"جامع أشلاء الجثث" يروي لمصراوي تفاصيل انفجار الكاتدرائية: "رأيت ما لا يوصف"

كتب- أحمد أبو النجا:

تصوير - نادر نبيل:

الأصوات العالية والعويل يعم المكان.. في لمح البصر تحول كل شئ إلى دمار.. تقطعت الأشجار.. وتهاوت جدران الكنيسة.. والدماء تلون الأرض والأشلاء في كل مكان داخل قاعة الصلاة بالكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية بالعباسية.

إنها العاشرة صباحًا.. وقع الانفجار وحطم محتويات القاعة بالكامل، وخلف 24 قتيلا وعشرات المصابين.

وقف "عاطف عبده" الذي يعمل سائقًا بالكاتدرائية، في حالة ذهول شاخصًا ببصره نحو غرفة المصلين التي أغرقتها الدماء، وطالت الجدران والصور والصليب، حتى المكان الخاص بالدعاء ووضع الشموع.

هرول السائق إلى مكان الحادث في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه: "مش هستنى الإسعاف لما تيجي" - قالها متأثرًا.. "الدماء تسطير على المشهد داخل الكنيسة.. أشلاء كثيفة لا يعرف إن كانت لأطفال أم لغيرهم".

آثار الحادث طالت جدان المبنى والصليب المقدس، موقف موجع، أصوات عالية غاضبة داخل الكنيسة، الكل يلملم ما تبقى من أشلاء الضحايا الموجودة.

سائق الكنيسة: جمعت أشلاء 10 جثث وهدومنا بقت كلها دم ونجري نحطها في أي كيس أو كرتونة

يروي عاطف عبده سائق بالكنيسة، لمصراوي، تفاصيل الحادث قائلًا:"جمعت بإيدي أكثر من 10 جثث إلى خارج الكنيسة أمام الباب في انتظار سيارات الإسعاف .. كنا بنشيل اللي نلاقيه ميفرقش معانا رِجل ولا إيد وهدومنا بقت كلها دم، ونجري نحطها في أي حاجة قماش ولا كيس أو كرتونة".

وأضاف "عبده" في حالة حزن شديدة وملابسه ملطخة بالدماء: "رأيت ما لا يوصف، دماء هنا وهناك وصرخات كبيرة، لا أدري ماذا أفعل من هول الموقف الذي رأيته؟".

بدأ الأهالي في التوافد إلى الكنسية في حالة هلع للسؤال عن ذويهم: "قولتلهم ساعودنا الأول في نقل المصابين، ما أنا مش عارف أقولهم إليه".. وأوضح عبده أن رجال الكنيسة قاموا بمساعدة المصابيين، للوصول إلى سيارات الإسعاف وطمأنة الأهالي على ذويهم.

وصلت القيادات الأمنية التي فرضت كردونا أمنيا حول الكنيسة، وأخرجوه من موقع الحادث انتظاراً لوصول فريق البحث الجائي ومعاينة النيابة العامة، فجلس على "المصطبة" أمام الكنيسة شارداً يهمهم بصوت خافت "ربنا معانا".