لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصراوي في العزبة البحرية.. سر وفاة طفل مجردا من ملابسه – (صور)

03:16 م الإثنين 08 مايو 2017

كتب- سامح غيث:

كأي طفل في سنه، يلعب كيرلس أيمن، التلميذ بالصف الأول الإعدادي، في غرفتهم، مستخدمًا حبل غسيل يربطه في سلم خشبي "مزدوج"، لكن هذه المرة تغيّر السيناريو، وكانت آخر مرة يلهو فيها، بعدما التف الحبل حول رقبته ليلقى مصرعه في الحال.

صباح يوم الجمعة الماضي، خرج أيمن وزوجته لعملهما، وخرجت طفلتهما كارولين للكنيسة، وظل كيرلس في المنزل، بعدما حاول استعطاف والدته ليذهب للكنيسة بدلا من المذاكرة، لكن الأم رفضت ناصحة إياه بالمذاكرة استعدادا للامتحانات، دقائق قليلات وسمع الجيران استغاثات الطفل "الحقوني"، كسروا الباب الشقة ليجدوا جثته معلقة في حبل موصول بمروحة حجرته.

مصراوي يستقصي

"مصراوي" ذهب لتقاطع شارع 1 مع 17 بالعزبة البحرية في حلوان، حيث مسكن أسرة الطفل، للوقوف على تفاصيل الواقعة والاستماع لروايات الجيران، الآن نحن أمام منزل متواضع مكوّن من ٥ طوابق، يجلس والد الطفل برفقة عدد من أقاربه وأصدقائه يتلقون العزاء، في البداية رفض الحديث معنا واكتفى بقول "حسبي الله ونعم الوكيل في كل اللي كتب كلمة غلط عن ابني" قبل أن يُكمل حديثه مع "مصراوي": صباح الجمعة الماضي توجهت وزوجتي للعمل، بينما ذهبت طفلتنا كارولين للكنيسة، وتركنا "كيرلس" بمفرده في المنزل حتى يذاكر في هدوء استعداد للامتحانات.

"استحمى واقعد ذاكر".. آخر كلمات قالتها أماني والدة الطفل له، يضيف الأب بحزن، توسل ابني كي تسمح له والدته بالذهاب للكنيسة يومها لكنها رفضت ونصحته بالتركيز في مراجعة المناهج الدراسية، كأي أم تود أن ترى ابنها متفوقا في دراسته حاصلا على أعلى الدرجات.
صمت الأب قليلا، الدموع تملأ عينيه، احتبس صوته قبل أن يُكمل "فوجئت باتصال من مراتي بتبلغني إن الجيران سمعوا كيرلس بيصرخ" لتفاجئني بعدها بالوفاة، وتابع نافيا انتحار نجله "ابني طفل وجوّاه طاقة بيفرغها في اللعب، كان متعوّد يلعب بالحبال، ولكن المرة دي كانت الأخيرة، الحبل اتلف حوالين رقبته.. ومات".

كيرلس لم ينتحر

"الكلام زي الرصاص" جملة رد بها الأب عن سؤال حول إمكانية وجود سبب آخر لوفاة ابنه غير اللعب، ليشرح "كيرلس أغلق الباب من الداخل قبل أن يخلع ملابسه للاستحمام كما طلبت منه والدته، وأثناء محاولته اللعب "مرجيحة" في مروحة غرفته التف الحبل حول رقبته وتوفى، لذلك وجده الجيران معلقا في الحبل ومجردا من الملابس.

وأثناء حديثه قاطعته طفلته "كارولين" هامسة في أذنيه، فرد عليها "اطلعي يا بنتي متخافيش"، وتابع "الأخبار المغلوطة اللي اتنشرت في بعض المواقع بتقول إن ابني انتحر، أثرت علينا جميعا، ووصل الأمر إلى أن ابنتي تخشى دخول المنزل.
"13 سنة بيقول يا بابا و يا ماما وفجأة متلاقيهوش" يقولها الأب بصعوبة، ويوضّح أتذكر حينما كنت أذهب معه للدروس وانتظره بالخارج حتى أعود به للمنزل، كأنه أمامي الآن، لكن "لا اعتراض على قضاء الله".
الجيران

يوضح أشرف تمام، أحد الجيران، أن "الحقوني" كانت آخر كلمة قالها الطفل محاولا الاستنجاد بنا، في الساعة العاشرة صباح يوم الواقعة، طرقنا الباب ولم يرد أحد، فسارعت إحدى السيدات بالاتصال بوالدته التي طالبتنا بالانتظار حتى تعود شقيقة الطفل من الكنيسة، بعد دقائق حضرت شقيقته، وأخذت منها المفتاح ولكن الباب كان مغلقا من الداخل.

وتابع تمام "طرقت الباب بشدة ولكن أحدا لم يرد، فاستشعرت أن الأمر غير طبيعي، وبكسر باب الشقة وجدت الحبل ملتفا حول رقبته، ومعلقا في مروحة غرفته، موضحا أن الحبل لم يكن مربوطا لكنه ملتف نتيجة دوران المروحة، نافيا انتحار الطفل.

"الكنيسة مبتصليش على منتحر.. بتعتبره كافر" يوضح تمام أن أكبر دليل على أن الطفل توفى أثناء اللعب ولم ينتحر أنه تمت صلاة الجنازة عليه داخل كنيسة الملاك ميخائيل، مضيفا أنه عقب ذلك تم زفاف الطفل من داخل الكنيسة في حضور مدير مدرسته وأساتذته وجميع زملائه.
طفل حَسِن الخلق

"الولد متربي تربية محترمة" يعلنها سمير خيرى، أحد أقارب الطفل، مضيفا أن كان يتمتع بذكاء شديد ومحبة بين الجيران، وأكبر دليل على ذلك هو الحزن الشديد الذي سيطر على زملائه وأساتذته أثناء تشييع جثمانه، إضافة إلى أنه كان "شماس" أي خادم في الكنيسة.

وأشاد القمص ميخائيل جرجس، راعي كنيسة الملاك ميخائيل بحلوان، بحسن خلق الطفل وخفة ظله ومحبته من الجميع، وشكر القمص ميخائيل، الشرطة والنيابة العامة على سلامة ودقة التحقيق.

بدأت الواقعة بتلقي العميد أشرف عبد العزيز، مأمور قسم شرطة حلوان، بلاغًا يفيد العثور على جثة "كيرلس.أ"، طالب بالصف الأول الإعدادي مشنوقًا بحبل معلق في مروحة بمنزله بالعزبة البحرية دائرة القسم.

وتبيّن أن المجني عليه توفى نتيجة التفاف الحبل حول رقبته ولا توجد شبهه جنائية، وتم تحرير محضر بالواقعة، ثم صرّحت النيابة العامة بدفن الجثة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان