إعلان

أول امرأة تنضم لصفوف القسام.. من هي أحلام التميمي التي تطالب إدارة ترامب بتسلمها؟

03:46 م الثلاثاء 04 فبراير 2025

أحلام التميمي

كتبت- سلمى سمير:

بعد حرية نالتها الأسيرة الفلسطينية أحلام تميمي، بعد سنوات من الأسر قضتها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تواجه "عميدة الأسيرات الفلسطينيات" مخاطر التسليم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مع مطالبة إدارة الرئيس، دونالد ترامب، بتسليم تميمي إليها بعد توجيه ادعاءات "الإرهاب" لتبرير ذلك إلى عمان.

حلم ترحيل أحلام من الأردن -حيث توجهت بعد الإفراج عنها من السجون الإسرائيلية عام 2011 بموجب اتفاق- ليس بجديد خاصة لدى إدارة دونالد ترامب الذي سعى سابقًا في ولايته الأولى عام 2017 إلى ترحيل أحلام من الأردن، وهو ما لم يتحقق حينها، ومع ذلك لا يزال مصير أول عضو نسائي في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام ضبابيًا مع صدور تقارير تفيد بسعي عمان لتسليمها.

صورة 1_2الأردن ينفي

في تصريحات له، نفى رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، التقارير المتحدثة، عن طلب السلطات الأردنية من الأسيرة الأردنية المحررة أحلام التميمي مغادرة البلاد، واصفًا الأنباء المتحدثة عن هذه المسألة بـ "غير الدقيقة"، مع عدم إصدار السلطات الأردنية أي قرار بهذا الشأن.

وجاء هذا النفي بعد تقارير إعلامية تحدثت عن طلب السلطات الأردنية من التميمي مغادرة المملكة، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة "عمون" نقلًا عن مصدر مطلع، قال لها إن الأردن طلب من التميمي، التي أدينت في إسرائيل بالتورط في عملية تفجيرية في عام 2001، مغادرة البلاد.

وأوضح المصدر، الذي لم تذكر "عمون" اسمه، أن السلطات الأردنية تواصلت مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تنتمي إليها التميمي، وأبلغتها بضرورة مغادرة التميمي للمملكة.

من جانبه، كشف مصدر آخر لموقع "مدار الساعة" الأردني أن التميمي، التي تعمل في مركز دراسات في عمان، لم تصل إلى مكتبها في اليوم الذي تم تداول الأخبار فيه.

صورة 1_2من هي أحلام التميمي؟

أحلام عارف التميمي من مواليد مدينة الزرقاء الأردنية، حيث ولدت في 20 أكتوبر 1980، بعائلة فلسطينية تقيم بالأردن ترجع أصولها إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.

رغم هويتها الفلسطينية إلا أن أحلام وغالبية أفراد عائلتها يحملون جواز السفر الأردني وليس الفلسطيني، ومع ذلك سافرت رفقة عائلتها في تسعينيات القرن الماضي من الأردن لتقيم بقرية النبي صالح برام الله حيث جذورهم، بعد الحصول على تصاريح خاصة لإقامتهم.

بعد الوصول إلى محل نشأة العائلة التحقت أحلام التميمي، بجامعة "بيرزيت" في فلسطين حيث درست الإعلام والعلوم السياسية، وفيها تخرجت لتعمل بمهنة الصحافة بمجلة "ميلاد" التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية.

بعد بدايتها بمجلة "ميلاد" عملت التميمي في مجال التقديم الإذاعي، حيث قدمت برنامج يحمل اسم "حصاد الأسبوع"، تناولت فيه أهم الأحداث على الساحة السياسية في فلسطين والعالم استضافت فيه أيضًا بعض الشخصيات والمحللين لمناقشة تلك الأحداث.

صورة 2_3

ومع ذلك، لم يحل ذلك دون رغبة التميمي في الانضمام بصفوف المقاومة الفلسطينية، لتصبح أول امرأة تلتحق بصفوف الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب القسام، وتبدأ منها رحلة لم تنته تطوراتها حتى الآن.

في عام 2001، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أحلام التميمي، بعد مشاركتها في عملية مطعم "سبارو" التي أسفرت عن مقتل 15 إسرائيليًا بينهم حاملين للجنسية الأمريكية، حيث قادت التميمي العملية وكانت في السيارة التي أوصلت "عز الدين المصري" إلى موقع تنفيذ الهجوم.

