تواصل الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش السوداني واتهامات للأمن بـ"محاولة فضه"
"بي بي سي":
قال متظاهرون سودانيون ‘ن قوات الأمن تحاول فض الاعتصامات في العاصمة السودانية الخرطوم بالقوة، اليوم الثلاثاء.
وأضاف شهود عيان أن قوات الأمن ألقت قنابل الغاز على آلاف المعتصمين أمام مقر قيادة قوات الجيش في العاصمة الخرطوم كما سمعت أصوات إطلاق نار.
كما سمع دوي إطلاق نار قرب الاعتصام ونشر بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات لقوات الأمن بمحاولة فض الاعتصام بينما يقوم حرس وزارة الدفاع بمحاولة حماية المعتصمين.
وواصلت حشود ضخمة من السودانيين الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش القريبة من مقر إقامة الرئيس عمر البشير مطالبين يتنحيه.
ويأتي ذلك بعد ساعات من تصريحات لوزير الدفاع السوداني قال فيها إن الجيش يقدر أسباب الاحتجاجات، ولكنه لن يسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى ولن يتسامح مع أي مظهر من مظاهر الانفلات الأمني.
وحذر عوض محمد أحمد بن عوف، وهو أيضًا النائب الأول للرئيس السوداني عمر البشير، من أن هناك جهات تحاول استغلال الأوضاع الراهنة لإحداث شرخ في القوات المسلحة وإحداث الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية بالبلاد، بحسب تصريحات نقلتها وكالة الانباء السودانية الرسمية (كونا).
وقال في لقاء مع قادة الجيش: "القوات المسلحة تقّدر أسباب الاحتجاجات، وهي ليست ضد تطلعات وطموحات وأماني المواطنين، ولكنها لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى".
وأضاف بن عوف أن القوات المسلحة هي "صمام أمان هذا البلد ولن تفرط في أمنه ووحدته وقيادته".
يأتى هذا بينما يواصل الآلاف اعتصامهم - لليوم الثالث على التوالي - خارج مقر قيادة الجيش الواقع بالقرب من المجمع السكني الذى يعيش فيه الرئيس عمر البشير.
ويطالب المعتصمون بتنحي البشير الذى يحكم البلاد منذ نحو 30 عاما.
وقتل سبعة أشخاص على الأقل السبت والأحد خلال الاعتصام المتواصل منذ ثلاثة أيام خارج مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم وشخص واحد قتل في دارفور، بحسب بيان لوزارة الداخلية.
وقال وزير الداخلية السوداني بشارة جمعة في بيان إن 15 مدنيا و 42 من قوات الأمن أصيبوا خلال التظاهرات كما ألقي القبض على 2.496 متظاهرا في الخرطوم.
وأكد معتصمون سودانيون تطويقهم بالكامل من جانب قوات الأمن بعد أن تحدوا حظرا فرضته الحكومة على الاعتصام.
وأفاد موقع سودان تريبيون بمقتل جندي ومتظاهر خلال اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين.
وبحسب الموقع، فإن الجندى القتيل و يدعى سامي شيخ الدين قتل بطلق ناري خلال محاولته حماية المتظاهرين من حملة شنتها قوات الأمن لتفريق اعتصامهم خلال الساعات الأولى من صباح الاثنين.
والقتيل الأخر هو أستاذ جامعي يبلغ من العمر 55 عاما قتل أيضا إثر إطلاق النار عليه من جانب قوات الأمن جنوب الخرطوم، بحسب سودان تريبيون.
وكان الجيش قد أرسل تعزيزات عسكرية إضافية إلى مقر قيادته في الخرطوم صباح الاثنين حيث نصبت المتاريس في الشوارع المحيطة.
ويدعو المتظاهرون الجيش إلى دعم مطالبهم، وحمايتهم ممن وصفوهم بعناصر "الشرطة السرية" وشرطة مكافحة الشغب.
وأشار شهود عيان إلى أن وحدات من القوات البحرية والجوية قد تدخلت لحماية المتظاهرين بعد أن استخدمت عناصر أمنية أخرى الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية لتفريقهم.
وقالت إحدى المعتصمات لبي بي سي إن الجيش كان في البداية محايدا، إلا أن بعض عناصره قامت لاحقا بمطاردة الشاحنات التي كانت تطلق الغاز والذخيرة علي المعتصمين.
وأكد شهود عيان أن بعض المعتصمين فروا للاحتماء بمنشأة تابعة للقوات البحرية مما قد يشير لاحتمال وجود خلافات بين عناصر داخل الجيش السوداني.
وأضافت شاهدة عيان لوكالة الأنباء الفرنسية أن مركبات تحمل عناصر من المخابرات ووحدات مكافحة الشغب وصلت في ساعات مبكرة من صباح الاثنين لمقرالاعتصام، وبعدها بدأ إطلاق قنابل الغاز والرصاص، إلا أنه من غير المعروف الجهة التي أطلقته.
ومع ذلك، يقول محللون إنه لا دليل على أن القوات المسلحة تنوي تغيير خريطة ولاءاتها.
ومن جانبه، قال وزير الإعلام السوداني حسن اسماعيل إن قوات الأمن في بلاده تعمل في انسجام تام.
ومنذ السبت، يعتصم السودانيون حول مقر قيادة الجيش وهو قريب أيضا من مقر إقامتي الرئيس البشير ووزير الدفاع السوداني، في أقوى احتجاجات تشهدها البلاد منذ بدء المظاهرات في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتنظم رابطة المهنيين السودانيين، وهي اتحاد للعاملين في مجال الصحة والمحامين، المظاهرات.
ورفض البشير الاستقالة، قائلا إن على خصومه أن يسعوا للوصول السلطة عن طريق الانتخابات.
فيديو قد يعجبك: