4 شخصيات فلسطينية "ثقيلة" تُطالب حماس بالإفراج عنها.. من هم؟
بي بي سي
مع موافقة الحكومة الإسرائيلية على تطبيق وقف إطلاق النار في غزة، والبدء بإطلاق الأسرى الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، على عدة مراحل اعتبارًا من الأحد 19 يناير، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن سجناء وصفتهم بأنهم "شخصيات ثقيلة" تطالب حماس بالإفراج عنهم في المرحلتين الثانية والثالثة.
وقالت قناة كان الإسرائيلية، إن من الشخصيات الثقيلة التي لن يُفرج عنهم في المرحلة الأولى بينما تصر حماس بأنها ستنجح في الإفراج عنهم خلال المرحلتين الثانية والثالثة، هم؛ عباس السيد و إبراهيم حامد و عبد الله البرغوثي و حسن سلامة.
وجرى ترحيل التفاوض بشأن هؤلاء السجناء إلى المرحلة الثانية، حيث ستتضمن تلك المراحل الحديث عن أسرى إسرائيليين من الجنود والضباط والرجال، وحماس ستطالب بالكثير مقابلهم كما تتوقع كان.
وكشفت إسرائيل هويات 735 سجينًا فلسطينيًا من المقرر إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية، خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مقابل إطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيلية لدى حماس.
ماهو حكم "المؤبد"؟
قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، قدورة فارس، لبي بي سي: "بالنسبة لهذه الصفقة، المرحلة الأولى من التبادل ستشمل أكثر بقليل من 50 في المئة من إجمالي عدد المحكومين بالسجن المؤبد في السجون الإسرائيلية".
وتوقع فارس ألا يبقى "أي فلسطيني محكوم بالمؤبد داخل السجون الإسرائيلية في المرحلة الثانية وبعدها".
ويُعرف حكم المؤبد بالسجون الإسرائيلية، وفق فارس، بالسجن مدى الحياة أو 99 عامًا.
حكم المؤبد هو رديف للحكم مدى الحياة وهي العقوبة التي لا يضاهيها عقوبة أخرى من حيث الردع سوى الإعدام في الدول التي تشرع حكم الإعدام.
وستشهد المرحلة الأولى من اتفاق حماس وإسرائيل، الإفراج عن 296 سجينًا صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد، بحسب هيئة "شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية.
عباس السيد (35 مؤبدًا)
عباس السيد، قيادي في الجناح العسكري لحركة حماس، في مدينة طولكرم، بالضفة الغربية المحتلة. خطط لتفجير في فندق "بارك" في نتانيا عشية عيد الفصح اليهودي في عام 2002، والذي أسفر عن مقتل 30 شخصًا وإصابة 140 آخرين، في ما أصبح الهجوم الفلسطيني الأكبر خلال الانتفاضة الثانية، كما تصفه وسائل إعلام إسرائيلية.
وأوضح نادي الأسير الفلسطيني أن "السيد واجه عقب اعتقاله تحقيقًا قاسيًا استمر لمدة 5 أشهر متواصلة، وتعرض للمطاردة لمدة أشهر. لاحقًا، وبعد سنوات حكم عليه بالسجن المؤبد المكرر 35 مرة، إضافة إلى 150 عامًا".
ولفت النادي إلى أن "السيد تعرض على مدار سنوات اعتقاله للعزل الانفراديّ لسنوات متواصلة، والحرمان من زيارة العائلة، حيث تمكّنت زوجته من زيارته لأول مرة بعد 7 سنوات على اعتقاله".
يُعتبر من السجناء الفاعلين في سجون إسرائيل، وهو حاصل على شهادة في الهندسة الميكانيكية، كما تخصص لاحقًا قبل اعتقاله في هندسة أجهزة التنفس الاصطناعي.
حسن سلامة (48 مؤبدًا)
وُلد حسن سلامة عام 1971، وهو من مدينة خانيونس، وانخرط في مواجهة إسرائيل في مرحلة مبكرة، وقد واجه الاعتقال مرات عديدة خلال الانتفاضة الأولى، وكانت غالبية اعتقالاته في تلك المرحلة اعتقالات إداريّة، كما تعرض لإصابة في حينه.
وبلغ مجموع سنوات سجنه سلامة أكثر من 30 عامًا حتى الآن بحسب نادي الأسير الفلسطيني، إذ أمضى قبل اعتقاله الأخير، عامين آخرين في السجون الإسرائيلية.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، تنسب إسرائيل لسلامة المسؤولية عن سلسلة عمليات "الثأر المقدس" نفذتها كتائب القسام ردًا على اغتيال المهندس يحيى عياش عام 1996، وأدت إلى مقتل 46 إسرائيليًا وإصابة العشرات، وتقول وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه من المسؤولين عن 18 عملية تفجير في حافلات في القدس في 1996.
ولفت نادي الأسير إلى أنّ سلامة، اُعتقل عام 1996، بعد مسيرة طويلة، أثناء وجوده في مدينة الخليل، وأصيب حينها برصاص قوات إسرائيلية، ومكث فترة في أحد المستشفيات المدنية الإسرائيلية.
وعقب اعتقاله، بحسب النادي، "واجه تحقيقًا قاسيًا و طويلًا وعمليات تعذيب، واستمر التحقيق معه لنحو أربعة أشهر، ثم حُكم عليه عام 1997، بالسجن الفعلي 48 مؤبدًا، وهو ثالث أعلى حكم من بين المحكومين بالمؤبد".
وتعرض سلامة للعزل الانفرادي الذي استمر نحو 14 عامًا على مرحلتين، وانتهى عزله بعد إضراب نفّذه السجناء عام 2012، وخلال سنوات اعتقاله، وفق المصادر الفلسطينية.
وخلال سنوات سجنه الطويلة، لم تتمكن عائلته من زيارته سوى مرتين.
إبراهيم حامد (54 مؤبدًا)
من المتوقع أيضًا أن تسعى حماس إلى إطلاق سراح إبراهيم حامد، الذي يُعتبر "أخطر سجين" تحتجزه إسرائيل حاليًا، بحسب تايمز أوف إسرائيل، و يواجه ثاني أعلى حكم في السجون الإسرائيلية بعد عبدالله البرغوثي.
حامد كان قائد الجناح العسكري لحركة حماس في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وكان وراء العديد من الهجمات، وأُدين بقتل 46 إسرائيليًا وحُكم عليه بـ 54 حكمًا بالسجن المؤبد.
وُلد حامد عام 1965، في بلدة سلواد شرق رام الله، وتلقى تعليمه في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس البلدة، وانخرط في مواجهة إسرائيل في سن مبكر، وتعرض مرات عديدة للاعتقال قبل اعتقاله الأخير عام 2006.
التحق بعد حصوله على الثانوية العامة بجامعة بيرزيت، وحصل على البكالوريوس في العلوم السياسية، ثم التحق بالماجستير لدراسة العلاقات الدولية، وعمل في مراكز للأبحاث، وتمكّن من إصدار عدة دراسات وأبحاث عن تاريخ القضية الفلسطينية.
ولفت نادي الأسير الفلسطيني، إلى أنّ "حامد، تعرض للمطاردة لمدة 8 سنوات، وخلالها واجهت عائلته أصناف الملاحقة كافة، والتهديد، وتعرض جميع أفراد عائلته للاعتقال، بمن فيهم زوجته وطفلاه في حينه".
كما واجه حامد العزل الانفراديّ لنحو 8 سنوات، منها 7 سنوات بشكل متواصل، وفق النادي.
عبد الله البرغوثي (67 مؤبدًا)
عبد الله غالب البرغوثي، الملقب بـ "مهندس حماس" صاحب أعلى حكم في العالم حيث صدر في حقه حكم بالسجن المؤبد 67 مرة، وهو قيادي في حركة حماس، مهندس وخبير في صناعة المتفجرات يبلغ من العمر نحو 53 عامًا.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن البرغوثي يُعتبر أكبر خبير متفجرات في حماس بعد يحيى عياش، الذي اغتيل في عام 1996.
اعتقلته إسرائيل عام 2003، لإدانته بالتورط في سلسلة من الهجمات، من ضمنها تفجير مطعم "سبارو" في القدس في 2001 والذي راح ضحيته 15 إسرائيليًا وأُصيب 130 آخرين، وهو من أقارب مروان البرغوثي، القائد السابق في حركة فتح في الضفة الغربية المحتلة.
وحُمّل عبدالله البرغوثي مسؤولية التفجير في "كافيه مومنت" في عام 2002، الذي أسفر عن مقتل 11 شخصًا؛ والانفجار في الجامعة العبرية الذي أسفر عن مقتل 9 أشخاص، من بينهم خمسة مواطنين أمريكيين، وهو مسؤول عن مقتل 66 إسرائيليًا في المجمل، وفق الإعلام الإسرائيلي.
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، تعرّض البرغوثي لتحقيقٍ قاس وطويل استمر عدة شهور، كما تعرض لعزلٍ انفرادي متواصل استمر لعدة سنوات، وهو يعتبر صاحب أعلى حكم في التاريخ.
واستطاع البرغوثي خلال فترة اعتقاله تأليف عدّة كتب أحدها "أمير الظل- مهندس على الطريق" تحدث فيه عن قصة حياته و"كفاحه ضد إسرائيل".
فيديو قد يعجبك: