كتاب سعوديون يناقشون أسباب "الإخفاق" في مواجهة السيول
لندن – (بي بي سي):
هتمت صحف سعودية بالأمطار الغزيرة التي سقطت مؤخرا في أنحاء المملكة وتسببت في خسائر بشرية ومادية.
وألقى بعض الكُتاب باللوم على السلطات المحلية لعدم تمكنها من مواجهة السيول، بينما أرجع البعض الآخر الأسباب إلى بناء بعض المباني في مسار الأودية بشكل غير مدروس.
وكان الدفاع المدني السعودي قد أعلن وفاة شخصين وفقدان اثنين آخرين جراء الأمطار التي هطلت على عدة مناطق في المملكة وخاصة في الرياض وعسير والمنطقة الشرقية.
"تمدد غير مدروس"
يرى عبده خال في صحيفة عكاظ أن المشكلة الحقيقية في مواجهة السيول في السعودية تبدو في عدم استكمال البنية التحتية في المناطق المتضررة.
بينما قال محمد الطميحي، في صحيفة الرياض، إن السبب هو "الأبنية والطرق الهشة التي بنيت في مسارات الأودية دون تقدير لحجم الخطر الذي يمكن أن يمثله ذلك على حياة المواطنين وسلامة ممتلكاتهم".
وأضاف الكاتب: "أجدادنا يعرفون ذلك دون الحاجة إلى الحصول على شهادات عليا في الهندسة والتخطيط، ويكفي أن تنظر إلى المواقع التي يختارونها لبناء منازلهم، لتتأكد بأن الخبرة والفطرة السليمة تدفعانهم للابتعاد عن مسار الأودية ومجاريها، حتى لو هجرها الماء لسنوات وسنوات".
في الصحيفة نفسها، يقول عبدالرحمن ناصر الخريف: "إن المشكلة الأكبر عندما يصمد التعدي ويُشرعن بالتراخيص النظامية بمخططات سكنية وسط الأودية لتؤكد جهاتنا بأن التعدي صامد بصكوك وفسوح وتحول أراضي الأودية لمليارات تباع كأراضٍ سكنية يقترض المواطن قيمتها ليخسر أثاثه ومنزله وأرضه مع احتفالنا بنزول المطر".
في السياق ذاته، يقول عبد العزيز السويد في الحياة اللندنية: "هناك سلسلة طويلة من الحلقات هي المسؤولة عن الإخفاق، تبرز وتتجلى قوة حلقات هذه السلسلة عند تكرار الفشل، ما يعني أنها متينة وراسخة. والقضية ليست مسؤولية فرد أو أفراد بقدر ما هي أنظمة لم تطبق ولم تطور، هي بوصلة الوجهة. في قضية تصريف الأمطار المشكلة من شقين، الأول أخطاء تخطيطية وتمدد غير مدروس... والشق الثاني ضعف منظومة الوقاية من الخطر من ناحية القدرة على التنبؤ والتحذير الباكر".
من جانبه قال أمين المنطقة الشرقية فهد الجبير لصحيفة اليوم إنه تم إغلاق محطات تصريف الأنفاق نتيجة اندفاع كميات من المياه المحملة بالمخلفات والحجارة من الطرق والأحياء القريبة إليها مما شكل عبئا على المحطات أدى لإغلاق فتحات التصريف.
مباحثات جنيف حول سوريا
في شأن آخر، ناقشت بعض الصحف الأزمة السورية في ظل انعقاد مفاوضات جنيف 4 المرتقبة في 23 من فبراير الجاري.
وأكد عضو الوفد التفاوضي في المعارضة السورية هشام مروة لصحيفة البيان الإماراتية أن المعارضة قررت الذهاب إلى مفاوضات جنيف 4، مشدداً على أن المعارضة متمسكة بهيئة الحكم الانتقالي ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مروة للبيان: "ما من أحد قادر على أن يفرض أجندة المفاوضات على المعارضة السورية، لأنه بكل صراحة ليس لدى المعارضة ما تخسره أكثر مما خسرت، بعد أن دمّر النظام كل شيء في سوريا".
من جانبه، يقول كميل الطويل في الحياة اللندنية إنه برغم "العنتريات" التي يطلقها الطرفان السوريان، "يبدو في حكم المؤكد أن كلاهما أُنهكا، أو شارفا على ذلك، وما قبولهما أصلاً بالجلوس حول طاولة مفاوضات سوى تأكيد على أنهما منهكان، فبديهي أنهما لو كانا قادرين فعلاً على الحسم العسكري لما فكّراً أصلاً في حل تفاوضي".
وحول نفوذ الدور الروسي في الأزمة السورية، يقول رفيق خوري في الأنوار اللبنانية: "لا دور يتقدم على الدور الروسي في سوريا، ولا أحد نجح مثل موسكو في اللعب مع الجميع وأحيانا على الجميع. فوزير الدفاع الروسي، لا وزير الدفاع السوري، هو الذي أعلن انتهاء المواجهات المباشرة بين القوات النظامية والمعارضة المعتدلة. وزميله وزير الخارجية سيرغي لافروف هو الذي يخوض المعركة على الجبهة الدبلوماسية للحرب، ويتدخل في الشكل والجوهر بالنسبة لمحادثات جنيف: من تمثيل المعارضة إلى جدول الأعمال".
فيديو قد يعجبك: