لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"سيلفي الطبيب" و"فيسبوك".. قصة إنقاذ رضيع من مصير مجهول (صور)

09:49 م الأحد 17 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب– فتحي سليمان:

لا يزال الطوق الطبي حول معصمه الصغير، يفتح عينيه الصغيرتين فيجد نفسه في أحضان ضابط شرطة، وبدلاً من "الحبو" بين يدي والديه، تبدأ أولى مراحل الوليد ما بين محضر في قسم شرطة، وتحقيقات أمام النيابة العامة ومنشورات على "فيسبوك"، لمأساته التي صُنعت بيدي أبويه.

بدأت الحكاية بعلاقة عاطفية بين "آية" (16 سنة) و"عبدالرحمن" (20 سنة)، تطورت إلى ارتباطهما بالزواج عرفياً، فحملت الفتاة وحينما جاء موعد وضع الطفل، توجهت إلى مستشفى سيد جلال في باب الشعرية، دون اصطحاب أي من ذويها، وبعد وضع الطفل اتفقت مع والده على التخلص منه.

لم يقف القدر عاجزاً أمام خطة إهمال وإضاعة الصغير، وأوحى للطبيب الذي أجرى عملية الولادة أن يلتقط صورة "سيلفي" برفقة الصغير قبل تسليمه لوالدته، أرسلها لزوجته فرحاً بنجاح العملية، في الوقت الذي يأخذ والد الطفل الرضيع من والدته ويهرب به من المستشفى، وفي طريقه يصطحب شقيقته التي أكد لها أنه عثر عليه أمام مول شهير بمنطقة القاهرة الجديدة، فتشير إليه بضرورة إبلاغ الشرطة، وقبل ذلك تلتقط صورة للطفل لتضعها على "فيسبوك"؛ بحثاً عن أسرته دونما تعلم أنه هو والده.

بضع ساعات وانتشر المنشور على "فيسبوك"، وحدثت المفاجأة، ووصل منشور العثور على الطفل إلى زوجة الطبيب، وتعرفت على الطفل، ولحسن حظ الطفل، تطابق كل شيء مع الصورة المتداولة من ملابس ومن اسم الأم والرقم التسلسلي.

وبالتزامن مع التفاعل الاجتماعي مع منشور زوجة الطبيب، وشقيقة والد الطفل، كانت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة التجمع الخامس، تُجري تحرياتها حول بلاغ "عبدالرحمن س."، والذي أفاد فيه بالعثور على الطفل أثناء دخوله مول "كايرو فيستيفال"، بالتجمع الخامس، قائلاً إنه شاهد سيارة لم يتمكن من التقاط أرقامها ألقى سائقها طفلاً "حديث الولادة" أمام باب المول، وفر هارباً.

أودعت الأجهزة الأمنية الطفل داخل مستشفى القاهرة الجديدة، وتولى فريقان من المباحث، والمساعدات الفنية بقسم شرطة التجمع الخامس، عملية البحث والتحري عن الطفل، وبعد 6 ساعات، تم التوصل إلى منشور زوجة الطبيب، فذهب فريق من رجال المباحث يقوده الرائد محمد ملش، معاون مباحث قسم شرطة التجمع الخامس، إلى المستشفى لسؤال الطبيب محمد على نافذ الشوربجي، الذي أكد حقيقة الموضوع ودل على معلومات الفتاة التي وضعت الطفل وتدعى "أية ع.".

تعرف الطبيب على الطفل ووالدته ودلّ الشرطة على عنوان الفتاة، وضبطتها قوات الشرطة، وأمام رجال المباحث، اعترفت بزواجها عرفياً من صاحب البلاغ "عبد الرحمن س."، وأنها حملت منه وأنجبت الطفل الذي عُثر عليه واتفقا على التخلص منه، واختلق الأخير واقعة عثوره على الطفل خشية افتضاح أمرهما.

ألقى رجال المباحث القبض على والد الطفل، وأمام اللواء محمد منصور مدير المباحث، قال إنه ذهب بالطفل إلى شقيقته لاعتقاده أنها تشفق عليه وتحتفظ به لكنها أجبرته على إبلاغ الشرطة، نافيًا علمها بحقيقة الواقعة.

تواصل مصراوي مع الطبيب الذي أجرى عملية الولادة، والذي قال: "أخدت صورة مع المولود وبعتها لزوجتي واتفاجأت بعد كام ساعة إن زوجتي شافت منشور على فيسبوك فيه نفس الصورة لطفل تائه فأبلغتني بذلك".

أضاف الطبيب أن زوجته نشرت هي الأخرى صورتي مع المولود، وتواصلت مع إدارة المستشفى، وأفادت أن والدته ادعت اختطافه، وفوجئت بعد 6 ساعات بالشرطة تأتي إلى المستشفى لتسألني عن الواقعة، فأخبرتهم بما حدث.

وأوضح الطبيب أنه لا يعلم بتفاصيل العلاقة بين والدي الطفل، لأن مهمته تنتهي عند إجراء عملية الولادة، ووالدة الطفل حضرت لإجراء عملية الولادة بمفردها، رغم صغر سنها، ولم تُحضر أي تجهيزات أو ملابس للطفل، والملابس التي كان يرتديها تبرع بها بعض أهالي المرضى بالمستشفى.

وأشار الطبيب إلى أن حظ الطفل جيد لأن الواقعة لم تستغرق أكثر من 24 ساعة، كما أنه لم يعتد التقاط الصور مع المواليد إلا نادراً، كما أنه أرسل الصور إلى زوجته، التي كانت تتصفح "فيسبوك".

أمر اللواء خالد عبدالعال، مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، بتحرير محضر بالواقعة، وأمرت نيابة القاهرة الجديدة بحبس الأب على ذمة التحقيقات، وإخلاء سبيل الأم على ذمة التحقيقات.

فيديو قد يعجبك: