لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا يشعر المواطن العربي أنه رخيص في بلده؟

04:41 م السبت 22 فبراير 2014

لماذا يشعر المواطن العربي أنه رخيص في بلده؟

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أثارت قصة وفاة أربعة متسلقين مصريين شباب زوبعة على وسائل التواصل الاجتماعي ندد كثير من المستخدمين بمرارة المواطن رخيص في بلده ليه؟

الشباب المصريون قرروا مطلع الأسبوع الماضي الخروج في رحلة إلى مدينة سانت كاترين جنوب سيناء ربما لمواجهة الأوضاع بمنطق الحياة، فقضى نصفهم بردا. ولم تكتشف جثثهم إلا بعد أربعة أيام من اختفائهم.

واتهم ناشطون السلطات المصرية بـ التقصير وعدم الاسراع بإنقاذ هؤلاء الشباب رغم التبليغ عن غيابهم.

ورد آخرون تأخر عملية الإنقاذ التي أودت بحياة الشباب الأربعة إلى كونهم ليسوا أجانب .

بينما قالت السلطات المصرية أن قوات حرس الحدود تحركت فور إبلاغها بفقدان هؤلاء الشباب، وأن الحادث قضاء وقدر .

ويقول المحامي المصري أمير سالم لبي بي سي إن فكرة المواطن بلا ثمن تتعلق أساسا بثقافة الحكم وعقلية الحاكم، فالسلطة عادة تهتم بأبناء الطبقة الحاكمة ولا تهتم بالمواطن العادي لأن ذلك ليس في ثقافتها. وهي لا تهتم بهذا الأخير إلا إذا تعرضت إلى ضغط إعلامي أو جماهيري أو حدثت ضجة.

وأضاف سالم لي كتابان عن قضايا الأسرى المصريين في السجون الاسرائيلية خلال الحروب السابقة (1956 -1967-1973) فالأسير المصري لم يحظ بأية رعاية من طرف دولته بينما تبحث اسرائيل عن بقايا الهيكل العظمي لقتلاها أو مسجونيها لاستعادتها.

وتنقل إحدى الروايات التاريخية (على اختلاف تفاصيلها) أن امرأة وقعت في أسر الروم بمدينة عمورية البيزنطية فاستنجدت وهي تقتاد إلى الأسر بالخليفة العباسي أبو إسحاق محمد المعتصم بالله صارخة وامعتصماه! .

ووصل ذلك مسامع الخليفة المعتصم فأرسل إلى أمير عمورية خطابا يقول له فيه إلى كلب الروم أخرج المرأة من السجن وإلا جئتك بجيش أوله عندك وآخره عندي. ثم قاد جيشا كبيرا وأغار على عمورية وأسقطها سنة 838م.

ويقول أحمد الراشد الناشط السعودي المعتصم أصبح اليوم مرميا في السجون لأنه يطالب بالاصلاح.

وتحدث الراشد عن مجوعة من الحقوقيين والسياسيين الذين صدرت بحقهم أحكام مغلظة دون مراعاة الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها السعودية، ونحن في صدد رفع خطاب إلى المنظمات الدولية للمطالبة بإلغاء رئاسة المملكة مجلس حقوق الانسان.

وأضاف أن السفارات السعودية في الخارج تغلق أبوابها في وجه مواطنيها، وقد تخلت عن حميدان التركي المحكوم عليه بعشرين سنة سجنا من طرف القضاء الأمريكي لإدانته بارتكاب أعمال إرهابية.

وفي لبنان قتلت ثلاث سيدات على فترات متقاربة واتهم أزواجهن بقتلهن.

وقتلت الشابات الثلاث منال عاصي، ورولا يعقوب وكريستال أبو شقرا إثر علاقة زوجية متوترة وعنيفة، وأثار ذلك ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الصحافة اللبنانية التي كتبت عن إخفاق العدالة اللبنانية في إدانة الأزواج.

وولد ذلك شعورا لدى كثير من اللبنانيين بأن السبب هو غياب الدولة وعدم إنصاف العدالة لضحايا سابقين ما شجع آخرين على إتيان هذا الفعل.

وقالت ميرنا قرعوني رئيسة جمعية مناهضة العنف ضد المرأة وسفيرة النوايا الحسنة للمرأة والطفل لبي بي سي إن المواطن يشعر برخص حياته في بلده بسبب ثقافة المجتمع حيث يربى الفرد منذ بداية حياته على ضرورة أن يكون في خدمة الجماعة، ناهيك عن تقصير الحكومات في ضمان حقوق المواطنين.

وهذا الشعور يتكرس أكثر عندما يموت الآلاف من الأشخاص في الدول العربية دون أن يهز ذلك عروشها. يضاف إلى ذلك عدم قدرة العدالة على حماية حقوق الأفراد وحرياتهم.

وأضافت قرعوني أن قضية الضحايا المذكورات ينطبق عليها غياب الحزم في تطبيق القوانين وشيوع الثقافة الاجتماعية بان المرأة مواطنة من الدرجة الثانية، ما يسمح للرجل بالتمادي في الاعتداء عليها. وكذلك الشعور بالظلم

لكن الظلم ياخذ أشكالا كثيرة تفقد المواطن الثقة في قيمته كمواطن. ويرى بعض الناشطين في السعودية أن التوزيع العادل للثروة أحد أهم مظاهر ازدراء المواطن فيها.

وتحدثت وسائل الإعلام السعودية عن عدم امتلاك ثلاثة أرباع السعوديين لسكن ووجود بين 2 و4 ملايين سعودي تحت خط الفقر. ونقلت عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات السعودية أن معدل البطالة في المملكة بلغ 12.1 في المئة سنة 2012.

وقال وليد سامي أبو الخير رئيس مرصد حقوق الانسان في السعودية لبي بي سي متهكما بين شقتي الصغيرة وقصر أحدهم خطوة، والفضل الوحيد لصاحب القصر ليس تميزه أو عمله ولكن انتماؤه.

وأضاف قرأت اليوم مقارنة بين الجوازين الأمريكي والبريطاني والجواز السعودي، فالجوازان الأمريكي والبريطاني يتضمنان إشارة إلى أنهما يخضعان لحماية الدولتين، بينما يتضمن الجواز السعودي تحذيرا من أن فقدانه يرتب على صاحبه غرامة مالية،

فالحديث الوحيد الممكن هو واجبات المواطن حيال الدولة وليس العكس. كما لا تشير الاتفاقية الأمنية الجديدة بحرف واحد إلى المواطن وإنما تركز كلها على حماية الأنظمة.

وأضاف الناشط السعودي الربيع العربي أنتج نوعين من الانظمة، أنظمة تحسب حسابا لمواطنيها كما في تونس وأنظمة توحشت كما هو حال الأنظمة في الخليج. لكن الخليجيين يطالبون بالتغيير وإذا استمرت الأنظمة في هذا الهياج فإن ذلك يعني سقوطها.

وانقسم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بين من اعتبروا بأنهم مرتاحون في بلدانهم رغم الظروف التي تمر بها وبين من رأى أنهم مهضومو الحقوق ولا حل إلا الهجرة.

وقال غازي عبيد على صفحتنا على فايسبوك أنا غير مرتاح في وطني لأني لم أحصل على نظام ديمقراطي يكفل توفير مقومات الحياة الحرة الكريمة بعد 10 سنوات على تغيير النظام العراقي السابق، بل الذي يحصل هو العكس تماما، فالسلطات العراقية عجزت عن حماية المواطنين من الانتهاكات إذ لا أمن ولا عملا ولا سكنا ملائما ولا رعاية صحية جيدة.

وقالت ياسمين محمد أنا مواطنة مصرية وحاسة بالحرية طول ما بلدى بخير.

ورد طارق ابراهيم من مصر قائلا بالطبع لا أشعر بالراحة فى بلدي، معتقلون سياسيون وصحافيون وقمع حريات وتعذيب وقتل وتخوين لكل مخالف فى الرأي. حقوقي منتهكة و لا يوجد أدنى اهتمام بكرامتى كإنسان حتى قبل الإهتمام بها كمواطن ! الطوابير تنتهك آدميتى..أشعر بقيمتى فى وطنى حين أشعر أنى مؤثر به و أن كلمتى مسموعه ولها تأثير فى صنع القرار.

ومن السودان قال محمد ابراهيم بابكير لن أشعر بالراحة إطلاقاً لو ذهبت لمكان غير بلدي، برغم أننا في السودان لدينا مشكلات كثيرة، يمكن أن تكون من أسوء الأوضاع في العالم من حيث الحريات، والشعور بأهميتك كمواطن لديه حقوق كثيرة لابد أن تتوفر، وأن كرامتك محفوظة، لكن كل هذا لم يعطني أي إحساس بأنني غير ( مرتاح في وطني ) فالراحة بالنسبة لي وطن أحبه، شعبٌ يتقبلني، ينظر إلي كجزء منه.

هل ترى أنك فرد مهم بالنسبة لدولتك؟

هل تغير مفهوم المواطنة في دول الربيع العربي بنظرك؟

هل تشعر بأن رأيك له تأثير في القرارات التي تتخذها حكومتك؟

هل إن تحسين وضعك الاقتصادي وحده كفيل بإعطائك شعورا بالراحة في وطنك؟

فيديو قد يعجبك: