إعلان

سقوط "الأصابع الخمس".. ما أهمية ممر نتساريم لإسرائيل؟

02:15 م الأحد 09 فبراير 2025

جيش الاحتلال الإسرائيلي

وكالات

انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي بالكامل من ممر نتساريم وسط قطاع غزة، صباح اليوم الأحد، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس والذي قضى بانسحاب تل أبيب من الممر في اليوم الـ22 من المرحلة الأولى مع عودة سكان القطاع إلى منازلهم.

ووفقًا للاتفاق، فالاحتلال الإسرائيلي مُلزم بتفكيك المواقع والمنشآت العسكرية من شمال قطاع غزة بشكل كامل لكنه سيحتفظ فقط بوجود في منطقة عازلة تصل إلى حوالي كيلومتر واحد داخل غزة.

كما ينص الاتفاق على أن تنسحب القوات الإسرائيلية من ممر فيلادلفيا، الشريط الحدودي بين مصر وغزة، في اليوم الـ50 من وقف إطلاق النار، وذلك في حال قبول حكومة الاحتلال بتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق.

صورة 1

وتعليقًا على الانسحاب، قالت حركة حماس إن الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم هو استكمال لفشل أهداف حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني.

وأضافت الحركة في بيان اليوم الأحد، أن عودة النازحين واستمرار تبادل الأسرى والانسحاب من نتساريم دحضت كذبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتحقيق النصر الكامل.

ولفتت إلى أن محاولات الاحتلال بسط سيطرته على قطاع غزة وتقسيمه باءت بالفشل أمام بسالة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، مشددة على أن غزة ستبقى أرضًا محررة بسواعد أهلها ومجاهديها ومحرمة على الغزاة المحتلين وأي قوة خارجية، وفق قولها.

ما أهمية ممر نتساريم لإسرائيل؟

صورة 2

يرتبط اسم الممر بمستوطنة نتساريم الإسرائيلية السابقة التي كانت قائمة على الطريق الساحلي بغزة، وشكلت المستوطنة "الإصبع الثاني" ضمن خطة "الأصابع الخمسة" التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون، بهدف تقسيم قطاع غزة إلى أجزاء تخضع جميعها للسيطرة الأمنية الإسرائيلية.

وتم تنفيذ الخطة جزئيًا لكنها لم تكتمل بسبب انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005، وسيطرة حركة حماس عليه عام 2007.

وأجبرت إسرائيل في ضوء حرب الإبادة التي شنتها على قطاع غزة في أكتوبر 2023، سكان شمال غزة على النزوح جنوبًا عبر ممر نتساريم في محاولة منها لتقسيم القطاع إلى منطقتين، وإنشاء منطقة عازلة تمنع تكرار هجمات محتملة.

ويتمتع ممر نتساريم بأهمية استراتيجية تكمن في موقعه الجغرافي، إذ يتوسط قطاع غزة ويربط بين الشمال والجنوب، ويمتد على طول حوالي 6.5 كم جنوب مدينة غزة من الحدود الإسرائيلية إلى البحر المتوسط.

وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية لصحيفة "هآرتس" العبرية، إن ممر نتساريم يتيح لجيش الاحتلال مراقبة تحركات الفلسطينيين داخل القطاع، وتم منعهم من العبور إلى الممر بعدما أُقيمت عليه قواعد عسكرية للتحكم في التنقل بين شمال غزة وجنوبها، فضلًا عن كونه نقطة انطلاق رئيسية للعمليات البرية في القطاع.

وخضع ممر نتساريم لسيطرة لواءين من قوات الاحتياط الإسرائيلية، هما: لواء هرئيل المدرع المسؤول عن القسم الجنوبي والطريق بأكمله، ولواء المظليين 551 المكلف بالقسم الشمالي.

صورة 3ط

ومنذ بداية الحرب، توسعت إسرائيل في الممر، إذ أقامت فيه أكثر من 12 موقعًا عسكريًا صغيرًا و4 قواعد عمليات متقدمة.

كما توسعت المنطقة المحيطة بنتساريم تدريجيًا من نطاق ضيق لا يتجاوز بضعة أمتار إلى مساحة واسعة تبلغ 47 كم، أي ما يعادل 13% من مساحة قطاع غزة، حسب تقرير سابق لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وجهزت إسرائيل المنطقة التي توسعت فيها ببنية تحتية متكاملة، تشمل خطوط المياه والكهرباء الممتدة من إسرائيل إلى القواعد العسكرية، فضلًا عن إنشاء مرافق خدمية للجنود تضم أنظمة تكييف وإمدادات للمياه الساخنة، كما تم نصب أبراج للاتصالات الخلوية لضمان التواصل المستمر.

ورغم شمولية هذه المنشآت، إلا أنه تم تصميمها بحيث يمكن إزالتها بسرعة عند الحاجة، حسب"تايمز أوف إسرائيل".

وقام جيش الاحتلال، اليوم الأحد، بإخلاء كامل للمباني المتنقلة والبنية التحتية والمعدات العسكرية، كجزء من إتمام المرحلة الحالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ 19 يناير الماضي.

وفي الأسبوع الماضي، كانت القوات الإسرائيلية انسحبت من مواقعها في الجزء الشمالي من ممر نتساريم، وسمحت للنازحين من سكان غزة بالعودة إلى شمال القطاع سيرًا على الأقدام عبر الطريق الساحلي، وبالسيارات عبر طريق صلاح الدين، لكنها احتفظت ببعض المواقع على الجانب الشرقي من طريق صلاح الدين، أقرب إلى الحدود مع إسرائيل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان