لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

روسيا توجه أنظارها نحو الشرق الأوسط

12:39 م الأربعاء 22 أبريل 2015

فلاديمير بوتين يبني تحالفات في منطقة الشرق الأوسط

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)

أذكى قرار روسيا بشأن المضي قدما في صفقة بيع نظام صواريخ أرض جو طراز إس-300 المتقدمة لإيران غضب المنتقدين في دول الغرب، كما أثار حالة من الحذر لدى الحكومة الإسرائيلية على حد سواء.

فالخطوة تثير تساؤلات إضافية لدى البعض بشأن مصير أي اتفاق نووي مفترض بين إيران والمجتمع الدولي.

لكن الأكثر أهمية، أنها ربما تبرز تجدد مساعي موسكو لتعزيز ودعم موقفها الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط.

إن قرار بيع صواريخ إس-300 لإيران ليس جديدا، فالعقد يرجع تاريخ الجزء الأخير فيه على الأقل إلى عام 2010.

لكن ولأسباب عديدة، لاسيما ما يتعلق منها بالمخاوف من أنشطة إيران النووية والضغوط الشديد من جانب إسرائيل والغرب، لم يمضي الروس في تنفيذ الصفقة وتسليم النظام الصاروخي.

ولم يتوضح حتى الآن أي إصدار من إس-300 على التحديد ستبيعه روسيا لإيران.

وعلى الرغم من أن هذا النظام الصاروخي لم يعد من أكثر أنظمة الدفاعات الجوية الروسية تطورا وتعقيدا، إلا أنه مع ذلك يعد نظاما يتمتع بقدرات عالية ويعد الأفضل مقارنة بما واجهته القوات الإسرائيلية والغربية في المنطقة خلال الحملات العسكرية الأخيرة.

مخاوف الاتفاق النووي

ويقول النقاد إن وجود دفاعات جوية متطورة يضعف التهديد العسكري ضد إيران، كما يضعف الضغوط عليها بشأن إبرامها لاتفاق نووي نهائي والتزامها به.

وترى روسيا أن ذلك مجرد نظام دفاعي يسلم إلى بلد في منطقة مضطربة بشدة.

وكانت روسيا أرجأت عملية التسليم لبعض السنوات، غير أن التنازلات الإيرانية في المفاوضات النووية تعني أن عملية البيع يمكن أن تمضي أخيرا.

وبمجرد تسليمها صواريخ إس-300، سيصبح لدى إيران طبقة أخرى إضافية لدفاعاتها الجوية.

لكن الكمية الإجمالية للصواريخ أس-300 التي ستسلم لإيران غير معلومة.

وتنشر اليونان، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي، إصدارا قديما من إس-300 سبق وتم بيعه في الأصل إلى قبرص.

وتشير تقارير بصفة مستمرة إلى أن القوات الجوية الإسرائيلية والغربية تتدرب على مواجهة هذا النظام.

وثمة تعليقات مبالغ فيها بشأن إس-300.

إنه سلاح يجعل بالتأكيد الهجوم على البنية التحتية النووية الإيرانية من الجو أكثر صعوبة، وربما يستبعد خطوة توجيه ضربة انفرادية من جانب الإسرائيليين.

لكن ما هو الجانب الخفي وراء صفقة إس-300 هذه؟

دوافع بوتين

يرى البعض الصفقة بمثابة تحديات للغرب من الرئيس الروسي المحاصر باضطرابات، على الرغم من أن التوترات مع موسكو بشأن أوكرانيا لم تتلف المساعي الملموسة لإحراز تقدم مع إيران على طاولة المفاوضات.

في حين يرى آخرون أن قرار فلاديمير بوتين بشأن رفع الحظر عن بيع صواريخ إس-300 لطهران بمثابة إشارة على اتجاه جديد لسياسة موسكو في منطقة الشرق الأوسط.

وهذه الرؤية يتبناها ديمتري ترينين، مدير مركز كارنيجي في موسكو والمحلل البارز في السياسة الخارجية الروسية.

يقول ترينين :''كالعادة تبرز تعقيدات عند النظر إلى دوافع الصفقة''.

وأضاف :''بالطبع سيساعد مبلغ مليار دولار كإيرادات في هذه الظروف الصعبة، كما يعد إبرام علاقات راسخة مع إيران بالغ الأهمية في الأجل الطويل''.

وقال :''مع تدهور علاقاتها مع الغرب، تسعى روسيا إلى تعزيز روابطها وترسيخها مع قوى لاعبة رئيسة خارج محيط الدول الغربية''.

فخلال سنوات مع التعاون الفعال لواشنطن في العراق، بدا الدور الروسي الذي كان قويا وقتا ما في منطقة الشرق الأوسط يخبو، وظلت منشآتها الرئيسية لقاعدتها البحرية في طرطوس في سوريا رمزا على التراجع الذي أعقب الحرب الباردة.

لكن المظاهر خادعة في كثير من الأحيان. فروسيا لم تذهب بعيدا في واقع الأمر واغتنمت الفرص في أعقاب ''الربيع العربي'' الفاشل لتعظيم نفوذها في المنطقة.

صلة سورية

ليس هناك ما يعد أزمة للغرب أكثر من الحكومة السورية الحليفة لروسيا منذ وقت طويل، ورئيسها بشار الأسد، وإن كان الوضع مختلفا بالنسبة للكرملين.

ربما روسيا ليست سعيدة جدا بسلوك الأسد، لكن حسبما يشير ترينين : ''الحسابات الأساسية لروسيا فيما يتعلق بسوريا والأسد تدعمها حتى الآن تطورات على الأرض خلال السنوات الأربع الماضية''.

وقال ترينين :''الرئيس الأسد مازال صامدا، والمعارضة العلمانية غير قادرة على فعل الكثير، كما يعد تنظيم الدولة الإسلامية عاملا قويا للغاية، لكن الاستسلام لتنظيم الدولة الإسلامية ليس هو الخيار''.

يقول ترينين إن الكرملين مقتنع بأن ''فهمه للمنطقة يفوق فهم الولايات المتحدة، وأن التمسك بالحلفاء يؤتي ثماره أفضل من التخندق معهم''.

ويضيف ترينين إن بوتين يعتقد أن روسيا بحاجة إلى العودة إلى الشرق الأوسط، على الرغم من الدور المختلف تماما الذي كان يلعبه الاتحاد السوفيتي.

كما يعد التحول أمرا بالغ الأهمية، إذ يقول ترينين :''قبل أربع سنوات، كانت روسيا موجودة في الشرق الأوسط بصفة أساسية من خلال شركات السياحة وتنظيم العطلات. والآن هي حليف قوي للرئيس الأسد في سوريا وقاومت بنجاح مساعي الإطاحة به''.

وأضاف ترينين :''إنها تمارس الوساطة من جانبها (خلال جولتين من محادثات المصالحة السورية في موسكو) وفي إيران لديها قوة إقليمية كشريك''.

بالإضافة إلى ذلك، اتجهت مصر، الحليف السابق، إلى موسكو من جديد، وتم توقيع اتفاقية أسلحة العام الماضي، في إشارة مؤكدة إلى إحباط الحكومة العسكرية من تعاملها مع واشنطن.

كما استطاعت موسكو تطوير علاقة تتمتع بقدر كبير من النفعية مع القوة الرئيسية الأخرى في المنطقة وهي تركيا.

توترات إسرائيلية

وتعد التوترات الحالية مع إسرائيل وصمة العار الوحيدة على الساحة بسبب صفقة صواريخ إس-300 لإيران.

لقد تخلت إسرائيل عن صفقات أسلحة مع جورجيا وترددت في بيع طائرات بدون طيار لأوكرانيا في محاولة لكسب موسكو.

كما ستحبط العلاقات الوثيقة مع إيران الجانب السعودي ودولا أخرى في منطقة الخليج.

ويقول ترينين إن ما تحتاجه روسيا هو ''منهج إقليمي متكامل من شأنه السماح بتفادي علاقات خطرة وتشابكات لا داعي لها''.

إنها بالفعل مياه دبلوماسية يصعب التنقل فيها، نظرا لكثرة المنافسات الإقليمية التي تبرز على السطح مع انزلاق أجزاء بالغة الأهمية في المشهد السياسي الإقليمي إلى الفوضى وإراقة الدماء.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: