الانتخابات موسم سائقي التوك توك: التوصيلة بـ"٥ جنيه.. والحسّابة بتحسب"

كتبت- فايزة أحمد:

أمام إحدى اللجان الانتخابية بمنطقة الطالبية، وقف مصطفى محمود يتابع توافد الناخبين للإدلاء بأصواتهم، متأهبًا لخروج الناخبين لاسيما كبار السن غير القادرين على السير؛ ليسارع بعرض توصيلة بخمسة جنيهات في نطاق شوارع الطالبية "نزلت الأجرة شوية علشان العدد كبير".

لا يعلم الشاب العشريني المرشح الآخر الذي يتنافس مع عبدالفتاح السيسي في الانتخابات، لكن كل ما يعرفه أن أيام الانتخابات الرئاسية "دا موسم بالنسبة لنا".

يقاطعه رجل طاعن في السن متكئا على عصاه الخاصة، يطلب منه توصيله إلى منزله، يداعبه "انتخبت يا حاج!"، يجيبه "انتخبت.. أنت مانتخبتش ليه؟"، يبتسم سائق التوك توك "عندي شغل"، ومن ثم ينطلق إلى وجهته.

يتخذ أحمد سرور مكان زميله، يقوم بالمهمة نفسها، لكنه كان يلتفت حوله بين الحين والآخر خشية من الأمن المتواجد في المكان "إحنا مش بنوقف قدام المدارس كدا في الأيام العادية".

على غير المعتاد، زاد عدد زبائن "سرور"، والذين كان معظمهم من الأطفال وكبار السن "الناس جايه تحتفل وتفرح"، لكنهم لم ينسوا أن يسألوه كلما توفرت الفرصة عن سبب عدم ذهابه للانتخابات "بقولهم انتخبت وخلاص".

لدى الشاب العشريني أسباب عدة لعدم إدلائه بصوته حتى الآن "عشان انتخب هقعد ساعة.. ممكن أعمل كام مشوار بـ٣٠جنيها"، ذلك المبلغ الذي يكفيه لشراء بنزين التوك توك الخاص به.

قبل أن يظفر سرور بزبون مثل زميله السابق؛ نبهه زميل آخر بزيادة تواجد الضباط في المكان، ناصحًا إياه بالانصراف إلى مكان آخر "هنروح قدام لجان تانية برضه".

تابعونا في تغطية خاصة للانتخابات الرئاسية.. لحظة بلحظة (اضغط هنا)