الفايننشال تايمز: عراقيون يحنون إلى زمن الاستبداد
لندن (بي بي سي)
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الاثنين العراقية حنين العراقيين إلى عصر الاستبداد، والوضع الإنساني في مدينة الفلوجة، وكذا تبعات تسريب وثائق بنما.
ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريرا عن الغضب الشعبي في العراق، وحنين البعض إلى زمن حكم الاستبداد، بعد 13 عاما من العنف الطائفي.
وتتحدث مراسلة الفايننشال تايمز في العراق، إريكا سولومون، عن أم علاء، وهي ضحية من ضحايا العنف الطائفي، التي تقسم الزمن إلى ما قبل عام 2003 وما بعده.
وتتذكر أم علاء المتشحة بالأسود عام 2003 عندما غزت القوات الأمريكية العراق، واسقطت الرئيس صدام حسين، وهو آخر عام كانت فيه عائلتها سالمة.
فقد قتل زوجها عام 2004 على يد تنظيم القاعدة، وفي الأعوام التالية فقدت أبناءها الأربعة، آخرهم صفاء الذي قتل في تفجير لتنظيم الدولة الإسلامية، في فبراير.
لا تقوى أم علاء على تذكر التواريخ، ولم تعد تفرق بين تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وأيهما مسؤول عن قتل أبنائها، فكلهم سواء عندها.
وتقول سولومون إن الاقتتال الطائفي الذي اندلع في العراق بعد سقوط صدام حسين، وتفاقم منذ ظهور تنظيم الدولة الإسلامية، جعل بعض العراقيين يحنون إلى زمن الاستبداد.
وتضيف أن هذا الحنين بدأ ينتشر بين الشيعة والسنة والأكراد، على حد سواء، فهم يرون أن الديمقراطية التي جاء بها الاحتلال الأمريكي، بها كثير من الخلل.
وترى مراسلة التايمز أن العراق الغني بنفطه يوشك على الانهيار اقتصاديا بسبب نخبة سياسية فاسدة تستغل الطائفية للسيطرة على الحكم، وملء جيوبها بدل تحسين الخدمات العامة مثل الصحة والكهرباء والماء.
فبعض العراقيين أصبحوا، حسب المراسلة، يلمحون إلى رغبتهم في العودة إلى عصر صدام، وهذا حتى في إقليم كردستان الذي تعرض إلى هجمات كيماوية أسفرت عن مقتل 5 آلاف شخص عام 1988.
فهم يرون أن أيام صدام كانت أفضل، مقارنة بحال العراق اليوم.
مهددون بالمجاعة
ونشرت صحيفة التايمز تقريرا عن معاناة أهل الفلوجة المحاصرة، وتعرضهم للمجاعة بسبب ندرة الغذاء والمواد الطبية.
ويقول مراسل التايمز، توم كوغلن، في تقرير من بيروت إن عشرات الآلاف من المدنيين مهددون بالمجاعة في مدينة الفلوجة العراقية المحاصرة.
وينقل عن مصادر داخل المدنية أن الناس المحاصرين أصبحوا يقتاتون على العشب ونوى التمر، للبقاء على قيد الحياة.
وأشار الكاتب إلى تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الذي يفيد بأن 140 شخصا، أغلبهم مسنون وأطفال ماتوا بسبب انعدام الغذاء والمواد الطبية، وأن المستشفيات تستقبل الأطفال الذين يعانون من الجوع يوميا.
ويضيف كوغلن، على لسان جو ستورك، مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، أن أهل الفلوجة مهددون بالمجاعة، وهم محاصرون من قبل القوات الحكومية، وفي قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويذكر مراسل التايمز أن القوات العراقية الحكومية والمليشيا الشيعية قطعت آخر طرق التهريب المؤدية إلى الفلوجة الشهر الماضي، بعد استعادة السيطرة على مدينة المادي المجاورة.
ويشبه معاناة أهل الفلوجة من الجوع بما يعانيه مئات الآلاف من السوريين في البلدات التي تحاصرها قوات نظام بشار الأسد، وبعض الجماعات المسلحة المعارضة.
وثائق بنما
ونشرت صحيفة الجارديان مقالا يتحدث عن تسريبات وثائق بنما، وما كشفت عنه للراي العام العالمي، بخصوص الثروات المخفية.
ويقول أديتيا تشاكرابورتي، كاتب المقال، إن وثائق بنما ليست بخصوص الضرائب فقط، وإنما تبين لنا أن البعض لم يعودوا يلتزمون بالقوانين التي نعيش بها، وتدل على فساد ديمقراطيتنا.
ويضيف أن وثائق بنما تؤكد أن كبار الأثرياء خرجوا من النظام الاقتصادي الذي يعيش فيه بقية الناس، فهم يخفون ثرواتهم منذ ثلاثين عاما ويتهربون من القوانين التي نتبعها نحن.
ويرى الكاتب أن الملاذات الضريبية تعكس هذا الواقع، فالحديث عن الشركات المسجلة في الخارج قد يغرق في التفاصيل التقنية.
ولكن التعريف الحقيقي بالنسبة إليه فهو الذي وضعه خبير الضرائب، نيكولاس شاكسون، ويوجزه في أن "تأخذ أموالك إلى مكان آخر، لتجنب القوانين والقواعد المعمول بها في المجتمع الذي تعمل فيه.
وبهذه الطريقة، يقول الكاتب، فأنت تسرق مجتمعك، وتأخذ أموالا تبنى بها المستشفيات والمدارس وتشق الطرق، ولكن كبار الأغنياء اليوم يتدخلون في وضع القوانين والقواعد التي يلتزم بها بقية الناس.
فيديو قد يعجبك: