هل تعاملت "الداخلية" بجدية مع تحذيرات السفارتين الأمريكية والألمانية قبل حادث المنيا؟

كتب - محمد الصاوي:

لم يكن هذا التحذير الأول، إذ أصدرت السفارة الأمريكية بالقاهرة تحذيرًا أمنيًا لرعاياها، أول من أمس الأربعاء، باتخاذ الحيطة تحسبًا لأعمال إرهابية متوقعة على أرض مصر.

البيان الذي أصدرته السفارة الأمريكية لم يكن الوحيد، فقد أصدرت السفارة الألمانية بعده بيانًا حذرت فيه أيضًا رعاياها من أعمال إرهابية محتملة، وهو ما يطرح السؤال: هل تتعامل وزارة الداخلية مع هذه البيانات بجدية لمعرفة ماهية المعلومات لدى هذه السفارات بشأن التهديدات الإرهابية المحتملة، وهل وزارة الداخلية تعلم أصلاً هذه التحذيرات مُسبقًا؟.

في نفس اليوم الذي نشرت فيه السفارة الأمريكية تحذيرها، نشرت حركة "حسم" مقطع فيديو يكشف عن تبنيها الهجوم الإرهابي على كمين المقطم، ليأتي رد وزارة الداخلية سريعًا على فيديو "حسم": "ضبطنا أحد منفذي الهجوم على كمين المقطم قبل نحو شهر، ونلاحق 8 آخرين بينهم 3 تم تحديد هوياتهم"، إلا أن الوزارة لم تصدر بيانًا بشأن تحذيرات السفارة الأمريكية.

وتشمل تحذيرات السفارة الامريكية لرعاياها نقاط تُعد أبرزها تجنب مناطق التجمعات والمصالح الحكومية، والطرق غير المؤمنة، وتجنب السفر إلى الصحراء الغربية وشبه جزيرة سيناء باستثناء مدينة شرم الشيخ إلا عن طريق الجو.

ويؤكد السفير عادل العدوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الأعراف الدبلوماسية تؤكد على ضرورة إبلاغ الدولة التي تقع بها السفارة بالمعلومات التي تحصلت عليها الأخيرة، مضيفًا -في تصريحات لمصراوي- أنه لا يجوز للسفارة أن تحجب مثل هذه المعلومات، وأنه لابد من التنسيق مع وزارة الخارجية والتي بدورها تبلغ وزارة الداخلية لدراسة المعلومات واتخاذ التدابير اللازمة.

ويقول السفير نبيل بدر -مساعد وزير الخارجية الأسبق- إنه من الوارد أن السفارة الأمريكية لم تُبلغ أجهزة الأمن المصرية بوجود أعمال إرهابية محتملة ولم تمدها بمعلومات.

وأضاف "بدر" في تصريحات لمصراوي -اليوم الجمعة- أن السفارة قد ترى أنها معنية بتأمين مواطنيها في الدرجة الأولى فقط، وبالتالي تحذيرهم من الأعمال الإرهابية المتوقعة، والتأكيد عليهم باتباع ممارسات الأمن السليمة والالتزام بالمبادئ التوجيهية الأمنية، قائلاً: "لا أستطيع الجزم أن السفارة الأمريكية قد نسقت مع الدولة واكتفت بتحذير رعاياها.. أو حجبت معلومات عن المسؤولين المصريين".

وتابع بأنه بالنسبة إلى الفيديو الذي نشرته حركة "حسم" قد لا يكون السبب الرئيسي وراء التحذيرات التي أطلقتها السفارة الأمريكية لمواطنيها، مشيرًا إلى أنها قد تكون حصلت على معلومات تفيد بوقوع أعمال إرهابية من مصادرها الخاصة الداخلية سواء أو الخارجية، ولم تقم بالتنسيق مع أجهزة الدولة المصرية بل وقد تكون قد حجبت هذi المعلومات ولم تبلغ وزارة الداخلية المصرية.

فيما أكد مصدر بوزارة الداخلية، فضل عدم ذكر اسمه فى تصريحات لمصراوي، أنه لا توجد ثمة تهديدات معينة أبلغت بها السفارة الأمريكية أجهزة الأمن، حيث أنه كثيرًا ما تكرر تحذيرات السفارة لرعاياها ولم يحدث شيء يُذكر.

كما قال اللواء محمد نور، مساعد وزير الداخلية الأسبق لمنطقة جنوب الصعيد، إنه قليلاً ما تُقدم السفارات الأجنبية معلومات لوزارة الداخلية حول التهديدات التي وردت إليها بخصوص الدولة بشكل عام.

وأضاف "نور"، في تصريحات لمصراوي، أن العديد من السفارات تصدر تحذيرات دون وجود تهديد حقيقي، وأيضًا لا تقدم الدلائل التي أطلقت التحذيرات بموجبها، مشيرًا إلى أن الداخلية تتعامل مع أي تهديدات بجدية وحذر.