لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مذبحة الأرمن" التي تحييها فرنسا وتنكرها تركيا

04:31 م الأربعاء 24 أبريل 2019

فعاليات إحياء ذكرى المذبحة في اسطنبول

(بي بي سي):

أعلنت فرنسا يوم الرابع والعشرين من أبريل يوما وطنيا لتخليد ذكرى المذابح التي قام بها الأتراك خلال الحقبة العثمانية ضد الأرمن.

وجاء الإعلان في بيان ألقاه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس أثناء العشاء السنوي للمجلس التنسيقي للمنظمات الأرمنية في فرنسا، تنفيذا لوعد انتخابي كان قد قطعه على نفسه.

وفي المقابل، نددت تركيا بالقرار. ونشر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين بيانا اليوم، قال فيه إن ماكرون يواجه مشاكل داخلية في بلاده ويلجأ إلى "تحويل وقائع تاريخية إلى قضية سياسية لإنقاذ وضعه".

وأثناء اجتماع الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي في تركيا، في 12 أبريل الجاري، دخل وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في مشادة مع النائبة الفرنسية، سونيا كريمي، بخصوص هذا الأمر.

ودائما ما كانت مذبحة الأرمن محل خلاف بين تركيا وفرنسا، التي تعتبر إنكار مذبحة الأرمن جريمة تستوجب عقوبة السجن لمدة سنة وغرامة قدرها 45 ألف يورو، وذلك بموجب قانون أقره البرلمان الفرنسي في ديسمبر 2011.

يذكر أن فرنسا كانت وجهة للكثير من الأرمن الذي رحلوا عن أراضي الدولة العثمانية في مطلع القرن العشرين. ويقيم بها حاليا حوالي نصف مليون أرمني، وهي جالية لها ثقل في الانتخابات.

فما هي المذبحة التي تعترف بها زهاء 30 دولة وتنكرها تركيا؟

ترجع الواقعة إلى عام 1915، إبان انهيار الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى في فترة حكم جماعة "تركيا الفتاة".

ويقول الأرمن إن القوات العثمانية آنذاك استهدفت أسلافهم بشكل ممنهج، بالقتل والاعتقال والتهجير، بسبب الشك في دعمهم لروسيا أثناء الحرب العالمية الأولى. ويقدرون أعداد القتلى في هذه الأحداث بحوالي مليون ونصف أرمني.

وتصنف أكثر من 20 دولة الواقعة كمذبحة، من بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا. كما يعتبرها مؤرخون أول عملية إبادة جماعية في القرن العشرين.

ولا تنكر تركيا الأحداث كليا، لكن ثمة اختلاف في الرواية إذ تقدر أعداد الضحايا ما بين 300-500 ألفا، وتقول إنهم سقطوا نتيجة حرب أهلية. كما ترفض استخدام لفظ "إبادة" أو "مذبحة".

وفي عام 2014، قدم رئيس الوزراء التركي آنذاك، رجب طيب أردوغان، عزاء غير مسبوق للأرمن عشية ذكرى المذبحة. وأصدر بيانا باللغة التركية والأرمنية وسبع لغات أخرى، قال فيه إن ترحيل الأرمن إبان الحرب كان له "تبعات غير إنسانية"، وإن الملايين "من جميع الاديان والأعراق" قتلوا في الحرب.

كذلك في ذكرى مئوية المذبحة عام 2015، حضر رئيس الوزراء التركي حينها، أحمد داود أوغلو، مراسم تأبين الضحايا "لمشاركة الأرمن في آلامهم". إلا أنه أكد على موقف تركيا من استخدام لفظ "المذبحة".

ويقدر مؤرخون أن مليوني أرمني كانوا يعيشون في أراضي الدولة العثمانية مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914. وبحلول عام 1922، انخفض عددهم إلى 400 ألف فقط.

وتذكر الروايات تعرض الآلاف من الأرمن للتعذيب والضرب واغتصاب النساء، ومصادرة الممتلكات. وسيق الكثيرون منهم لمسافات طويلة في الجبال بلا طعام أو شراب.

وكان المحامي البولندي اليهودي، رفايل ليمكن، هو أول من استخدم لفظ "إبادة جماعية" بعد دراسته الأحداث التي مر بها الأرمن في الدولة العثمانية. لكنه استخدم المصطلح لأول مرة عام 1943، في وصف ما مر به اليهود في ألمانيا النازية. جدير بالذكر أن إسرائيل ترفض حتى الآن الاعتراف بمذبحة الأرمن كإبادة جماعية.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان