذه الحوادث ما شهده مركز منشأة القناطر بمحافظة الجيزة.

البداية كانت بلاغًا تلقاه اللواء هشام العراقي، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، من نائبه لقطاع شمال أكتوبر العميد خالد منير بمصرع أحد الأشخاص أثناء حفره بئر مياه بدائرة قسم شرطة منشأة القناطر.

تحريات العقيد هاني الفقي، مفتش مباحث شمال أكتوبر، توصلت إلى عدم صحة البلاغ، وأن أحد الأشخاص استعان بمجموعة من العمال للتنقيب عن الآثار، وأثناء الحفر انهارت على أحدهم كمية من الرمال، مما أدى إلى مصرعه في الحال.

وأشارت جهود الرائد تامر صالح، رئيس مباحث منشأة القناطر، إلى أن المتوفى شاب يبلغ من العمر 23 عاما، مقيم بمحافظة الفيوم، وأن زملاءه حاولوا انتشال جثته طوال 3 ساعات قبل إبلاغ الشرطة، إلا أن جهودهم باءت بالفشل، فقرروا الاستعانة برجال الحماية المدنية.

بينما تشير الساعة إلى الخامسة مساء، وصل اللواء أسامة شعبان، مدير رجال الحماية المدنية بالجيزة، على رأس قوة تضم ضابطين و24 رجل إنقاذ بري لانتشال الجثة من خلال الاستعانة بمعدات المجلس.

طوال 7 ساعات، حاول رجال الإنقاذ البري بقيادة اللواء هاني سعيد، نائب مدير الحماية المدنية بالجيزة، انتشال الجثة من داخل حفرة على عمق 14 مترًا، لكن طبيعة التربة الرملية كانت تمثل أكبر عائق، لينتهي العمل مع منتصف الليل وسط حراسة أمنية مشددة.

مع بزوغ فجر يوم جديد، استكمل رجال الإنقاذ أعمال الحفر ورفع كميات من الرمال بطريقة هندسية وسط توجيهات اللواء أسامة شعبان "لازم الجثة تطلع سليمة.. دي حُرمة ميت"، لتُكلل الجهود بالنجاح بانتشال جثة الشاب عقب مرور 10 ساعات، وتم إيداعها المشرحة.