فتاتان من رابعة العدوية.. فض الاعتصام ''وجهة نظر''
كتبت-رنا الجميعي :
لم تقفا على صف واحد رغم أنهما شهدتا الأحداث عينها، مرا من نفس الأماكن، رأتا نفس الأشخاص، ولكن وجهة النظر تختلف، عين المرء ليست واحدة، الميول والاتجاهات لا تتشابه، سكنت الفتاتان بمنطقة رابعة العدوية، كانت إحداهما على مقربة أكثر من اعتصام الإخوان في العام الماضي، وتبعد الأخرى لمنطقة ليست في مواجهتهم، يمران بنفس المناطق، تذمرت الأولى، وتفهمت الثانية، لتقرر واحدة منهما الإدلاء بصوتها لوزير الدفاع السابق، فيما تقاطع الأخرى.
''نهال''
ضاق بـ''نهال فضلي'' السكن بمنزلها بعد أن اعتصم الإخوان في رابعة العدوية، لم تتفهم أسبابهم، رأت أنهم يحيلون المنطقة عبثًا، لم تستطع التحرك بحرية في حيها، تأففت من وجودهم، وامتعضت بسلوكياتهم المنفرة بالنسبة لها، والازعاج بسبب الميكروفونات الدائرة طول اليوم ''كنت بسمعهم يقولوا الموت هو الجهاد''.
يقرر أهلها الانتقال، ذلك قبل الفض بأسبوع، تتفرق أفراد الأسرة، يذهب شقيق ''نهال'' لمنزل صاحبه، حتى يتمكن من المذاكرة لامتحانات الثانوية العامة، يسافر الوالدان، وتبقى هي لدى صديقتها، رغم اعتراض ''نهال'' على فض الاعتصام بطريق الدم، إلا أنها رأت أن مؤسسة الجيش قد أعطتهم فسحة للمغادرة، ورفضوها.
الأسرة بأكملها قررت أن تُعطي صوتها للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، بناء على آراء الناس التي استمعت إليهم ستختاره، ارتأت فيه ''نهال'' القادر على تولي أمور البلاد، وأن القوة هي السبيل لحكمها.
''منة''
تفهمت ''منة علي'' اعتصام الإخوان، رغم صعوبة الوصول لمنزلها بسبب تكثف الإخوان بالمنطقة، إلا أنها لم تشتكي منه، في حين كانت والدتها تضيق بتواجدهم، كانت الفتاة العشرينية ترد ''أي شارع زحمة هيبقى كدا''، وأن الاعتصام لأيا كان هو حق لهم.
مرّنت ''منة'' نفسها في فترة الاعتصام على تقبل ذلك الازدحام، تلف بالسيارة لبعض الوقت حتى تستطيع الدخول إلى مسكنها، فبعض الطرق مقفلة بحكم تواجد الإخوان فيها، فكّر والدها أن ينتقلوا لبلدتهم لبعض الوقت، إلا أنها رفضت لظروف عملها.
لم تترك ''منة'' نفسها فريسة للشائعات، وقررت أن تنزل بنفسها للاعتصام لترى بعينيها ما يحدث، وجدت أن الإخوان ''منظمين''، وأن الكلام المنطلق على الاعتصام ماهو إلا حالات فردية.
قبل الفض بعشرة أيام، ظلت تسمع التحذيرات القادمة بغلق المسكن وعدم الظهور بالشرفات، حتى لا يتأذى أحد من الاجراءات التي ستتم لفض الاعتصام، ومع الوقت فقدوا الإحساس بالحذر لطيلة الوقت ''متقالش تحديدًا الفض هيبقى امتى''، لتعيش حياتها بشكل طبيعي، لم تتخيل ''منة'' أن يتم الفض بذلك الشكل السريع، اعتقدت أن الأمر سيتم تدريجيا، ولكن ذلك لم يحدث، لتستيقظ في الصباح الباكر على صوت والدتها تقول لها أنها تسمع صوت الرصاص، تقرر أن تنزل الفتاة لتستطلع الأمر بنفسها مع مجموعة من أصدقائها.
قرار ''منة'' بمقاطعة الانتخابات لم يأتي انطلاقًا من أحداث فض الاعتصام وحده فحسب، فلم تكن أكثر من سببًا واحدًا ضمن عدة أسباب أخرى، عين الفتاة العشرينية التي رأت ما لم يره الآخرون، هي التي حذرتها من الانتخابات الحالية، فمنذ لحظة تنحي مبارك وهي تعرف أن القوات المسلحة هي التي تملك الأمر، وسنحت الفرصة لقليلًا من الديمقراطية وقت تولي محمد مرسي إلا أنها ضاعت بسبب النظرة التي لم تعبأ بمتطلبات الشعب، فمؤسسة الجيش هي المؤسسة الوحيدة بمصر التي تملك الرؤية والبرنامج، في حين لم تستطع الثورة والمعارضة من رؤية مستقبلية لمصر ''كله بيبص لمسافات قصيرة''.
لمعرفة مكان لجنتك الانتخابية اضغط هنا
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: