بعدما سرقوا "كليته".. طفل للنيابة: "المتهم أوهمني بدفع 15 ألف جنيه"

كتب – محمود السعيد:

دورية أمنية تمشط منطقة عين شمس، وتعثر على طفل يبلغ من العمل 14 عاما، يبدو عليه التعب والإجهاد من المشي، وتقوم القوة باستيقافه وسؤاله على ماهيته، فيكشف لهم عن أكبر عصابة للإتجار بأعضاء البشر.

واعترف الطفل للقوة الأمنية بقيامه ببيع كليته لشابين وسيدة بمنطقة عين شمس مقابل 15 ألف جنيه، لكنهم خدعوه ولم يعطوه الأموال، وداهمت حملة أمنية شقة المتهمين، وتمكنت من القبض على أحدهم الذي أقنعه ببيع "كليته" و16 آخرين من ضحاياهم داخل الشقة، وتم إحالتهم للنيابة للتحقيق.

وقال الطفل أمام المستشار محمد الجرف وكيل نيابة حوادث شرق القاهرة، إنه ترك منزل عائلته منذ شهر بسبب مشاكل أسرية، وظل يتجول في الشوارع حتى جلس على مقهى بعين شمس، وتعّرف عليه شابين وبعدما حكى لهم قصته، عرضا عليه توفير مسكن للمبيت به.

وعند وصوله للمنزل، وجد 15 طفلا تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 20 عاما، لكنه كان متعبا ولم يفكر كثيرًا حتى نام - على حد قوله.

وفي اليوم التالي، وصل الشابان واصطحباه لمقابلة سيدة بشقة راقية، وأخبرته أنه متعب ويحتاج لرعاية طبية، وأنها ستعرضه على طبيب وستدفع له مقابل مادي مجزي، ووافق على عرضها، لكنها أخبرته بضرورة إجراء عملية جراحية بسيطة وستدفع له 500 جنيه، فرفض.

وحاول الطفل مغادرة عيادة الطبيب، لكنها رفعت المقابل المادي لـ 15 ألف جنيه، ووجد العرض مغريًا فوافق، وتم إجراء العملية بعيادة خاصة، وبعدما استفاق وجد نفسه في ذات الشقة ولم ير الشابان أو السيدة مرة أخرى.

وبعد مرور عدة أيام داخل الشقة، نزل إلى شوارع المنطقة للتجول بها حتى أنهكه التعب وعثرت عليه القوة الأمنية من ضباط قسم شرطة عين شمس.

واعترف المتهم الأول في التحقيقات، برئاسة المستشار إسلام الجوهري، باستقطابه للأطفال والشباب داخل الشقة، وإقناعهم ببيع "كليتهم" مقابل الحصول على 15 ألف جنيه، ويتم تحرير إيصالات مزورة لإيهامهم بضمان حقوقهم.

وقررت النيابة، بإشراف المحامي العام الأول، المستشار إبراهيم صالح، بحجز المتهم الأول لحين ورود التحريات، وأمرت بضبط وإحضار المتهمين الآخرين، وتحفظت على 16 شابًا لحين الاستماع لأقوالهم في القضية، باعتبارهم ضحايا في الواقعة حتى الآن.