لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل بات السودان على "مفترق طرق"؟

02:31 م الأحد 14 أبريل 2019

متظاهرات في الخرطوم قبيل إعلان الإطاحة بالبشير.

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الخرطوم - بي بي سي:

سلطت الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الضوءَ على تطور الأوضاع في السودان بعد استقالة رئيس المجلس العسكري الفريق أول عوض بن عوف بعد يوم واحد من توليه رئاسة المجلس وتولي الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس.

ويرى كُتّاب أن السودان بات على "مفترق طرق"، ويتساءل آخرون إن كان رحيل الرئيس عمر البشير يعني رحيل النظام، ويشير آخرون إلى دلالة التأييد الأمريكي للفريق برهان.

"هل خرج البشير حقاً؟"
ويقول عريب الرنتاوي في "الدستور" الأردنية إن "تطورات الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في السودان، مذهلة بكل المقاييس. الانقلاب العسكري لم يصمد لأكثر من أربع وعشرين ساعة، انقلاب على رأس النظام والحركة الشعبية معاً. قادة المجلس العسكري، معاونو البشير الكبار، استقالوا تباعاً بعد أن أدركوا أن الشعب بقضه وقضيضه يرفضهم. هذا الدرس السوداني صالح لكل زمان ومكان في دنيا العروبة والإسلام".

ويقول عدلي صادق في "العرب" اللندنية: "يُستدل من مزاج الشارع السوداني الآن، أن أي دور للقادة العسكريين مرفوض تماما، باستثناء حفظ النظام والسلم الأهلي، لحين انبثاق حكومة مدنية وقيادة جديدة للبلاد ينتخبها الشعب دون إكراه".

لكن يتساءل عبد الرحمن الراشد في "الشرق الأوسط" اللندنية "هل خرج البشير حقاً؟"

ويقول الكاتب إن "التغيير المستحيل في السودان صار، ومع هذا أجد من الصعب الحكم على الأحداث من الوجوه والوعود. تشكيكي ربما مبالغ فيه، لكنه ينبع من وحي الواقع الذي نراه حولنا".

ويشير إلى ما حدث بعد الانقلاب الذي وقع في 30 يونيو/حزيران عام 1989 عندما تولى عمر البشير الحكم، قائلاً إن الحكومة المصرية "ظلت لبضعة أيام تظن أن الانقلابيين من المحسوبين عليها... ثم اتضح لاحقاً أن القاهرة كانت آخر من يعلم حقيقة ما جرى في الخرطوم، وأن الانقلاب أخطر مما سبقه".

ويضيف أنه "من أجل البقاء في الحكم" طوال سنوات حكمه الثلاثين، "باع البشير كل شيء، النفط والجنوب، استضاف عتاة الإرهابيين مثل: بن لادن وكارلوس و 'حزب الله' وإيران. تحت حكم البشير زاد السودان فقراً وتمزقاً وتحزباً وحروباً".

ويتساءل "هل البلاد ستكون في حال أفضل اليوم بعد رحيله؟"

ويجيب: "ليس لنا إلا أن نتفاءل وننتظر... المظاهرات الشعبية التي داومت بإصرار على مطالبها لأسابيع أقصت البشير، وتبقى على العسكر المهمة الأساسية، إقامة حكم مدني. عليهم أن يثبتوا أنهم على مستوى وعودهم بالانتقال وتسليم السلطات للمدنيين لاحقاً".

وفي صحيفة "العرب" اللندنية يتساءل خير الله خير الله: "هل يعود العسكر إلى الثكنات أم يحاولون إيجاد بشير آخر بعدما لمسوا ماذا تعني السلطة، وما هي الثروات التي يمكن لضابط جمعها من خلال ممارسته السلطة؟"

ويقول:"سيكون الصراع على السودان بين الجيش والشعب. هذا عنوان المرحلة المقبلة في السودان، سودان ما بعد عمر حسن البشير".

"مفترق طرق"
ويقول فارس بن حزام في جريدة "الحياة" اللندنية: "لقد اختارت قيادة الجيش السوداني سلوك الطريق الخاطئ، فقادت عملية مستعجلة افتقدت إلى الحكمة والوعي الكافي بما يدور خارج أسوار القيادة العامة، واصطدمت بحاجز أوقف سيرها تماماً. وما تأخر إعلانها رسمياً لأكثر من تسع ساعات إلا مؤشر على حالة الارتباك والخلاف الشديد بين القادة الكبار، ولو أنها سلكت مسار دستور البلاد والتزمت بنصه، لأسقطت حجة الغاضبين، وعززت موقفها".

ويرى أن "الالتزام بالدستور مبدأ لا يجب أن يتجاوزه جنرال ولا قافز إلى السلطة؛ لأنه الضامنة الصلبة لأي عملية انتقال سياسي في البلاد، سواء السودان أم غيره".

وتحت عنوان "السودان في مفترق طرق"، يقول مكرم الطراونة في "الغد" الأردنية: "وزير الدفاع السوداني الفريق أول عوض بن عوف... لم ينجح بطمأنة السودانيين في أن تكون الحكومة المقبلة بعد سنتين مدنية، كما لم ينجح في نزع فتيل الاحتجاجات التي تواصلت رغم مغادرة البشير سدة الحكم، فما كان من بن عوف إلا أن أعلن عن استقالته هو أيضاً".

ويضيف: "السودان يقف اليوم على مفترق طرق حقيقي، فبواسطة العقلاء ممن يمسكون بخيوط اللعبة فيه يمكن له أن يمثل إنموذجا في التحول والتغيير، والرضوخ لمطالب الجماهير التي اكتشفت قوتها، وتريد أن تبرهن أنها صاحبة الولاية في التغيير، مدفوعة بأمثلة عديدة من المنطقة".

علامات استفهام
وتقول افتتاحية صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية: "يبدو أنه من الصعب على المتابع لتطورات الأحداث المتسارعة في السودان معرفة الأسباب التي أدت إلى استقالة الفريق الأول عوض بن عوف بعد يوم واحد من توليه رئاسة المجلس العسكري، أو تنازله للفريق أول أيضاً عبد الفتاح برهان".

وتتساءل: "هل يعود ذلك إلى أن الأول، أي ابن عوف، كان وما يزال مُدرجاً على لائحة العقوبات الأمريكية، وتولى وزارة الدفاع، وكان نائباً للرئيس البشير، أم أن هناك أسباباً أخرى يبدو أنها من أهم ألغاز المشهد السوداني الحالي؟".

وتضيف أن الفريق برهان كان قائداً للقوات البرية "ومن أكثر الجنرالات قرباً من الرئيس البشير، وتأييداً لإرساله قوات سودانية للقتال في الحرب اليمنية بقيادة التحالف السعودي الإماراتي".

وتشير أيضاً إلى أن "التأييد الأمريكي للمجلس العسكري انتقل من مرحلة التردد إلى التأييد الواضح بعد الإقالة 'الغامضة' للجنرال ابن عوف".

وتتساءل: "فهل هذا يعني أن السودان القادم سينال الرضا والمباركة الأمريكية، ويخرج من دائرة العقوبات في الأيام القليلة المقبلة؟ وهل سينضم إلى حلف 'الناتو العربي' الذي هو في طور التشكيل؟".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: