عكس السوق السوداء.. لماذا تحسن الجنيه في العقود الآجلة للمدى القصير؟

03:51 م الخميس 18 يناير 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منال المصري:

قال مصرفيون تحدث إليهم "مصراوي"، إن تحسن سعر الجنيه بالعقود الآجلة غير قابلة للتسلم على المدى القصير- 3 شهور- يرجع إلى اقتناع الأسواق الدولية أن سعر الدولار في السوق السوداء غير واقعي بسبب زيادة المضاربات.

وأوضحوا أن وتيرة التوقعات بانخفاض سعر الجنيه رسميا بالبنوك هدأت في الأسواق الدولية، بعد تحسن لهجة الصندوق النقد الدولي والاقتراب من زيادة دعمه التمويلي لمصر.

ارتفعت قيمة الجنيه في العقود الآجلة غير القابلة للتسليم على المدى القصير- 3 شهور- المعروفة بمصطلح "NDFs" أمس الأربعاء إلى دون 40 جنيها بعد تعافيه من أدنى مستوى إغلاق على الإطلاق عند 45 جنيهًا بنهاية ديسمبر الماضي، بحسب بلومبرج.

وأرجعت ذلك إلى التوقعات بالانخفاض الحاد في قيمة العملة بدأت تتلاشى، مما أدى إلى تضييق الفجوة مع السعر الرسمي، وسط آمال في حزمة أكبر من صندوق النقد الدولي، لكن لا تزال العملة الصعبة نادرة بعد تخفيضات قيمة الجنيه السابقة.

وتواجه مصر ضغوطا من نقص النقد الأجنبي وانتشار السوق السوداء للمضاربة على العملة وتراكم قوائم الانتظار لتمويل الاعتمادات المستندية لخروج البضائع المستوردة من الموانئ.

ما هي العقود الآجلة للجنيه؟

العقود الآجلة هي أدوات مالية مشتقة تتم بين بنك خارجي أو محلي وتاجر- المستورد- تلزم الأطراف بالتعامل مع أصل ما في تاريخ وسعر مستقبليين محددين مسبقًا وتتنبأ بسعر الدولار في المستقبل بناء على عوامل ومتغيرات اقتصادية.

ويلجأ المستورد إلى تنفيذ عقد آجل غير قابل للتسلم مرتبط بفترة زمنية محددة من أسبوع إلى سنة مع أحد البنوك الخارجية بهدف تغطية مخاطر تذبذب سعر العملة المحتمل بما يساعده في تحديد تكلفة البضاعة وتحديد مكسبه.

وفي هذه الحالة يكون البنك مسؤولا عن تدبير العملة للعميل عند وصول البضاعة وفقا للمدة المحددة في العقد وتحمل تكلفة فرق السعر بالنيابة عن العميل في حال حدوثه.

قال محمد عبد العال، الخبير المصرفي، إن تحسن الجنيه في العقود الآجلة يعكس رؤية المراسلين والمستثمرين الأجانب بعدم اتجاه مصر إلى مرونة سعر الصرف خلال 2024 بعد إعلان صندوق النقد الدولي زيادة دعمه لمصر وإعطاءه الأولوية لكبح التضخم أكثر من مرونة الجنيه.

كان صندوق النقد الدولي أعلن يوم الخميس أنه يجري مناقشات مع مصر بشأن السياسات التي من شأنها أن تجعل برنامج الصندوق الذي تبلغ قيمته 3 مليارات دولار ناجحا، لكن التمويل الإضافي سيكون "حاسما"، وفق ما ذكرته رويترز.

وأضافت كوزاك، وفق رويترز، أن المناقشات مع السلطات المصرية حول تحسينات السياسة ستستمر خلال الأسابيع المقبلة، بما في ذلك الحاجة إلى تشديد السياسة المالية والنقدية وكذلك التحرك نحو سياسة مرنة لسعر الصرف، وكبح التضخم.

وأوضح عبد العال أن الأسواق الدولية تعلم أن السوق السوداء لتجارة العملة عشوائي ولا يرتبط بالواقع بصلة بقيمة الجنيه الحقيقية مقابل الدولار.

قفز سعر الدولار في السوق السوداء إلى مستوى تاريخي لأول مرة بمصر حيث وصل إلى 60 جنيها لكل دولار خلال تعاملات اليوم بزيادة تقترب من 100% مقارنة بالسعر الرسمي في البنوك الذي سجل قرب 31 جنيها حتى نهاية تعاملات اليوم وهو سعر ثابت عليه من مارس الماضي.

وتسببت الحرب الروسية الأوكرانية في خروج استثمارات أجنبية غير مباشرة بنحو 22 مليار دولار من مصر بما زاد من ضغوط العملة.

وأتفق نائب رئيس بنك، ورئيس بنك آخر فضلا عدم ذكر أسمائهم مع الرأي السابق، في أن تحسن الجنيه في العقود العاجلة يعكس إن السعر في السوق السوداء غير واقعي، مع وجود توقعات بعدم انخفاض العملة المحلية إلى أكثر من 40 جنيها رسميا بالبنوك كما يتداول.

كانت مؤسسات تمويل دولية توقعت انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار بين 38 و45 جنيها خلال 2024 مع عودة مصر إلى مرونة سعر الصرف مع بدء صندوق النقد الدولي بدء تنفيذ المراجعتين المؤجلتين من مارس وسبتمبر الماضيين على برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري.

وأرجع بعض المحللين عدم إجراء المراجعتين في ميعادهما إلى عدم التزام مصر بالالتزام بسعر صرف مرن للجنيه وهو ما تسبب في عدم صرف شريحتين بنحو 700 مليون دولار بنحو 350 مليون دولار لكل مراجعة.