بعد أقل من شهر وتحديدًا في الأول من سبتمبر 2001، داهمت قوات الأمن الإسرائيلية منزل عائلة التميمي، في قرية النبي صالح للقبض عليها، والذي صادف يوم عزاء والدتها التي توفيت في ذات اليوم.

بعد القبض عليها، واجهت التميمي، حكمًا بالسجن المؤبد تم إصداره 16 مرة بحقها من قبل المحاكم الإسرائيلية، وذلك فترة من التحقيقات والسجن الانفرادي داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.

بعد 10 سنوات، وضمن صفقة "وفاء الأحرار" التي نفذت بين حركة حماس وإسرائيل لمبادلة الأسرى الفلسطينيين بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، خرجت أحلام التميمي من المعتقل لتسلمها تل أبيب إلى الأردن مباشرة في 18 أكتوبر 2011، وهي الصفقة التي لمت شملها بـ "نزار المحكوم" زوجها، المعتقل منذ 1993.

عام 2017 طالبت واشنطن، في طلب مقدم من قبل وزارة العدل الأميركية للأردن، بتسليم التميمي، عقب وضع مكتب التحقيقات الفيدرالي للتميمي في إدارة ترامب على لوائح "الإرهاب" بسبب تورطها في هجوم مطعم "سبارو" الذي قتل فيه إسرائيليان يحملان الجنسية الأمريكية.

قصة حب أحلام

رغم المعتقلات والعمليات التفجيرية المستهدفة للإسرائيليين، تضمنت حكاية أحلام التميمي جانبًا آخر كان بمثابة دافع لها في طريقها للعمل بالمقاومة، ألا وهو قصة حب ربطتها بابن عمها نزار المحكوم والمعتقل في السجون الإسرائيلية منذ عام 1993.

عندما اعتقل المحكوم في التسعينيات كانت أحلام لا تزال طالبة في ذلك الوقت ولا تعرف عن ابن عمها إلا صورته، إلا أن الوضع تغير بعد وصولها إلى فلسطين للدراسة تحديدًا عام 1998، حيث أخذت قرارها بزيارة زوجها المستقبلي في سجن أشكلون في لقاء هو الأول بينهم وكان الكافي لإشعال شرارة الحب بين أبناء العمومة، بحسب تصريحات سابقة لنزار لصحيفة "فرانس 24".

صورة 5_4بعد زيارة أحلام لنزار في زيارة كانت الأولى له منذ اعتقاله بتهمة اختطاف إسرائيلي في مستوطنة بيت إي بأطراف رام الله، استمر أبناء العم في كتابة الرسائل إلى بعضهم البعض طوال ثلاثة سنوات دون انقطاع قربتهم إلى بعضهم البعض، مع اختلاف بالانتماء السياسي يضمه لحركة فتح وهي لحماس. بعد 3 سنوات، تحديدًا عام 2001، علم نزار المحكوم عليه بالسجن المؤبد، بنبأ إلقاء القبض على ابنة عمه، والحكم عليه بالمؤبد هي الأخرى بعد اعترافها بمشاركتها في عملية تفجير المطعم الإسرائيلي بالقدس، ورأى وجهها على التلفاز أثناء القبض عليها، ليتم إيداعها لاحقا في سجن شارون شمالي إسرائيل.

صورة  4_1قضاء حكم السجن المؤبد في سجون الاحتلال لم يمنع رغبة أحلام ونزار في الوصال والزواج من بعضهم البعض، ليتم زواج الأسيرين عام 2005 لكن من وراء القضبان وكل في زنزاته، وبعد توكيل نزار لوالده وأحلام لأخاها لإتمام عقد الزواج الذي لم يجتمع الشتيتين بموجبه إلا مرة واحدة ومن وراء الحواجز، في مارس عام 2010 بمزاعم أن لقائهم في تهديد للأمن القومي.

جاء صفقة "وفاء الأحرار" أكتوبر 2010 كالفرج بالنسبة للزوجين، حيث علم نزار أنه زوجته من ضمن الأسرى البالغ عددهم 1027 شخصًا المقرر مبادلتهم بالأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز لدى حركة حماس، ومع ذلك اضطر نزار للعودة لرام الله بينما سلمت أحلام للأردن، ليبقى اجتماعها بزوجها متوقف على إصدار التراخيص الأمنية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان