سؤال وجواب عن الضربة العسكرية المحتملة لسوريا
بي بي سي:
دور في الوقت الحالي مباحثات ومشاورات حول إمكانية توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا بقيادة أمريكية في أعقاب مزاعم باستخدام الحكومة السورية لأسلحة كيمياوية.
ونلقي الضوء على بعض النقاط الأساسية لتوضيح الموقف الحالي للأزمة السورية.
لماذ يتم الحديث الآن عن عمل عسكري؟
طرح الكثيرون السؤال حول سبب تفكير الولايات المتحدة وحلفائها في التدخل الآن بعد أن خلف الصراع في سوريا نحو 100 ألف قتيل، وأجبر أكثر من مليون ونصف سوري على الفرار من البلاد، مع تشريد أكثر من هذا العدد بالداخل. كما أدى الصراع في سوريا إلى زيادة التوترات في الدول المجاورة.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما العام الماضي إن أي استخدام لأسلحة كيماوية من قبل النظام السوري للرئيس بشار الأسد سيكون "خطا أحمر".
ومع ذلك، وحينما وقع هجوم كيماوي مزعوم وخلف مئات القتلى في منطقة الغوطة على مشارف دمشق، بدت القوى الغربية مقتنعة بأن توجيه رد قوي بات أمرا ضروريا.
وفي حين تتفاوت أرقام القتلى، يظل هجوم الغوطة واحدا من أعنف حوادث القتل في الصراع بأكمله، مع وجود صور مروعة نشرها بعض النشطاء تظهر العشرات من جثث القتلى وبينهم الكثير من الأطفال.
من سينفذ الضربة ؟
كانت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة أول من سارع بطرح فكرة توجيه ضربة عسكرية، ولديها بالفعل قوات في المنطقة يمكنها أن تستخدم في حال شن عمل عسكري.
لكن خطط رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في اللحاق بعمل عسكري تحطمت بعد أن رفض البرلمان البريطاني التصويت لصالح التدخل العسكري بعد جلسة ماراثونية الأسبوع الماضي.
وقال الرئيس الأمريكي أوباما إنه يسعى للحصول على موافقة الكونغرس على القيام بعمل عسكري ضد سوريا ردا على الهجمات الكيمياوية المزعومة.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن بلاده لا تزال مستعدة لتنفيذ عمل عسكري ضد سوريا، حتى بدون مشاركة بريطانية.
وفي نفس المنطقة، قالت تركيا إنها ستكون مستعدة للمشاركة في أي عمل دولي ضد سوريا، حتى دون موافقة الأمم المتحدة.
ما شكل الهجوم الغربي المحتمل؟
تتراوح الخيارات حول كيفية تنفيذ مثل ذلك الهجوم من "ضربات عقابية" محدودة إلى فرض منطقة حظر طيران فوق البلاد أو محاولة إحكام السيطرة على ترسانة الأسلحة الكيمياوية السورية.
وقد بدا الرئيس أوباما وهو يلمح إلى أن الهجوم سيكون محدودا في طبيعته، لكي يخدم ما قال إنه "إشارة تحذيرية قوية" للحكومة السورية أكثر من مجرد محاولة لتعديل الميزان في غير صالحها في الصراع.
ما هو الإطار الزمني المحتمل لأي عمل عسكري؟
غادر مفتشو الأمم المتحدة، الذين كانوا يحققون في الهجمات الكيماوية المزعومة، بالفعل سوريا وأرسلوا العينات التي جمعوها إلى المختبرات، وليس من المعروف متى ستخرج النتائج.
ومن المتوقع، حدوث تحرك جديد في مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار أممي يسمح بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، حتى لو كان سيتم الاعتراض عليه، غالبا، من قبل روسيا والصين.
وبالرغم من أن البيت الأبيض يقول إنه يرى مهمة المفتشين كإجراء "إضافي"، كانت الولايات المتحدة مقتنعة أن سوريا استخدمت أسلحة كيماوية، ويعتقد أن القوى الغربية سترغب في أن يتم النظر إليها على أنها استنفذت كل الطرق الدبلوماسية الممكنة قبل اتخاذ أي إجراء.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك توقعات أيضا بأن القوى الغربية لن ترغب في اتخاذ أي إجراء قبل أو خلال انعقاد قمة مجموعة العشرين في روسيا والتي ستبدأ في الخامس من سبتمبر / أيلول وتستمر لمدة يومين.
ماذا قالت سوريا وحلفاؤها؟
أنكرت الحكومة السورية بشدة أنها استخدمت أسلحة كيماوية، وقال مسؤولون سوريون إن المعارضة هي التي كانت وراء مثل هذه الهجمات وأن قوى غربية شجعتها على القيام بذلك.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد في 27 أغسطس / آب إن سوريا سوف "تدافع عن نفسها ضد أي هجوم دولي"، وحذرت من أنها سوف تثير "فوضى في جميع أنحاء العالم".
كما انتقدت روسيا وإيران، وهما حليفتان رئيسيتان لسوريا، بشدة أي تدخل في سوريا.
وقالت روسيا إنه لا يوجد دليل على أن الحكومة السورية كانت وراء الهجمات الكيماوية التي استهدفت الغوطة، وحذرت من "تداعيات كارثية" لأي تدخل، وأسمته "انتهاك خطير للقانون الدولي".
وعلى الرغم من أن روسيا لن تنجر إلى أي مواجهة مباشرة، يقول مراسلون إنها قد تزيد من حجم توريداتها للأسلحة لدمشق كرد على هذه الخطوة.
وقال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران على خامنئي مؤخرا إن أي تدخل عسكري سيكون بمثابة "كارثة".
وقد حذر مسؤولون إيرانيون في وقت سابق من تداعيات ذلك على المنطقة، كما هددوا مؤخرا بمهاجمة إسرائيل في المقابل.
وهناك تكهنات أن يقوم حزب الله اللبناني، الموالي لإيران والذي يحارب أيضا في صفوف الحكومة في سوريا، بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل ردا على أي ضربة عسكرية.
فيديو قد يعجبك: