لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حانات البيرة السرية في كانو النيجيرية

08:38 م السبت 21 مارس 2015

تناول البيرة ممنوع رسميا في مدينة كانو النيجيرية

كانو (بي بي سي)

تناول البيرة ممنوع رسميا في مدينة كانو النيجيرية الشمالية (الواقعة في ولاية كانو ذات الأغلبية المسلمة)، ولكن ما أن تغيب الشمس حتى تبدأ الحانات تزدحم بالرواد مسيحيين ومسلمين على حد سواء.

تقع هذه الحانات في شارع بحي سابون غاري، وهو حي مخصص لسكن غير المسلمين الذين يعملون في مركز كانو التجاري.

لا تسري الشريعة الإسلامية في هذا الحي، ولذا فإن قاعات البيرة هذه (كما يطلق عليها أهل كانو) لا تتعرض إلى مضايقات عناصر ''الحسبة''، الشرطة الإسلامية.

يقول النادل بول بيني ''إن التجارة رائجة هنا، فالمكان يمتلئ بسرعة بالنسوة والرجال وحتى باولئك الذين يأتون من خارج سابون غاري''.

الخارجيون الذين يشير إليهم بول هم أفراد جالية الهاوسا المسلمة الذين يأمون سابون غاري سرا للتمتع بحياة الليل المتوفرة في الحي.

فأبواب الحانات هنا تظل مفتوحة حتى ساعات الصباح الأولى في معظم أيام الأسبوع، والموسيقى الصاخبة تصدح، كما تعرض مباريات كرة القدم على شاشات صغيرة. وعند المساء، تتجمع الغانيات على الجانب الآخر من الساقية التي تفصل الحانات عن الطريق.

ويقول الدكتور باتريك أيلانغبي، رئيس جمعية زعماء الجاليات الوافدة في كانو التي تمثل اولئك الذين يفدون إلى المدينة من أماكن أخرى من نيجيريا، ''دون الهاوسا لكانت تجارة البيرة في سابون غاري قد انهارت تماما''.

وفي زيارة قمت بها لعدد من الحانات في إحدى الأمسيات، وجدت أن العديد من الرواد هم من مسلمي الهاوسا. وقد وافق رجلان كانا جالسين إلى طاولة خارج احدى الحانات مع قنينتي بيرة أمامهما أن يتحدثا إلي، ولكنهما رفضا أن يصورا كما هو الحال مع معظم الرواد.

قالا إنهما لا يرغبان أن تراهما أسرتيهما، وأضافا أن العديد من المسلمين يأتون إلى هنا تحت جنح الظلام لشرب البيرة.

وقال رجل الأعمال محمد عبدول ''آتي إلى هنا ثلاث مرات في الأسبوع في بعض الأحيان''، أما رفيقه تانكو علي فقال إنه لو اعتقل رجال الحسبة مسلما لتناوله الكحول فعقوبته هي فضح أسرته واذلالها.

وقال علي ''عندما يمسكون بك، يعرضونك على شاشات التلفاز ويقولون انظروا إلى هذا الشخص، ابن فلان وجد علان''.

يذكر أن الشريعة الإسلامية بدأ تطبيقها في كانو في عام 2000، وحظر بموجبها تناول المشروبات الكحولية والدعارة والقمار، ولكن الشريعة لا تشمل المسيحيين المقيمين في المدينة.

أما فيكتور أكبان، الذي يدير حانة صغيرة تحمل اسم بار المدرسة القديمة، فقال ''أرى رجال الحسبة وهم يمرون من أمام حانتي، ولكنهم لا يزعجوننا أبدا''.

ورغم صغر مساحة حانته، يقول فيكتور إنه يحقق ربحا جيدا لا يقل عن 60 ألف نايرا (450 دولار) في الليلة الواحدة - أي بعبارة أخرى يبيع في الليلة أكثر من مئتي قنينة بيرة.

ويضيف ''ولكننا نوفر لزبائننا ما يريدون، فإذا كان الزبون من أنصار نادي برشلونه، سأعرض مباراة برشلونه لأني اريد أن أربح''.

في تلك الأثناء دخل اثنان من الزبائن إلى الحانة والتفوا حول جهاز تلفاز كان يعرض مباراة من الدوري الانجليزي بينما كانا يتناقشان في السياسة والانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في موعد لاحق من هذا الشهري.

وقال أحدهما، ويدعى أدامز محمد وهو فني يبلغ من العمر 55 عاما، ''ما برحنا نأتي إلى هنا منذ عشر سنوات لكي نشرب براحة واطمئنان''.

وقال محمد ورفيقه - الذي رفض التعريف بنفسه - إنه لا توجد حزازات بين جاليات كانو المختلفة، وإن الشيء الوحيد الذي يشكوان منه هو أن البيرة لا تكون مثلجة دائما.

أما اصحاب الحانات، فالمشكلة الوحيدة التي يواجهونها أحيانا هي كيفية إدخال البيرة الى كانو، إذ توقف الحسبة الشاحنات التي تحمل الصناديق.

وقال بول بيني ''عليك أن تدفع، ويسمحون لك بالذهاب. اما اذا لم تدفع، فيقتادونك إلى مركز الشرطة ويصادرون الشحنة''.

وعندما يقع ذلك، يحصل شح في أنواع البيرة المحبوبة، مما يعني ارتفاع أسعارها. ولكن حانات سابون غاري لا تخلو من البيرة أبدا، حسبما يؤكد بول بيني.

ولكنه يضيف أن مصادرة الشحنات وإتلاف البيرة علنا لا تحصل إلا حوالي مرة في السنة، وكانت المرة الأخيرة في نوفمبر الماضي.

وقد استهدف مسلحو حركة بوكو حرام حانات سابون غاري مرات عدة، ووقع آخر هجوم في مايو 2014.

وقالت أنتونيا جون، وهي الأخرى صاحبة حانة في سابون غاري، ''تؤثر هذه الهجمات على عملنا.'' وكانت انتونيا قد افتتحت حانتها قبل فرض الشريعة الاسلامية في كانو بوقت قصير.

وتقول إن الزبائن يعزفون عن القدوم الى الحانات عند وقوع الهجمات، ولكن بعد مضي نحو الشهر يبدأون بالعودة.

ولكن لا يوجد أثر لأي اجراء أمني في الشارع، ورغم أن انتونيا تقول إنها تعرف زبائنها، فإن غرباء يأتون الى حانتها ايضا ولذا فمن العسير التعرف على المهاجمين.

وتقول ''الآن لم يستطيع حمايتنا الا الله''.

أما الشرطة المحلية، فيبدو أن نشاطها الوحيد ينحصر في القاء القبض على الغانيات.

يقول عبدول ''تجري الفتيات الى هنا (الى الحانات) ويجلسن، فالشرطة لا تأتي إلى هنا. ولكن اذا امسكت بهن هناك (على الطريق) فستلقي عليهن القبض''.

ولكن اصحاب الحانات يقولون إن الغرض من العملية كلها هو كسب الأموال، فالشرطة تطلق سراح الفتيات المعتقلات لقاء مبلغ من المال.

يقول فيمي محمد، وهو مدرب رياضي يقيم في سابون غاري منذ نحو 7 سنوات، إن الحي يمثل عنصر جذب قوي، وبالأخص بالنسبة للهاوزا.

وقال ''الاحظ أن الناس يعشقون الشراب، وسيواصلونه بالرغم من الهجمات والتفجيرات''.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان